القدس المحتلة - خاص قدس الإخبارية: لم تكن مسيرة الأعلام التي يقيمها الاحتلال ومستوطنيه في القدس المحتلة سنوياً تحظى بأي أهمية على الصعيد الفلسطيني بالمستوى الذي وصلت إليه العام الماضي مع انطلاق معركة سيف القدس.
وكانت مسيرة الأعلام تقام في القدس سنويا، وتمر من باب العامود ويتم إغلاق أبواب المحلات في البلدة القديمة، ويعتدى على المحلات المفتوحة بالتكسير والتخريب دون أن يكون هناك تفاعل شعبي أو رسمي حقيقي يوازي المستوى الحاصل حالياً.
مسيرة سنوية.. كسرت معادلتها المقاومة
ويأتي تنظيم مسيرة الأعلام فيما يطلق عليه إسرائيلياً يوم "توحيد القدس" وهو يوم يحتفل به الاحتلال باستكمال السيطرة على مدينة القدس واحتلال الجزء الشرقي منها، وعلى وجه الخصوص البلدة القديمة، وذلك خلال حرب يونيو/حزيران عام 1967.
اليوم أطلقت المقاومة تحذيراتها بشأن المسيرات وبشأن الوقوف في وجهها والتصدي لها وإيصال رسائل شديدة اللهجة إلى الوسطاء بأنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي تغيير في قواعد الاشتباك يتعارض مع ما تم تحقيقه في سيف القدس.
وجاء التهديد الذي أطلقه متحدث باسم الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية في غزة قبل أيام بشأن قلب الطاولة على أي متغير يحدث في القدس باعتباره يتعارض مع منجازات سيف القدس التي تم تحقيقها خلال المعركة.
محاولة لاحتواء الموقف عبر الوسطاء
وفي وقتٍ سابق، كشفت فصائل فلسطينية أن الوسطاء نقلوا رسائل للفصائل الفلسطينية في قطاع غزة أن الاحتلال غير معني باستفزاز مشاعر المسلمين حول العالم بشأن الأحداث في القدس والأقصى، في الوقت الذي ردت فيه الفصائل بأنها تراقب عن كثب ما يجري وستحدد خياراتها في ضوء السلوك الإسرائيلي الميداني.
وقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر حبيب لـ "شبكة قدس" إن السلوك الإسرائيلي على أرض الواقع مغاير لهذه الرسائل مع إصرار المستوطنين على تنفيذ هذه المسيرة، مشيراً إلى أن التوتر في الأقصى يتحمل الاحتلال المسؤولية والتبعات المترتبة عليه بالكامل.
وتابع قائلاً: "السلوك الإسرائيلي من شأنه أن يجر المنطقة نحو التصعيد والمواجهة وعلى الاحتلال أن يتحمل كافة التداعيات المترتبة على ذلك"، مبيناً أن جوهر الصراع حالياً يتمثل في القدس والأقصى حيث يحاول الاحتلال فرض وقائع جديدة على الأرض.
في الوقت الذي أكد عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ماهر مزهر إن مرور مسيرة الأعلام وفقاً للمسار المعلن عنه من الاحتلال بمثابة إعلان حرب ستتعامل معه الفصائل الفلسطينية والشعب على هذا أساس خلال يوم المسيرة.
استعدادات عسكرية وتوقعات بإطلاق صواريخ
وبدت معالم التخبط في قرار قادة الاحتلال الإسرائيلي، واضحة مع اقتراب موعد مسيرة الأعلام الاستيطانية، وسط تهديدات شديدة من المقاومة الفلسطينية بالرد في حال تنفيذها، حيث تم استنفار منظومة القبة الحديدية ونشر للغرف المحصنة إلى جانب حشد 3 آلاف عنصر من شرطة الاحتلال في القدس ومدن الداخل المحتل عام 48.
وكانت أبرز ملامح هذا التخبط الإسرائيلي، إلغاء محكمة الاحتلال في القدس، قرار السماح للمستوطنين بأداء طقوسهم في باحات المسجد الأقصى، خشية من ضربات المقاومة وتفجر الأوضاع، بالتزامن مع توصية أمنية بعدم تغيير مسار مسيرة "الأعلام" الاستيطانية
ودعت جماعات “الهيكل” المزعوم إلى اقتحام جماعي للمسجد الأقصى احتفالًا في ذكرى احتلال شرقي القدس، ورفع الأعلام الإسرائيلية في باحاته، وأداء طقوسهم التلمودية، وتزامناً مع ذلك أُطلقت دعوات مقدسية للاعتكاف في الأقصى من 27 أيار.
وبالتوازي مع ذلك، فقد كشفت قناة كان العبرية أن السفارة الأمريكية في القدس أصدرت قرارا بحظر تواجد الرعايا الأمريكيين والشخصيات الرسمية الأمريكية والعاملين في السفارة في البلدة القديمة خلال يوم الأحد المقبل، وذلك بالتزامن مع مسيرة الإعلام الإسرائيلية.
ويستعد الاحتلال لعمليات إطلاق صواريخ باتجاه القدس، ووقوع مواجهات في الداخل الفلسطيني المحتل خلال مسيرة الأعلام، وهو ما دفع الاحتلال للحديث عن وجود سيناريوهات أخرى لدى أجهزة أمن الاحتلال، من بينها إمكانية تنفيذ عمليات ضد مسيرة الأعلام الإسرائيلية.