الخليل - خاص قدس الإخبارية: اقتحم مئات المستوطنين المتطرفين المسجد الإبراهيمي في الخليل على مدار يومين متتاليين وأدوا رقصات وطقوساً تلمودية داخله وفي باحاته بحجة "عيد الفصح اليهودي" وقد جرى تصويرها ونشرها بشكل مستفز ومتعمد.
ورغم ذلك لم تشهد المدينة حراكاً حقيقياً أو صدامات ومواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال كما تشهد باحات المسجد الأقصى المبارك يوميا مواجهات عنيفة وهو ما يضعه في دائرة التركيز الإعلامي.
وعزت الناشطة السياسية لمى خاطر قضية عدم وجود مواجهات بسبب اقتحامات المسجد الإبراهيمي إلى أن الهيمنة الصهيونية على المسجد الإبراهيمي باتت أمرا واقعا منذ ١٩٩٤ وهذا أدى إلى اعتياد الناس على الأمر الذي يتكرر باستمرار، كما أن محيط المسجد الإبراهيمي بات ثكنة عسكرية، والسياسات التهويدية الصهيونية عملت على تفريغ المنطقة من معظم سكانها الفلسطينيين.
وقالت خاطر "لم يكن هناك انتباه لهذا الخطر في وقت مبكر وإلا كان بالإمكان مواجهته أو منع تمدده قدر الإمكان، أما الآن فيعتقد كثير من الناس أن تغيير هذا الواقع لن يتم إلا بالقوة، وهذه القوة غير متاحة ضمن ظروف الضفة الغربية الحالية".
وأكدت خاطر على أن التحرك الشعبي يحتاج إلى تنظيم وترتيب عالي المستوى، وإلى تعبئة معنوية عالية ومستمرة، لكن سياسات السلطة في الخليل وعموم الضفة عملت على تبهيت الشعور الوطني الجمعي وتجريف مناحي العمل الوطني وضرب حركات المقاومة التي كان يعول عليها للتحرك القوي والمنظم.
من جانبه أشار أستاذ العلوم السياسية بلال الشوبكي إلى أن ردة الفعل على الاقتحامات متواضعة جداً لعدة أسباب أهمها أن المدينة تتعرض إلى ما سماه مصطلح"العنف البطيئ" حيث يتم تمرير قضية الاقتحامات بشكل تدريجي دون أن يحدث صدمة للمجتمع بحيث تتم العملية بشكل سلس وتحويل السياسيت الإسرائيلية إلى أمر واقع ويتم التعامل معها بشكل "التكيف" أكثر من التعامل معها على حالة "الصدام".
وأضاف أن المدينة تستنزف منذ سنوات بقضايا لا علاقة لها بالشأن السياسي والوطني حيث يتم استنزافها بقضايا اجتماعية وذلك بسبب تغييب الحركات الاسلامية المقاومة عن المدينة بفعل سياسات أمنية نجحت في تحقيق أهدافها.
وقال الشوبكي "ليس في كل الأحيان يُمكن لشارع أن يتحرك دون تنظيم، الحل أن يكون هناك تنظيم يحشد ويغذي روح الثورية عند المواطنين وهذا الأمر مفقود بشكل عملي في مدينة الخليل.
وتابع الشوبكي قائلاً إلى أن الدور الاعلامي باهت في مدينة الخليل مقارنة بما يجري في مدينة القدس، حيث نشهد تحشيد وتعبئة لأسابيع على الإعلام قبل اي اقتحام للأقصى تجعل المواطن الفلسطيني يشعر بالانخراط في المشهد قبل أن يحدث.
وشدد الشوبكي على أن تجرؤ المستوطنين على نشر صور وفيديوهات استفزازية وأداء طقوس تلمودية في المسجد الإبراهيمي وباحاته بشكل علني ومتعمد هو لتقديرهم المسبق بأن ردة الفعل الشعبية في الخليل خجولة مقارنة بما يجري في الأقصى مثلا.
وأوضح المختص في الشأن الإسرائيلي أشرف بدر أن اتفاقية الخليل شرعنت بشكل غير مباشر تواجد المستوطنين في منطقة المسجد الإبراهيمي و تواجدهم فيه، مما انعكس بشكل مباشر على التواجد الفلسطيني في المنطقة وأضعفه.
وأضاف بدر أن المطلوب الآن هو إعادة احياء الدور الشعبي في حماية المسجد الإبراهيمي من خلال الاستمرار بحملات التواجد والصلاة فيه وتعميم تجربة الفجر العظيم على باقي الصلوات وتبني العائلات والمؤسسات لكل صلاة.