شبكة قدس الإخبارية

عن فقدان المستوطنين الشعور بالأمن.. كيف يقرأ محللون إحصائيات الاحتلال بهذا الخصوص؟

خوف المستوطنين
نداء بسومي

رام الله - خاص قدس الإخبارية: أعرب رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي يائير لابيد، في مستهل جلسة الحكومة، ليلة الأحد 14 أغسطس/آب 2021، عن مخاوفَ لدى المستوطنين من وقوع هجمات مماثلة لعملية القدس الأخيرة التي نفذها الشاب المقدسي أمير الصيداوي، والتي أسفرت عن إصابات بعضها خطرة في صفوف المستوطنين. 

تأتي تصريحات لابيد، بعد كشف معهد القدس للاستراتيجية والأمن، في أواخر يونيو/ حزيران الماضي، عن نتائج استطلاع أجراه في صفوف المستوطنين، وبدأه منذ معركة سيف القدس في مايو/أيار 2021، وخلُصَ في نتائجه إلى أن 82% من المستوطنين يشعرون بانعدام الأمن نتيجة لعمليات المقاومة الفلسطينية. 

الشعور بانعدام الأمن بين المستوطنين، رافقه إحصاءات تفيد بمقتل أكثر من 20 مستوطنًا من منذ مارس/ آذار الماضي إثر عمليات المقاومة في الداخل المحتل، تبعها العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، والذي عزز من نظرية انعدام الأمن، حينما قصفت المقاومة الفلسطينية سكان مستوطنات غلاف غزة، ومدن الداخل المحتل وتل أبيب، وما سبقه من هروب المستوطنين إلى الملاجئ. 

عدم الأمان.. صفة الاستعمار 

الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي محمد هلسة يرى أن عقدة الشعور بنقص الأمن والخوف الدائم هي متلازمة مع النفسية الاستعمارية، ولا يمكن لسلطة استعمار وشخصية المستوطن المستعمر الذي يعلم أنه آتٍ على حساب شخص آخر أن يبقى آمنًا مطمئنًا، وأن يشعر بأنه صاحب الحق.

ويشدد هلسة في حديثه لـ "شبكة قدس" على أن الأمن هو محوري في "الحياة الإسرائيلية"، ولا شيء يتقدم على هذا لا الاعتبار سواء القضايا الاقتصادية أو الرفاهية أو الاجتماعية، كل هذه القضايا لا تتقدم على الراية الأمنية، ولذلك نرى التنافس بين أحزاب الاحتلال تتركز بمن يظهر بصورة البطل القومي القادر على حماية المستوطنين. 

وينوّه هلسة إلى أن المستوطن يشعر أن أمنه مهدد على الدوام، وهو أمر عميق في الذهن الإسرائيلي، وبذلك يمكننا فهم سبب حمل أغلب المستوطنين لجوازَي سفر، أولهما "إسرائيلي" والآخر للبلد التي جاء منها، ويتصاعد هذا الشعور بانعدام الأمن مع كل عملية مقاومة، كعملية القدس الأخيرة، التي تركت أثرها لدى المستوطن والأحزاب السياسية. 

خوف المستوطن من المقاومة الفلسطينية 

بدوره، يقول الخبير في الشأن الإسرائيلي سعيد بشارات إن الاحتلال ومستوطنيه يعيشون حالة خوف، كما وحصلت بعض التغييرات، حيث لا يستطيع المستوطنون الآن الدخول لحوارة أو قبر يوسف بسهولة، وألغيت الاقتحامات في كثير من المرات، وهناك خشية من أن يقع المستوطنين بين كمائن الفلسطينيين، وهذا الملف نسبي فيما يتعلق بالشعور بالأمن.

ويضيف بشارات في حديثه لـ "شبكة قدس"، إن الإلغاءات والتحذيرات التي تصدر للمستوطنين هي بفعل عمليات المقاومة، ولا شك أن هناك تأثيرٌ للعمليات الأخيرة، فضلاً عن التعميمات التي باتت تصدر نتيجة لعمليات إطلاق النار والرشق بالحجارة، وهناك شعور وتذمر من المستوطنين نتيجة إلقاء الحجارة. 

ويشدد بشارات على أن هناك قلقًا لدى المستوطنين من الحالة الأمنية، لكن يحرص الاحتلال بإعطاء صورة عكسية على أرض الواقع، بالذات في شمال الضفة حيث تتوسع عمليات المقاومة، وتتركز فيها. 

من ناحيته، يرى المختص بالشأن الإسرائيلي عادل شديد أن ما يجري هو اختراق لمنظومة الأمن الإسرائيلية، ويعكس تمسك الفلسطيني بحقوقه ورفض التعاطي مع الاحتلال تجاه ما يسمى بالحلول الاقتصادية والجزرات التي تقدم والتي تسمى بالتسهيلات.

ويضيف شديد في حديثه لـ "شبكة قدس" أن المستوطنين مجتمع عسكري، ولا يمكن وصفهم بالمجتمع المدني الطبيعي، وهم جزء من المنظومة الأمنية والعسكرية وكل هذه الإجراءات والانتشار العسكري لا يمكن أن ينجح في كسر الإرادة الفلسطينية وهو ما يؤكد أن منظومة الاحتلال هشة وقابلة للاختراق.

ومع ذلك، يستدرك شديد قوله بأن" الفترة الأخيرة وإن شهدت عمليات في الضفة والداخل لكنها لم تصل إلى فقدان المجتمع اليهودي لأمنه الداخلي بشكل كامل، لأن حجم وعدد وتوزيع هذه العمليات لم يغطِ المنطقة بأكملها، وبالتالي لا يمكن اعتبار ذلك انهيارًا للمنظومة الأمنية." 

ويوضح أن "المستوطنين بدأوا يشعرون بفقدان الأمن مع موجة العمليات الأخيرة، ولكن لا يمكن البناء على ذلك من خلال هذه العمليات فقط، ونحن بحاجة للتقييم المستقبلي وإلى أين ستتجه الأمور. 

 

#الاحتلال #مستوطنون #المقاومة