القدس المحتلة - خاص قدس الإخبارية: جاء إعلان الاحتلال الإسرائيلي عن مشروع "ماجن" بعد أيام قليلة من انتهاء زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى المنطقة، ليعيد ملف الاستيطان والمستوطنين إلى الواجهة مرة أخرى.
ويقوم مشروع ماجن على تشكيل مجموعات مسلحة من المستوطنين تحت إدعاء إحباط العمليات الفدائية في العلن، غير أن الهدف الخفي هو تنفيذ عمليات الاعتداء على الفلسطينيين في القدس المحتلة وتنفيذ اعتداءات تحت غطاء قانوني.
وبحسب بلدية الاحتلال فإنها بادرت بالتعاون مع جمعية "يهودا الخالدة" ووزارة الأمن الداخلي وشرطة الاحتلال في تنفيذ المشروع من أجل إنشاء فصول احتياطية مجتمعية في القدس المحتلة للتعامل مع الأحداث وحالات الطوارئ في المجتمع، وفق زعمها.
وسيتم تجهيز غرف الصف الاحتياطية بمتطوعين سيخضعون لتدريب ودورات مخصصة تحت إشراف شرطة الاحتلال، ومن أهداف المشروع: تشكيل فرق احتياطية، وحماية المستوطنين بعناصر، لتقصير وقت الوصول عند أي حدث أمني.
في الأثناء، يقول الكاتب والباحث السياسي سليمان بشارات إن مشروع ماجن يأتي ضمن استمرارية الفكر الذي تقوم عليه الحركة الصهيونية منذ احتلال فلسطين في العام 1948.
ويضيف بشارات لـ "شبكة قدس": "أقام الاحتلال سابقاً عصابات الهجاناة، وقبل أعوام ظهر مسمى مجموعات فتيان التلال، واليوم يأتي مسمى مجموعات ماجن، بالتالي هناك تأصيل بالفكر الصهيوني المتطرف باستمرارية هذا النهج ولكن ربما بمسميات وأشكال وأدوات تختلف بين الفترة والأخرى".
ويرى أن توقيت الإعلان عنها يأتي نتاج حالة الانحياز نحو اليمينية المتطرفة في المجتمع الإسرائيلي، إذ تشهد الفترة الأخيرة سيطرة للأحزاب الدينية المتطرفة بشكل أكبر على المجتمع الإسرائيلي، وهذا بالتالي ينعكس بشكل واضح على السلوك على الأرض.
ويشير إلى أن الجماعات الدينية والمستوطنين يشعرون أنهم هم أصحاب القرار وبالتالي يريدون أن يشكلوا وجودهم أو ما يمكن تسميته بدولة المستوطنين وفقا للقوانين التي تسهل عليهم تحقيق مشاريعهم في سرقة الأراضي وتبرير الاعتداءات اليومية وتدنيس المقدسات وتحويلها لأماكن دينية لهم.
ويردف: "هذه الممارسات من الطبيعي أنها ستنعكس على الفلسطينيين وهم الضحية الأولى لأي ممارسات عدوانية سواء بالقتل أو الاعتداء أو السرقة أو منع حرية التنقل وأداء العبادات وغيرها، والأهم أن زيادة هذه الممارسات قد تعزز مفهوم الترانسفير أو الترحيل الداخلي للفلسطينيين للهروب من أماكن سكناهم إلى أماكن أخرى أكثر أمانا بالنسبة لهم، وهذا ما يحدث في مناطق يتم تهجيرها من خلال ممارسات جماعات المستوطنين".
ويلفت إلى أن المشروع يقوم على تشكيل "عصابات" من المستوطنين تستخدم القوة في ملاحقة والاعتداء على الفلسطينيين سواء بمدينة القدس المحتلة أو في مناطق الضفة الغربية، وقد تتنوع أدوات الاعتداء من أدوات الكترونية من خلال كاميرات المراقبة التي تجعل من الفلسطيني هدف مستمر ومتابع، أو من خلال الاعتداء المباشر إما بالسلاح الناري أو السكاكين والعصي.