ويلنا منك يا أحمد...
صرخ كرم اليوم ولي عهد المعتقل السياسي أحمد أبو هريش صرخته الأولى على هذه الأرض التي أشبعت والده ظلماً وضرباً وتعذيباَ، صرخ كرم اليوم صرخته الأولى في وجوهنا جميعاً وكأنه يقول "أين أبي الذي انتظرني لشهوري التسعة؟ أين أبي الذي كان يبني لي قصراً ليستقبلني؟ أين أبي يا دولتي المحتلة؟ هل ستتكرمين علي اليوم أيتها البلاد برقم وطني وهوية ؟".
في هذا الوطن الذي يسكنني حتى الموت لم أتوقع أن أكتب هذه الكلمات وأنا غارق بدموع الحسرة على القهر الذي يتجرعه أحد أبناء البلاد في زنازين أريحا منذ أكثر من 70 يوماً، كيف استقبلت الخبر يا أحمد؟ هل بكيت يا أخي؟ هل تقطع فؤادك الذي ينتظر كرم منذ شهور تسعة؟ هل دعوت رب السماء على من ظلمك؟ هل صرخت؟ أخبرني بربك ماذا فعلت؟
أحمد أصبح اليوم أباً وأجزم أنه أباً صالحاً يحب البلاد وأهلها وأقسم أن كرم سيتعلم منه معاني الوفاء لهذه البلاد التي طحنته ظلماً وضرباً.
أحمد اليوم يا وطني قدم لك جندياً جديداً سيقاتل من اجلك حتى النهاية.
كرم جاء إلى هذه الدنيا ولم يستقبله والده أحمد، كرم اليوم جاء إلى البلاد حاملاً في عروقه دماً فلسطينياً نقياً سيكون ناراً على ضمائرنا جميعاً أين كنتم من أبي ولماذا جئت إلى البلاد ولم يستقبلني أبي؟