طولكرم - خاص قُدس الإخبارية: تجدد أحزان والدة الشهيد سيف أبو لبدة، في كل يوم يطلع عليها دون أن تستعيد جثمانه المحتجز في صقيع ثلاجات دولة الاحتلال، التي قتلته مع اثنين من رفاقه المقاومين، في كمين قرب بلدة عرابة قضاء جنين، فجر اليوم الأول من شهر رمضان.
تقول الوالدة في لقاء مع مراسلنا وهي تتذكر كيف كان سيف حين يشتكي من البرد تسارع إلى تغطيته بغطاء دافئ، إنها لا تتوقف عن التفكير في الحال التي عليها جثمانه الآن في الثلاجات الباردة.
وعن مشاعر الألم التي تكابدها كل يوم، تقول والدة سيف: "قبل فترة شفت صورة لشهيد من جنين في الثلاجات، وكله ثلج، صرت أفكر كيف بدي استقبل سيف لما يسلموه، كيف راح يكون شكله، وهل راح انتظر سنين وهو بالثلاجات".
وأضافت: فقدنا أبنائنا واحترقت قلوبنا عليهم وزيادة على هذا الألم احتجزوا جثامينهم في الثلاجات الباردة.
وأكدت أن الاحتلال يسعى من خلال سياسة احتجاز الجثامين على "ردع" المجتمع الفلسطيني عن المقاومة، واستدركت قائلة: لكن هذا الأسلوب لن يجدي نفعاً لن نتنازل عن حقنا في أرضنا وفي المسجد الأقصى.
وشددت على ضرورة الاستمرار في الفعاليات المطالبة باسترداد جثامين الشهداء وأن تبذل السلطة جهوداً للإفراج عنها: "مش حرام ابني اله شهرين في الثلاجة؟ في ناس أولادهم من سنين في الثلاجات، لكن للأسف ما حدا سائل، إلنا الله في الآخر".
وقالت: نؤمن نحن المسلمين أن الروح عند رب العالمين، لكن من حقي كأم أن أزور قبره كلما اشتقت له.
وتختم في حديثها بتجديد أمنية الأم التي حرمها الاحتلال من نجلها: "الله يرضى عليه سيف نفسي يسلموني جثمانه أودعه وأدفنه قبل ما أموت".