فلسطين المحتلة - قدس الإخبارية: كشف موقع "زمن إسرائيل" في تقرير أعده الخبير الأمني بار شالوم، كواليس محاولة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في العاصمة الأردنية عمان يوم 25 أيلول/ سبتمبر 1997.
وبحسب شالوم فإن المحاولة تعتبر واحدة من أكثر الإخفاقات الاستخبارية والعملياتية الصاخبة للموساد، وانتهت بإذلال الاحتلال العلني.
وأضاف "محاولة اغتيال مشعل كانت إحدى الأزمات السياسية الكبرى التي تعين على الاحلال التعامل معها بعد توقيع اتفاقيات السلام مع الدول العربية، فقد تجاوزت في خطورتها حصار السفارة الإسرائيلية في القاهرة عام 2013، ما تطلب العمل وراء الكواليس خلال ساعات حرجة عندما لم يكن من الواضح ما الذي سيحدث لعنصري الموساد، خاصة وأن تهديد الملك حسين كان حقيقيا بإعدامهما إذا مات مشعل".
وأكد أنه "تم اختيار مشعل كهدف للاغتيال بعد هجوم مزدوج في سوق محانيه يهودا في تموز/ يوليو 1997، وكانت الخطة رشّه بسم قاتل، ما قد يتسبب في وفاته بعد وقت قصير دون ترك أي علامات مريبة، وقبل أيام قليلة من العملية تعقبته وحدة مراقبة من الموساد في عمّان، ورسمت طريقه المعتاد من منزله إلى مكتبه، وفي يوم العملية، اقترب منه اثنان من عملاء الموساد، ومعهما علبة شراب وحقنة مسمومة، وتم تجهيز كليهما بمصل مضاد للسم في حالة حدوث خطأ ما".
ووفقاً للموقع العبري فإن رئيس الموساد في ذلك الوقت داني ياتوم تحدث مع ملك الأردن الذي قال له صراحة: "إذا مات مشعل فسيحكم على عناصر الموساد بالإعدام"، ما دفعه للعودة لإسرائيل، والبدء بجهد مزدوج لتسليم المصل للأردنيين في أسرع وقت ممكن، ومعرفة ما يجب القيام به لتهدئة الملك".
وقال: "في هذه المرحلة ظهر في الصورة إفرايم هاليفي رئيس الموساد السابق، ويُعد صديقا شخصيا للملك".
ويكشف هاليفي أن "الملك بعث له برسالة بألا آتي للأردن، لأنه لا يريد أن يختبر صداقتهما، لكن تم استدعاؤه إلى إسرائيل في اليوم التالي، حيث كان في بروكسل، بحضور رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، واقترح على الفور إطلاق سراح الشيخ أحمد ياسين، لكن نتنياهو ردّ عليه مباشرة: غير وارد، وفي غضون ذلك، بدأت محاولة الاغتيال تكتسب أصداء إعلامية في الأردن والعالم العربي وإسرائيل، وتزايد الخوف أنه بمرور الوقت، وازدياد الضجة، سيكون صعبا تليين موقف الملك".
ويضيف أنه "تلقى اتصالا آخر من نتنياهو الذي بدا مريضا، وقال له كلمتين فقط بالإنجليزية: افعلها، وأغلق الخط، ولاحقا غادرت إلى عمّان، لكنني لم أقابل الملك على الفور، واضطررت للمرور بدوائر عدة حتى وافق على مقابلتي".
وأضاف: "ظهر لكليهما أن هذا كان نقطة تحول في العلاقات الدقيقة بين الجانبين، اللذين وقعا قبل ثلاث سنوات فقط اتفاقية سلام، وقبلها بستة أشهر فقط وصل الملك لإسرائيل لتعزية عائلات إسرائيلية قتل أبناؤها في عملية نفذها جندي أردني على الحدود".
وأشار إلى أن "الملك أبلغه أن محاولة اغتيال مشعل شكلت جهدا إسرائيليا لتعريض حكمه للخطر، لأن الشارع الفلسطيني في الأردن اعتبرها تمت بتعاون من المملكة، ولذلك شكلت المحاولة إهانة هائلة للأردنيين، وشعروا أن إسرائيل تستخف بهم وأنها تعامل الأردن كدولة صغيرة وضعيفة يمكن العمل فيها بحرية".
ويكشف التقرير الإسرائيلي أن "أحد قادة محاولة الاغتيال الفاشلة في الميدان الذي احتجز فيه مصل السم تلقى أمرًا بتسليم المصل على الفور إلى ضابط مخابرات أردني ينتظر في بهو الفندق، حيث حصل عليه مشعل في المستشفى، وهو بين الحياة والموت، وقدم الاحتلال المشورة الطبية عن بعد، حتى تعافى أخيرا".
المصدر: عربي 21