بدر الدين أكرم عسالوة طالب كلية الهندسة وتكنولوجيا المعلومات في الجامعة العربية الأمريكية، ذاك الشاب الذي أبهر الجميع بموهبته وبمشروعه المميز الذي استغرق انجاره عاماً كاملاً، ليثبت للجميع بأن الإبداع والإنجاز لا يحتاج منا إلا جهداً وإصراراً وتفكيراً مميزاً.
أما مشروع التخرج فهو موقع تواصل اجتماعي ثلاثي الأبعاد، يتيح للمستخدم التجول داخل أماكن افتراضية ثلاثية الأبعاد بحيث تكون هذه الأماكن مستوحاة من حياتنا الحقيقية، إضافة لإمكانية التفاعل بين المستخدمين عن طريق تمثيل شخصيات لكل مستخدم والتواصل بينهم عن طريق الدردشة الكتابية والصوتية.
طبق عسالوة فكرته على الجامعة العربية الأمريكية بحيث يتجول المستخدم داخل الجامعة من خلال صفحة الويب وبإمكانه أن يحصل على معلومات هامة عنها مثل الهيئة التدريسية والقاعات.
للوقوف أكثر على تجربته ومشروعه كان لنا معه الحوار التالي:
كيف استوحيت فكرة المشروع؟
فكرة المشروع مطبقة في المجتمع الغربي ولكن البيئة الافتراضية تقتصر على بيئتهم ولا تلائم مجتمعنا العربي المحافظ من خلال اللباس والشخصيات ولهذا قمت بتصميم شخصيات جديدة بملامح عربية وبلباس تقليدي فلسطيني محافظ، كذلك نشهد ثورة مواقع التواصل الإجتماعي وأثرها على المجتمع ولهذا جمعتُ بين تقنية الثلاثي الأبعاد بالإضافة الى التواصل الاجتماعي، وبهذا نحصل على طريقة أكثر تفاعلية للتواصل الاجتماعي من مواقع الويب التقليدية، ولا ننسى أنه لا يوجد تمثيل ثلاثي الأبعاد للأماكن التاريخية والدينية في بيئتنا، وجامعتنا مجرد بداية بالنسبة لي.
كم استغرقت فكرتك وقتاً لتخرج إلى النور؟
بدأت تعلم برامج التصميم ثلاثي الأبعاد منذ خمس سنوات تقريباً، ومن خلال دراستي الجامعية تعلمت البرمجة وتطورت مهاراتي، وقد استغرق تنفيذ المشروع سنة كاملة، حيث بدأت العمل من نهاية السنة الجامعية الثالثة حتى نهاية هذا العام إضافة إلى استغلال العطلة الدراسية بواقع 10-15 ساعة يومياً لإنجاز هذا المشروع.
ما هي الصعوبات التي واجهتك أثناء عملك؟
واجهت الكثير من الصعوبات خاصة أني نفذت المشروع لوحدي دون مشاركة أحد، بالإضافة إلى صعوبة توفير أجهزة الكمبيوتر اللازمة لإنجاز المشروع، لأن البرامج التي عملت عليها تتطلب أجهزة بكفاءة عالية وهي غير متوفرة بالسوق وأسعارها عالية وليست في متناول اليد.
إضافة إلى مشاكل تقنية حيث واجهت مشكلة في تعلم تقنيات كثيرة ودمجها في مشروع واحد، غير أن كل هذه الصعوبات لا تشكل أي عائق أمام تنفيذ المشروع لكوني أتخذ تطوير البرامج الثلاثية الأبعاد كهواية قبل دخولي الجامعة، وبالرغم من كل الصعوبات فقد كنت أشعر بالمتعة أثناء تطوير المشروع.
ما هو دور الهيئة التدريسية في تخطي هذه الصعوبات ؟
من الطبيعي أن أواجه الصعوبات لكنها تتلاشى عند استشارة المدرسين في الكلية خاصة الدكتور معاذ صبحة المشرف على المشروع والأستاذ وجدي حمدان، وفي بعض الأحيان كنت أضطر للرجوع الى كتب المساقات التي درستها في فصول سابقة للبحث عن حلول بديلة.
ما هو الدور الذي قامت فيه الجامعة لدعم مثل هذه المشاريع المميزة؟
إن تطوير المشروع نفسه احتاج لقرار من إدارة الجامعة العربية الأمريكية بحيث يغطي جميع التفاصيل المطلوبة من ضمنها أرشفة المعلومات عنها وعن أقسامها المختلفة وكلياتها ودمجها في المشروع ونشره على صفحات الانترنت.
هل قدمت لك دعما مادياً؟
المشروع كلفني الجهد والوقت أكثر من تغطية نفقات أجهزة الكمبيوتر، علماً أنني استهلكت 4 أجهزة كمبيوتر على مدار تنفيذ المشروع، وكنت في بعض الأحيان أستعين بالأجهزة الموجودة في مختبر الوسائط المتعددة لكن هذا لا يجدي نفعاً لأن أوقات الفراغ في الجامعة لا تتناسب مع الوقت الكافي للعمل على المشروع في المختبر، ولهذا اضطررت للإعتماد على نفسي في تنفيذ المشروع بشكل كامل.
برأيك ما هي جوانب الخلل في قسم الوسائط المتعددة " الملتميديا" التي واجهتك أثناء دراستك وعملك؟
قسم الملتيميديا من الأقسام النشيطة في كلية تكنولوجيا المعلومات، وبطبيعة المواد المقررة في القسم فإنها تتطلب من الطالب المتابعة المستمرة في التعلم والبحث عن كل ما هو جديد في مجال الوسائط المتعددة، نظراً لأن طبيعة التخصص مرتبطة بنواحي كثيرة في مجال تكنولوجيا المعلومات، هذا بالإضافة الى أن هناك بعض المواد تتطلب جهداً إضافياً من الطالب لكي يغطي الجانب العملي من المادة، وهذا يشكل بعض الأحيان عبأً إضافياً عليه.
ما هو السبب الذي دفعك إلى اختيار هذا التخصص؟
بالبداية كان طموحي أن أدرس التصميم الثلاثي الأبعاد بدرجة البكالوريوس في جامعة متخصصة لكن الظروف لم تتح لي ولهذا بدأت في تعلم التصميم الثلاثي الأبعاد ببرنامج Autodesk Maya من خلال دروس الفيديو على الانترنت ومن خلال الكتب، وهذا قبل دخولي تخصص الوسائط المتعددة في الجامعة الأمريكية، وقد اخترت التخصص لكونه الأقرب على هذا المجال، ومن خلال دراستي الجامعية استمررت في التعلم الذاتي من خلال الدروس والكتب على شبكة الانترنت، وتطورت مهاراتي عند التعمق في هذا المجال من خلال المقررات في تخصص الوسائط المتعددة، ولم يمنعني تخرجي من الجامعة من تطوير مهاراتي بشكل يومي.
ماذا بعد هذا المشروع، هل هناك نية لتطويره؟
لدي النية لتطوير المشروع بشكل شخصي وتطوير نسخة خاصة بأجهزة النقال الذكية بنظام Android و iOS، بحيث تتيح للمستخدم فتح التطبيق من خلال الأجهزة الذكية، وهذا بالإضافة لعمل المشاريع الخاصة التي يمكن أن تندرج تحت التقنيات المستخدمة في المشروع.
ما هي أهم طموحات بدر الآن بعد التخرج؟
طموحي أن أطور مهاراتي في مجال التطبيقات الثلاثية الأبعاد وعمل المشاريع التي تخدم مجتمعنا الفلسطيني في هذا المجال، وأتمنى من الله أن يوفقني في ذلك.
*بالتعاون مع وكالة شباب ميديا الجامعية