فلسطين المحتلة - خاص شبكة قُدس: مع بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 5 أغسطس\ آب 2022، خرجت سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي لتطلقَ مباشرةً عنوان "وحدة الساحات" على هذه الجولة الجديدة من جولات مقاومة الاحتلال الإسرائيلي.
خلال المعركة، دعا الناطق باسم سرايا القدس "أبو حمزة" إلى انخراط الفلسطينيين في الضفة الغربية والداخل المحتل في "هذه الملحمة"، وبعد دخول اتفاق وقف إطلاق نار حيز التنفيذ، خرج الأمين العام لحركة الجهاد زياد النخالة في خطابٍ تتويجًا لانتهاء الجولة، أكد فيه على أن "وحدة الساحات"، كانت رفضًا للاستفراد بمدن الضفة المحتلة، ونصرةً للقيادي في الجهاد بسام السعدي الذي اعتقله الاحتلال مؤخرًا، والأسير المضرب عن الطعام لما يزيد عن 155 يومًا خليل العواودة.
مقاومةُ معادلات التشرذم التي يطمح إليها الاحتلال بتحييد مناطق تواجد الفلسطينيين والاستفراد فيها، أصبحت جهد المقاومة الفلسطينية خلال السنوات الأخيرة، فبينما اندلعت هذه الجولة منعًا للاستفراد بمدينة جنين ومخيمها ونابلس وطوباس، بعد سلسلة اعتداءات إسرائيلية عليها، اندلعت جولة مايو\أيار 2021 منعًا للاستفراد في مدينة القدس وحي الشيخ جراح.
هذا الحال، هو ما يصفه المحاضر في جامعة بيرزيت عبدالجواد عمر في حديثه لـ "شبكة قدس"، بأن هناك جهودًا مضنية، منذ ثلاثة أعوام على الأقل، لتشييد ساحات جديدة وبؤر قتالية تصارع حتى اليوم على خلق فضاء لها خارج سيطرة الاحتلال، لا يمكن له ممارسة سلطته الاعتقالية فيها.
ويرى عمر أن "هذه المحاولات توّجت من خلال ربط اعتقال بعض القيادات مثل الشيخ بسام السعدي بالفعل العسكري من قطاع غزة، على قاعدة أن غزة يمكن لها أن توفر تهديدًا إضافيًا يعقّد مسألة الحسابات بالضفة".
بدوره، يؤكد المختص في الشأن الإسرائيلي جمعة التايه أن هذه المعركة تأتي امتدادًا لما فرضته سيف القدس من معادلات، وما عززته المقاومة الفلسطينية على أرض الواقع منذ مايو\ أيار 2021، فخلال هذه الجولة، أطلقت سرايا القدس رشقاتها تجاه مدينة القدس المحتلة بالتزامن مع اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى.
ويشدد التايه في حديثه لـ "شبكة قدس" على أن اسم وحدة الساحات تجسد على أرض الواقع عبر جنين والقدس والضفة الغربية، وكانت الجغرافيا الفلسطينية حقيقة وحدة واحدة، كما وتحققت وحدة الميدان بين الفصائل.
وحدة الميدان
ويقول المختص في الشأن الإسرائيلي إن "العدو يحاول دائمًا أن يسير في سياسة مبرمجة ومخطط لها، وهي فرق تسد عبر تفريق الساحات ومحاولة التفريق بين الفصائل الفلسطينية، وعبر إعلانه باستهداف الجهاد الإسلامي وحده، بالرغم من أنه استهدف الأطفال والنساء أيضًا، كما واستهدف مدينة القدس بالسماح لآلاف المستوطنين باقتحامها".
ويضيف التايه أن الاحتلال حاول ضمن هذه السياسة أن يستفرد بالساحات، لكن الشعب الفلسطيني بفصائله استطاع أن يعزز ثقافة الوحدة الفصائلية والجغرافية، وقد برزت في هذه الجولة سياسة حركة الجهاد الأمنيةٍ والإعلاميةٍ في تعزيز ثقافة وحدة الساحات.
من جانبه، يرى المحلل والكاتب مصطفى الصواف، في حديثه لـ "شبكة قدس"، أن الاحتلال هدف من خلال عدوانه على قطاع غزة والجهاد الإسلامي إلى فصل الساحات عبر فصل غزة عن الضفة والداخل المحتل، وضرب "الأسافين" بين قوى المقاومة، وقد فشلت هذه الأهداف.
ويقرأ الصواف في خطاب الأمين العام للجهاد الإسلامي زياد النخالة تأكيدًا على أن المقاومة كانت موحدة، وأن وحدة الساحات تحققت، مضيفًا أن معركة سيف القدس رسخت هذه المعادلة، والمعركة الأخيرة أكدت على ذلك بدليل هذه الحراكات والوقفات التي كانت في الضفة والداخل المحتل خلال اليومين الماضيين.
ويتابع: "طبيعة الاحتلال الإرهاب، وسيمارس سلوكه بكل الأشكال، لكن عليه أن يفهم أن أي اعتداء لن يفرق الشعب الفلسطيني، وسيساهم في وحدته وسيعزز من تماسكه وستكون الساحات الفلسطينية واحدة ضد الاحتلال خلال أي عدوان".