شبكة قدس الإخبارية

دلالات الاعتراف الإسرائيلي باستخدام المسيّرات الهجومية

tZFHt
عدنان أبو عامر

صحيح أننا لم نكن بحاجة إلى اعتراف الاحتلال باستخدامه المسيّرات القاتلة ضد عدد من الجبهات المشتعلة من حوله، لكن كشفه الرسمي والعلني جاء لافتا ومفاجئا، رغم أن المسألة بدت كما لو كانت "سرًا مكشوفًا" لسنوات عديدة، لأن الصناعات الإسرائيلية تصدر طائرات بدون طيار من أنواع مختلفة إلى العديد من البلدان في العالم، بما فيها تلك التي يتم تشغيلها عن بُعد، ومن الواضح أنها مسلحة.

لقد جرت العادة أن ينسب جيش الاحتلال عملياته العدوانية التي يستخدم فيها الطائرات الهجومية بدون طيار إلى مصادر أجنبية، دون أن يضطر للاعتراف بمسؤوليته عنها، وهو ما تكرر في هجماته التي شهدها قطاع غزة والضفة الغربية وسوريا ولبنان والسودان، وربما العراق وإيران.

يمكن النظر الى هذا الاعتراف الإسرائيلي بأنه نقطة تحول تاريخية في ميدان المواجهات العسكرية التي يخوضها في العديد من الجبهات المسلحة، بالتزامن مع ما تلعبه هذه الطائرات من دور رئيس في تنفيذ عمليات عدوانية في أكثر من منطقة، لا سيما مع ما باتت تشهده من تحسينات نوعية وكمية لقدرتها على جمع المعلومات الاستخباراتية، ربما أكثر من القدرة على الهجوم بدقة.

لم يعد سرّاً أن القدرة على الهجوم باستخدام الطائرات بدون طيار موجودة لدى جيش الاحتلال منذ أواخر التسعينيات، وقد مرّت بسنوات طويلة من التطوير العملي والخبرة، حتى أصبحت دولة الاحتلال قوة حقيقية للطائرات بدون طيار في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، استخدمتها في شنّ هجمات عدوانية دامية خلال انتفاضة الأقصى في الضفة الغربية، وزاد استخدامها خلال العدوانات التي شنتها على قطاع غزة منذ عام 2006.

مع مرور الوقت، تحولت دولة الاحتلال بين عامي 2005-2013 لتصبح المصدر الأول في العالم للطائرات بدون طيار بمبيعات بلغت 4.6 مليارات دولار، ومنذ ذلك الحين حدث تغيير في السوق العالمية، من بين أمور أخرى بسبب دخول الصين إليها، لكن دولة الاحتلال بقيت تحجز لها مكانا متقدماً بين دول العالم في تطوير وتصدير أنظمة تلك الطائرات المسيّرة، فضلا عن تصدير المعرفة والخبرة التشغيلية في هذا المجال.

في الوقت ذاته، ويا للمفارقة، فقد أصبحت دولة الاحتلال ذاتها في السنوات الأخيرة مهددة أيضا من ذات الطائرات بدون طيار التي باتت الدول والمنظمات المسلحة تحوزها، بل وتصنّعها، مما يحمل أخبارا سيئة للاحتلال، لأنها تمنح تلك الجهات المعادية القدرة على تطوير التقنيات والقدرات التشغيلية في مجال اعتراض هذه المسيّرات، ولعل ما شهدته الحرب الأخيرة بين روسيا وأوكرانيا قدمت دليلا أكيدا على ذلك، فضلا عن صفقة المسيّرات الإيرانية الى روسيا.

#المسيرات