الخليل - خاص قُدس الإخبارية: "ولدت بعد اعتقال والدي"، عبارة تتكرر في عشرات قصص الأسرى الفلسطينيين الذين تعرفوا على أطفالهم، من داخل غرف الزيارة أو عبر الهواتف المهربة عن عيون السجانين، أو في الهدايا الصغيرة التي يبعثها الأسير محملة بأشواقه.
في حزيران/ يونيو 2004، دخل عماد نيروخ "غيابة الجب" كما يسمي الأسرى سجون الاحتلال، التي يغيبون في بطن زنازينها حتى يأذن الله لهم بالفرج بعد عقود ربما من الاعتقال، كانت ابنته هبة جنيناً في بطن أمها، اليوم نجحت في الثانوية العامة وهي تغالب دموعها على الفرحة المنقوصة، كما تقول.
تقول هبة لـ"شبكة قدس": تعرفت على والدي من غرف الزيارة، وكبرت وأنا أحمل صورته دون أن أحصل على حقي البسيط في أن أعيش معه، كباقي الأطفال.
تروي هبة أنها كانت في بدايات طفولتها تقول لجميع من تعرف: "بابا"، قبل أن تعلم أن والدها أسير في سجون الاحتلال، وتتربى على قصص صموده وبطولاته.
وتضيف: حاولت تعويض غياب والدي بأن أزيد محبتي له أضعافاً مضاعفة، كان لوالدتي دور كبير في تربيتي وتعليمي، لكن حب والدي بقي طاغياً وكأنها وسيلة في أن أكسر محاولات الاحتلال لعزله عنا.
تؤكد هبة أن والدها كان دائماً مصدر قوتها وتصميمها على النجاح في امتحان الثانوية العامة، وتقول: خلال الزيارات كان والدي يحرص على أن يشجعني على الدراسة والتفوق، ويقول لي كم هو فخور بي، وهذا كله دفعني للنجاح.
وتذكر أنها تخطط لدراسة تخصص العلوم السياسية أو القانون الدولي، وتشدد على أن دافعها للشغف بهذه التخصصات هو قضية والدها الأسير ونضاله ضد الاحتلال.
وفي رسالة لوالدها، قالت هبة: طوال شهر رمضان دعوت الله أن تكتمل فرحتي بوجود والدي، لكن قدر الله لم يسمح بأن يكون الوالد معنا، أمنيتي الكبرى في الحياة أن يتحرر مع جميع الأسرى، وتزول كل الأحزان والهموم، ونعيش مناسباتنا معه وفي ظل وجوده.