رام الله المحتلة - خاص شبكة قدس: رفعت الأجهزة الأمنية الفلسطينية من وتيرة الاعتقالات والاستدعاءات السياسية في منطقة صوريف بالخليل جنوبي الضفة المحتلة في الأسابيع الأخيرة، تزامناً مع فعاليات أقامتها حركتا حماس والجهاد الإسلامي.
وشملت عمليات الاعتقال والاستدعاء أسرى محررين من سجون الاحتلال الإسرائيلي أو بعض الطلبة المحسوبين على الحركتين والكتل الطلابية في الجامعات الفلسطينية تزامناً مع الأحداث الأخيرة في جنين بالضفة الغربية والقدس المحتلتين.
ووجهت تهم من بينها "إثارة النعرات" لغالبية من تم استدعاؤهم أو اعتقالهم من قبل الأجهزة الأمنية خصوصاً لدى جهازي الأمن الوقائي والمخابرات العامة، في الوقت الذي ارتفعت فيه معدلات الغضب الشعبي في صوريف تجاه هذه الاعتقالات.
في السياق، قال مسؤول ملف العلاقات الوطنية في حركة حماس جاسر البرغوثي، إن الاعتقالات السياسية مرفوضة بشكلٍ كامل بالنسبة لحركته، مشيراً إلى أن السلطة مطالبة بوقف هذه السياسة بشكل فوري والعمل على إنهاء هذا الملف.
وأضاف البرغوثي لـ "شبكة قدس": "الوضع في الضفة الغربية لا يخفى على أحد، وعلى سبيل المثال السلطة في جنين بدأت تفقد سيطرتها على الوضع، فسارعت للقيام بالاعتقالات في جنوب الضفة خوفا من تمدد نموذج جنين لمناطق أخرى".
وأشار إلى أن هناك حراكا فعليا وتقدما ملحوظا في جنوب الضفة المحتلة بالذات بعد اقتحامات الأقصى الأخيرة إلى جانب الحراك الطلابي، مردفاً: "هذه الاعتقالات والسياسات التي تقوم بها السلطة تعكس أن الشعب في اتجاه والسلطة في اتجاه وهو ما يخدم الاحتلال".
وأكد القيادي في حركة حماس على أن الأمور في ساحة الضفة ذاهبة إلى التصعيد تزامناً مع رفض الأهالي للاعتقالات، مشدداً على أن رفض الأهالي قد تتبعه خطوات أخرى للوقوف في وجه عمليات الاعتقال والاستدعاء السياسي غير المبرر.
ولفت البرغوثي إلى أن توجيه تهم إثارة النعرات للمعتقلين والأشخاص الذين يتم استدعاؤهم يعكس أنها "ذريعة"، منوهاً إلى أن الاعتقالات الأخيرة جاءت بعد سلسلة من الاستقبالات التي جرت لأسرى محررين في الأسابيع الأخيرة.
في سياق متصل، اعتبر القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر عدنان، أن تزامن الاعتقالات مع الاعتداءات على القدس والأقصى وأحداث جنين هو أمر مؤسف ومدان.
وقال عدنان لـ "شبكة قدس" إن حملة الاعتقالات في صوريف جاءت بعد فعاليات مشتركة أقامتها حركتا الجهاد وحماس في الخليل في ظل حالة التصعيد الميداني التي شهدتها المدن الفلسطينية خلال الأسابيع الأخيرة نصرة الأقصى.
وشدد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي على أن الاعتقالات السياسية مرفوضة ومستنكرة بالنسبة لهم بالذات وأنها طالت أسرى محررين سبق وأن خاضوا معركة الإضراب ضد الاعتقال الإداري، مشيراً إلى أن الأسير أحمد أبو فارة هو أحد الأشخاص الذين تعرضوا للاعتقال والاستدعاء.
وأشار عدنان إلى أن الاتهامات التي وجهت للمعتقلين والمحسوبين على كوادر الحركة هي المشاركة في أنشطتها وهو ما يعني أنه لا توجد تهم حقيقة، متابعاً: "نحن ندفع ثمنا مزدوجا في الاعتقال السياسي سواء الملاحقة من الاحتلال أو الأجهزة الأمنية".
في سياق متصل، قالت لجنة أهالي المعتقلين السياسيين في الضفة لـ "شبكة قدس"، إن حملة الاعتقال والملاحقة التي شنتها الأجهزة الأمنية في صوريف جاءت على خلفية سياسية بسبب ممارسة عدد من النشطاء لحقهم في التعبير عن رأيهم في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي.
وأضافت: "المعتقلون تعرضوا للتنكيل والتعذيب في إطار التنسيق الأمني وحفظ أمن الاحتلال بدلاً من حماية النشطاء ودعمهم في مقاومة الاحتلال".
وأشارت اللجنة إلى تصاعد انتهاكات أجهزة السلطة في الضفة مؤخراً لا سيما ملاحقة طلبة الجامعات في الخليل على خلفية نشاطهم النقابي، كذلك اعتقال عدد من المواطنين في نابلس على خلفية أحداث قبر يوسف.