شبكة قدس الإخبارية

كيف يمكن قراءة وتفسير إعلان أبو عبيدة بخصوص جنود الاحتلال الأسرى؟

ابو عبيدة
هيئة التحرير

غزة - خاص قدس الإخبارية: عاد الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة ليحرك ملف الجنود الأسرى لديهم من خلال الكشف عن معلومات بشأن تعرض وحدة الظل لقصف إسرائيلي خلال حراستها أحد الجنود خلال معركة سيف القدس واستشهاد عنصر من الوحدة وإصابة آخرين.

تغريدة أبو عبيدة جاءت بعد أسابيع قليلة فقط من نشر مقطع فيديو يظهر فيه الجندي هشام السيد وهو بحالة صحية متردية بعض الشيء، سبقها الإعلان عن تردي حالته الصحية خلال تواجده في الأسر لدى وحدة الظل التابعة للكتائب.

وتحمل التغريدة التي قال فيها أبو عبيدة بالنص: "تصريح صحفي: "في الذكرى الثامنة لمعركة العصف المأكول؛ والتي أسرت خلالها كتائب القسام جنديين صهيونيين.. سمحت قيادة القسام بالكشف عن تعرض أحد الأماكن خلال معركة سيف القدس العام الماضي لقصفٍ صهيونيٍ أدى إلى استشهاد أحد مجاهدي وحدة الظل وإصابة ثلاثةٍ آخرين أثناء قيامهم بمهمة حراسة أحد الجنديين، ونتحفظ على الكشف عن اسم الشهيد في هذه المرحلة لأسبابٍ أمنية، وسنعلن عنه لاحقًا بإذن الله عندما تكون الظروف مواتية".

وقرأ مراقبون هذه الرسالة على أنها إشارة ضمنية بأن أحد الجنود الأسرى لدى المقاومة كان حياً حتى معركة سيف القدس قبل أن يتعرض المكان الذي كان يتواجد فيه لاستهداف إسرائيلي نتيجة للمواجهة المندلعة مع الاحتلال.

في السياق، قال الباحث والمختص في الشأن العسكري رامي أبو زبيدة إن تغريدة أبو عبيدة تؤكد على السياسة العامة للمقاومة التي فرضتها منذ أسرهم عام 2014، وهو أنه لا معلومات مجانية مباشرة إلا بثمن حقيقي يدفعه الاحتلال.

وأضاف أبو زبيدة لـ "شبكة قدس" أن القسام يحاول بين الفينة والأخرى إثارة عائلات الجنود وإرسال إشارات حياة لدى هذه العائلات حتى تقوم بتحريك القيادة السياسية والأمنية في الاحتلال، مشيراً إلى أن الاحتلال يحاول فرض سياسة الغموض على هذا الملف عبر إيهام العوائل بأنهم قتلى منذ اللحظة الأولى.

وأتبع قائلاً: "هناك محاولات واضحة من الحكومات الإسرائيلية التزام الصمت حيال هذا الملف الشائك والتناقضات التي أثيرت حول حياة أو موت شاؤول أرون وهدار غولدن، وهو ما يشكك في الرواية الإسرائيلية أنّهم مجرد جثامين".

وتساءل أبو زبيدة عن إمكانية تغيير القسام لطريقة تعامله مع هذا الملف وإخراج فيديو مشابه للجندي المفرج عنه جلعاد شاليط لا يتجاوز الدقيقة لإثبات أنهم على قيد الحياة والذي من شأنه أن يضع الاحتلال بحكومته وجيشه وأجهزته الأمنية في مأزق كبير حال لم تتحرك المؤسسة الرسمية في الاحتلال.

في السياق، قال الكاتب والمحلل السياسي ساري عرابي إن تصريح القسام يعكس أن أحد الجنود الأسرى كان حياً حتى معركة سيف القدس عام 2021، فيما بات مصير الجندي منذ تلك اللحظة وحتى الآن عاد للغموض من جديد.

وأضاف عرابي لـ "شبكة قدس" أن رسالة أبو عبيدة فيها معلومتان الأولى تكذب الاحتلال نتيجة لكون أحد الجنود حياً حتى القصف الإسرائيلي عام 2021، والأمر الثاني أن هذه الرسالة رغم ما قدمته إلا أنها تطفي غموضاً جديداً على الملف.

وأشار إلى أن هذه الرسالة يجب أن يدفع العوائل للتحرك والضغط على حكومتهم خصوصاً بعدما ثبت كذبها خلال السنوات الماضية وإلى جانب تعريضهم للقصف، مبيناً أن القصف الإسرائيلي يعكس حالة الفشل الاستخباراتي والرغبة في التخلص في الجنود في أحيان أخرى للتهرب من دفع الثمن.

ورأى عرابي أن اختيار التوقيت لتوجيه الرسالة تزامناً مع حراك تنظمه عائلة الجندي هدار غولدين على حدود غزة يوم غدٍ 1 أغسطس، يعتبر خطوة على طريقة تحريك الملف بالرغم من أن الرسالة حملت معلومة غامضة بشأن مصير الجندي ما بعد القصف.

#القسام #الجنود_الأسرى #أبو_عبيدة #حكومتكم_تكذب