بيروت - قدس الإخبارية: قال رئيس الدائرة السياسية لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين محمد الهندي إنّ كل "تهديدات السلطة الفلسطينية بالبدائل مكشوفة للعدو ولا تؤخذ على محمل الجد، ولذلك المصالحة الفلسطينية أسيرة لهذا العجز".
وأضاف في تصريحات صحفية أنّ "الانقسام على الساحة الفلسطينية ليس بين حركتي فتح وحماس، بل بين مشروعين وسياستين".
وأوضح: "مشروع قام على الشراكة مع العدو والتفاوض معه وفشل بعد حوالى (30 عاماً) في تحقيق أي إنجاز للشعب الفلسطيني، والسلطة حتى الآن ترفض إجراء أي تقييم حقيقي لمشروعها، وربطت مصيرها بالشراكة مع العدو ولا تملك أي خيارات أخرى"، وفق تعبيره.
وحول ما تقوله السلطة الفلسطينية عن محاولات من قِبل حركة حماس لإنشاء إطار بديل لمنظمة التحرير الفلسطينية، قال الهندي: "كانت فكرة إطلاق جبهة مقاومة وطنية وما زالت محل نقاش، وهي ليست بديلاً لمنظمة التحرير الفلسطينية، وهي مفتوحة أمام كل الفصائل والقوى والشخصيات الوطنية لإنضاجها".
في السياق، قال الهندي: إنّ زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن للمنطقة الأسبوع الماضي جرى ترتيبها على وقع تصاعد نطاق حرب الغرب وروسيا في أوكرانيا، التي ستحدد نتائجها موازين القوى وشكل الصراع في العالم في العقود المقبلة.
وأشار الهندي إلى أنّ زيارة إسرائيل لم تكن محطة مهمة، وكانت على الأرجح تغلب عليها الاعتبارات الانتخابية، لانتخابات الكونغرس النصفية في شهر تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.
وأشار إلى أنّ "إعلان القدس" (الذي وقّعه بايدن ورئيس حكومة الاحتلال يئير لبيد) لم يحمل أي جديد، سواء في ما يتعلق بالتزام أميركا أمن إسرائيل وتفوّقها والتزام أميركا منع إيران من امتلاك سلاح نووي، أو توسيع وتعزيز التطبيع مع الدول العربية من دون حل لقضية فلسطين، موضحاً أنّ كل هذه القضايا معلنة في السابق.
وبالنسبة إلى ما يُحكى عن محاولة الولايات المتحدة إنشاء تحالف يضم إسرائيل وبعض الدول العربية ضد إيران، أوضح الهندي أنّ التحالف يجب أولاً أن يتم الاتفاق على أهدافه وأولوياته، و"حتى الآن ليس هناك اتفاق بين قادة الدول التي اجتمعت في الرياض على أن إيران هي العدو، أو أن استعداء إيران وبناء حلف في مواجهتها هو في مصلحة هذه الدول".
وبيّن أنّ بناء (ناتو عربي إسرائيلي) في مصلحة إسرائيل فقط، وهو هدف إسرائيلي أميركي معلن، ولكنه يحتاج إلى وقت وخطط وضغوط لتنفيذه، وليس من السهل في ظل عدم استقرار المنطقة إنجاز مثل هذه الخطة الاستراتيجية العميقة.
ووفق الهندي، فإن فكرة تشكيل "ناتو عربي إسرائيلي" حتى الآن فكرة سطحية، لافتاً إلى أنها ليست لها أرضية على أرض الواقع، خصوصاً أن هناك حقائق في المنطقة، عن قوة إيران وتأثيرها، لا يمكن إغفالها، وهذا لا يعني أن محاولات حثيثة لتعميق وتوسيع التنسيق والتطبيع بين إسرائيل ودول عربية غير ماضية على أكمل وجه.