عكست السردية الإعلامية الشعبوية عبر مواقع التواصل الاجتماعي خلال معركة وحدة الساحات التي خاضتها المقاومة الفلسطينية خللاً واضحاً في الخطاب مقارنة بخطاب المقاومة الفلسطينية الذي عادة ما يركز على الدعاية الموجهة التي تؤثر في الجبهة الداخلية الإسرائيلية.
وجاء ما نشرته صحيفة هآرتس العبرية ليؤكد حالة الخلل في السردية الفلسطينية عبر منصات وشبكات التواصل الاجتماعي، خصوصاً فيما يتعلق بمجزرة الأطفال في مقبرة الفالوجا التي سعى الاحتلال في بدايتها لإلصاق التهمة بصواريخ المقاومة.
غير أن النفي الذي جاء على لسان مصدر أمني إسرائيلي بطريقة غير مباشرة نسف هذه الرواية التي تناقلتها صفحات مواقع التواصل الاجتماعي خلال المعركة، وهو ما أظهر حجم المشكلة التي قد يلعب على وترها الاحتلال مستقبلاً.
اللافت هنا أن القطاع مر بعدد كبير من جولات التصعيد والحروب منذ عام 2006 إلى الآن، إلا أن ما كشفته الجولة الأخيرة من إشكاليات على صعيد السردية الداخلية تظهر أن الانقسام موجود بتفرعات وأشكال عدة لا يقتصر رحاها على حركتي فتح وحماس.
وتطرح حالة التسابق في تداول معلومات قد تضر بالمقاومة وفصائلها المختلفة مجموعة من الأسئلة والسيناريوهات المستقبلية، لعل أبرزها يدور تحت العنوان الأبرز "هل يتنصل الاحتلال من جرائمه في قطاع غزة مستقبلاً؟".
أما عن السيناريوهات المطروحة فبلا شك إن الاحتلال راقب السلوك الشعبي عبر مواقع التواصل الاجتماعي خلال وحدة الساحات، وسيحاول اللعب على وتر ما جرى عبر مجموعة من السياسات التي تتناغم مع هذه الطروحات.
وخلال الشهور التي تلت معركة سيف القدس لجأ الاحتلال لأساليب دعائية ترتكز على الواقع المعيشي لسكان القطاع ضمن محاولة تقزيم النجاح الميداني الذي حققته المقاومة خلال المعركة، وهو ما يدور الآن بعد معركة وحدة الساحات.
وبلا شك فإن المسارعة لنشر المعلومات الخاصة بالمجازر المتعلقة بالأطفال والعائلات قد يدفع الاحتلال في المستقبل للتريث في إعلانه عن مسؤوليته بشأنها، أو محاولة بث خطاب دعائي يحمل المقاومة الفلسطينية المسؤولية عن ذلك.
وسبق وأن عمل الاحتلال على هذا الجانب حينما بث قبل معركة وحدة الساحات بأيام مجموعة من الصور ومقاطع الفيديو التي زعم فيها أن المقاومة الفلسطينية تخزن الأسلحة بين المنازل والمنشآت المدنية وهو ما نفته المقاومة كلياً.
وهنا تبرز الحاجة لضبط الخطاب الشعبوي عبر منصات التواصل الاجتماعي عبر عمل منظم أشبه ما يكون إلى مقص الرقيب العسكري يتم من خلاله حماية الجبهة الداخلية أوقات المعارك والحروب ولضمان عدم استغلال الاحتلال أية إشاعات في بث خطاب دعائي محلي ودولي يضر بالمقاومة.