رام الله - قُدس الإخبارية: أظهرت دراسة صادرة مؤخراً عن جامعة بيرزيت، تلوث مجموعة من البهارات والتوابل في أسواق الضفة المحتلة، بفطريات سامة.

وكشفت الدراسة التي أجراها الأستاذ في دائرة الأحياء والكيمياء الحيوية خالد صويلح وخريجة برنامج ماجستير الأحياء البيئية سنادي بركات، بعنوان: "التلوث الفطري، الفطريات الافلاتوكسينية ومستويات الافلاتوكسين B1 في التوابل التي يتم تسويقها في الضفة الغربية - فلسطين"، إن 89% من العينات المدروسة كانت ملوثة بفطر "الأسبيرجيلاس" الذي يمكن أن يقوم بإفراز سموم "الأفلاتوكسينات". 

وذكرت أنه تم فحص 97 عينة لـ 7 أنواع مختلفة من البهارات في السوق الفلسطيني وهي: الفلفل الأحمر، والفلفل الأسود، وبهار الدجاج، والبهارات المشكلة، والهال المطحون، والزنجبيل المطحون، والسماق، وتبين وجود سموم فطرية من نوع B1 في 40% من العينات المدروسة.

وقالت الدراسة إن الأخطر أن 23% منها يحتوي سموم "B1" بمستويات تفوق الحد الأعلى المسموح به حسب المواصفات الأوروبية التي حددتها بـ 5 ميكروغرام لكل كيلو غرام.

وأضافت أن بهارات الفلفل الأحمر المطحونة احتوت على أعلى عدد من المستعمرات الفطرية، بينما احتوت بهارات أخرى مثل الهال المطحون، بهارات الدجاج، السماق والفلفل الأسود على كميات متفاوتة من الفطريات المفرزة للأفلاتوكسينات.

وأوضحت أن السموم الفطرية متنوعة في الأغذية، لكنها شددت على أن "الأفلاتوكسينات"، من أشد أنواع السموم سمية، وأقوى مادة مسرطنة طبيعية، وذكرت أن هذه المادة تسبب 25% من حالات سرطان الكبد حول العالم.

كما أظهرت النتائج تلوث جميع العينات بفطريات مختلفة (ضارة ونافعة) بمعدل يفوق 85 ألف وحدة تكوين مستعمرة فطرية/ غم، علمًا أن الحد الأقصى المسموح به عالميًا هو 10 آلاف وحدة لكل غرام.

وعقب نشر الدراسة، قالت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان صحفي إن "الجدول المرفق في الدراسة التي نُشرت نتائجها يبين العدد الكلي للفطريات الموجودة في البهارات، وليس فحصاً للسموم الفطرية".

وأضافت: الفطريات تكون موجودة بشكل طبيعي في الأغذية وبعضها مفيد وبعضها الآخر ضار، وليس بالضرورة أن تفرز هذه الفطريات سموماً فطرياً.

وذكرت أنه "منذ عام 2006 تم تطوير مختبر الصحة العامة بأجهزة وفحوصات خاصة بالسموم الفطرية "Mycotoxins" للمواد الغذائية التالية: الفواكه المجففة، القهوة، المكسرات، البهارات"، وقالت: تقوم وزارة الصحة بتحليل "Mycotoxins" ومن ضمنها "Aflatoxins"  و"Ochratoxin"، وهي مواد سامة وخطيرة يتم فحصها بشكل دوري للمنتجات المحلية والمستوردة.

وتابعت: وجود الفطريات في المواد الغذائية لا يعني بالضرورة وجود السموم الفطرية حيث يجب وجود أنواع معينة من الفطريات بتراكيز معينة لإفراز السموم الفطرية، والأجهزة الموجودة حالياً في مختبرات وزارة الصحة لديها القدرة على قياس السموم الفطرية ولو كانت بتراكيز قليلة جداً "أقل من الحدود المسموح بها".

وذكرت أنها تعتمد في الحكم على نتائج فحص السموم الفطرية، على "التعليم الفني الإلزامي رقم 83/2019 للحدود العليا لملوثات معينة في المواد الغذائية"، وقالت إن جمع عينات الأغذية للفحص الميكروبي والكيميائي يجري "بطريقة علمية وممثلة لكمية الأغذية المأخوذة منها العينة".

وتابعت: منذ بداية العام وحتى تاريخه تم فحص 73 عينة فحص ميكروبياً للعدد الكلي للفطريات من مختلف المحافظات لمادة التوابل والبهارات، بناء على النتائج الأولية يتم إجراء الفحوصات السمية (الافلاتكسين) حيث تم إجراء فحص أفلاتكسين لـ24 عينة من هذه العينات والتي بينت خلوها من السموم الفطرية.

وختمت الوزارة بيانها: في حال وجود عينات مخالفة تقوم وزارة الصحة باتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة وذلك لكافة المنتجات الغذائية المخالفة.