شبكة قدس الإخبارية

بعد مسيرة الأعلام.. هل تضررت معادلة سيف القدس؟

yd3Jj
هيئة التحرير

رام الله - خاص قدس الإخبارية: طرح ما جرى خلال مسيرة الأعلام الإسرائيلية وعدم التدخل العسكري من قبل المقاومة الفلسطينية على غرار ما حدث العام الماضي تساؤلات حول إمكانية تضرر معادلة سيف القدس التي سعت المقاومة لترسيخها.

وشهد الشارع الفلسطيني انقساماً في الرأي بين شريحة اعتبرت ما جرى أنه تراجع عن إسناد القدس باعتبار أن الخطاب المقاومة كان مرتفعاً خلال الفترة الأخيرة، وشريحة اعتبرت أن الصمت الحالي مدروس ومحسوب للمقاومة في ضوء مناورات الاحتلال العسكرية.

وتحولت مواقع التواصل الاجتماعي لساحة سجال بين أنصار هاتين الفكرتين خصوصاً بعد الاستفزازات الإسرائيلية المرتفعة الوتيرة خلال نهار المسيرة من اقتحام الأقصى ورفع الأعلام بداخله إلى جانب الاعتداءات والمسيرة ذاتها.

في السياق، يقول الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف إن المقاومة لم تعد عملا عشوائيا، ولا عاطفيا إذ أنها عمل مدروس ومخطط له، وبالتالي فإن ما حدث خلال مسيرة الأعلام لا يعتبر تراجعاً فيما يخص معادلة سيف القدس.

ويضيف الصواف لـ "شبكة قدس" أن المقاومة تدرس ما لديها وما لدى العدو وتراقب وتعد الخطط وفق معلومات تصلها وتجمعها، ومن ثم تضع الخطط وتحديد الزمن المناسب، وهذا الأمر كان واضحا يوم أمس، من خلال الرغبة الإسرائيلية في جر القطاع لمواجهة عسكرية.

وتابع قائلاً: "الاحتلال كان يريد مواجهة في إطار مناورته العسكرية فقام بنشر حافلات تعمل بالذكاء الاصطناعي كانت تقف على حدود غزة لتستهدف ولكن المقاومة كانت أذكى من ذلك، واكتشفت من خلال المراقبة كل هذه التحركات على بعد كيلومترات.

وبحسب الصواف فإن المقاومة كانت حكيمة من خلال قراءتها للمشهد كاملا، حيث استطاعت أن تفوت فرصة كان ينتظرها الاحتلال مع بدء مناورته التي أطلق عليها (عربات النار)، فكل المعلومات والتقرير التي جمعتها المقاومة كانت حاضرة وتشير إلى ما كان ينتظره الاحتلال.

ويتفق الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل مع الصواف في فكرة أن معادلة القدس - غزة لم تتضرر إذ أن هذه المعادلة لا تقتصر على حدث معين وستتوالى خلال الفترة المقبلة على شكل مواجهات وصراع دائم بين المقاومة والاحتلال.

ويقول عوكل لـ "شبكة قدس" إن هذه المعادلة ستبقى الفصائل ملتزمة بها خصوصاً أنها ثبتتها عبر مواجهة عسكرية سابقاً، وبالتالي فإن فكرة حصر كل حدث في القدس برد عسكري وصاروخي من غزة يعتبر أمراً غير واقعياً.

ويستبعد الكاتب والمحلل السياسي أن تذهب الأوضاع خلال الفترة المقبلة نحو الهدوء حتى رغم التزام الفصائل الصمت على اعتبار أن السلوك الإسرائيلي سيكون دافعاً لغضب فلسطيني في مختلف مناطق التواجد في الضفة والقدس والأراضي المحتلة.

وبحسب عوكل فإن خطاب هنية بشأن عدم تقديم ضمانات أو وعود للوسطاء يحمل دلائل أولها رسالة لهم بأن الاحتلال لا يلتزم بالضمانات والوعود التي يقدمها والثانية إمكانية تنفيذ عمليات في العمق الإسرائيلي أو رد من المقاومة بغزة.

ويرى أن الأوضاع خلال الفترة المقبلة ستذهب إلى مزيد من التصعيد خصوصاً وأن السلوك الإسرائيلي كان متطرفاً وعدوانياً بشكل كبير وسيشعل معه ردة الفعل الفلسطينية على هذا السلوك خلال الأيام والأسابيع القليلة المقبلة.

من جانبه، يقول الكاتب والمختص في الشأن العبري جمعة التايه إن الضرر الآني حاضر فيما جرى خلال مسيرة الأعلام وما صاحبها من أحداث لدى شريحة من الجمهور الفلسطيني الذين كانوا يطالبون المقاومة بالتدخل.

ويوضح التايه لـ "شبكة قدس" أنه وعلى المستوى الاستراتيجي والبعيد المدى فإن انعكاسات سيف القدس لم تتضرر والدليل على ذلك أن اقتحامات الأقصى تمت برتل من الشرطة والجنود ووحدات أمنية وعسكرية إسرائيلية بالتزامن مع تحضير عسكري في غزة.

وبحسب المختص في الشأن العبري فإن حالة الاشتباك كانت قائمة في الضفة والقدس المحتلتين، بالتزامن مع حديث إسرائيلي أن القدس ليست موحدة والدليل على ذلك كان رفع الأعلام الفلسطينية في المدينة بالتزامن مع مسيرة الأعلام الإسرائيلية.

ويتابع: "التزام المقاومة الصمت يعطي انطباعا واضحاً أن المقاومة لا تتعامل بردات الفعل أو تحت تأثير الرأي العام، وحالة الصمت يعتبر أحيانًا يعبر عن قوة، والتقدير الأمني والعسكري لا يخضع للمشاعر أو الرغبات والأهواء".

وبحسب التايه فإن النقد يتوجه نحو سقف الخطاب الإعلامي الذي كان مرتفعاً قبل تنفيذ المسيرة، إذ أن الخطاب لم يكن متوازناً مع خطط المقاومة وتقديرها للموقف، والأصل أن ينسجم هذا الخطاب مع إمكانيات المقاومة خلال الفترة المقبلة.

أما عن التعامل الإسرائيلي مع المسيرة وقرائتهم لما جرى، يلفت إلى أن الإسرائيليين يعتبرون أن ما جرى ليس نصراً وإنما نقطة سياسية فقط لتثبيت واستقرار الحكومة الحالية وبعض الأحزاب التي تؤيد نفتالي بينيت وحمايتها من السقوط.

أما المختص والكاتب في الشأن الدعائي حيدر المصدر فيرى فإنه وبالنسبة للجمهور فهناك ضرر جزئي أما على المستوى الكلي فلا يوجد ضرر على معادلة سيف القدس التي فرضتها المقاومة الفلسطينية خلال المواجهة الأخيرة مع الاحتلال.

ويؤكد المصدر لـ "شبكة قدس" أن كان هناك رفع لخيال الجمهور فيما كان الفعل مخالف للخيال وهو ما أدى لحالة من الإحباط، فالجمهور كان يتوقع فعلاً يتوافق مع الخطاب الإعلامي والتصريحات التي سبقت المسيرة الإسرائيلية.

ويردف: "الخلل لم يكن في الخطاب السياسي وإنما في تفسير الخطاب نفسه، فالخطاب يتعرض لتفسيرات وعملية توارد أفكار جديدة من قبل الجمهور الذي يعتمد على مواقع التواصل الاجتماعي وبالتالي فإن الجمهور ترتفع لديه تحليل الخطاب".

ويشير المصدر إلى أن صانع الخطاب السياسي قد لا يكون يقصد آلية الخطاب الذي جرى تفسيره من قبل الجمهور المستقبل، فالانتقاد موجه للمؤثرين والنشطاء وقادة الرأي وبعض المؤدلجين الذين يتحملوا مسؤولية ما جرى عبر جرف الخيال الإعلامي نحو أشياء غير مقصودة، مع ضرورة أن يراعي الخطاب السياسي خلال الفترة المقبلة الجمهور بطريقة تضمن عدم تفسيره بعيداً عن مقصده.

#القدس #المقاومة #مسيرة_الأعلام #سيف_القدس ##مسيرة_الاعلام_والاشتباك_المستمر