القدس المحتلة - قدس الإخبارية: أحدث المرابطون الفلسطينيون تطورا هاما في عمليات التصدي لاقتحامات المستوطنين شبه اليومية للمسجد الأقصى المبارك، عبر إدخال أسلوب جديد يعتمد على إرباكهم والتشويش عليهم.
ولم تعد الحجارة السلاح الوحيد الذي يملكه المرابطون لمواجهة قوات الاحتلال والمستوطنين المقتحمين للمسجد الأقصى. إذ باتوا يلجؤون في الآونة الأخيرة إلى "الإرباك الصوتي" في أثناء تنفيذ عمليات الاقتحام، من خلال إطلاق المفرقعات النارية عليهم مترافقة مع تكبيرات فردية وجماعية.
ولوحظ تصاعد بارز في استخدام المفرقعات النّارية، لصدّ اقتحامات المستوطنين للأقصى خصوصا بعد دعواتهم الصريحة لذبح القرابين فيما يسمى "عيد الفصح" المزعوم داخل باحات المسجد.
ويرى مراقبون في تلك الفعاليات أسلوباً نضالياً جديداً، ضمن أنشطة المقاومة الشعبية للاحتلال الإسرائيلي، بهدف إزعاج المستوطنين وعدم ترك ساعات الاقتحام الممنوحة لهم من قوات الاحتلال تمر بهدوء.
وتقول المرابطة المقدسية هنادي حلواني، إن الإرباك الصوتي أسلوب يستخدمه المرابطون المتحصنون داخل المسجد القبلي لبث الخوف في قلوب المقتحمين.
وأضافت حلواني أن هذا النوع من المقاومة بات يحدث إرباكا لقوات الاحتلال في باحات الأقصى، مشيرة إلى رصد حالات هروب للمقتحمين بعد رمي المفرقعات من المسجد القبلي.
وشددت على أن المرابطين المعتصمين في المسجد القبلي لم يعدموا الوسيلة للتأثير في مجرى الأحداث رغم حصارهم.
وأشارت إلى أن المقتحمين غاضبون ويشتكون من الحجارة والحواجز التي وضعها المرابطون في المنطقة الشرقية، مما اضطر المقتحمين لتغيير مسار اقتحامهم بل وتألمهم من التراب والحجارة في الطريق.
ويقدّر البعض أن فكرة استخدام الألعاب النّارية كسلاح في وجه قوات الاحتلال، تعود إلى العام 2009، حين استُخدمت في مخيم شعفاط في التظاهرات التي خرجت تنديداً بالعدوان على قطاع غزة في حينه.
واقتحمت قوات الاحتلال كبيرة من جيش الاحتلال صباح اليوم الاثنين، المسجد الأقصى المبارك، لتأمين الاقتحامات الجماعية للمستوطنين.
وفرضت قوات الاحتلال حصارا على المصلى القبلي، واعتلى القناصة أسطح المسجد الأقصى والبنايات المجاورة له.
وتصدى المرابطون لاقتحام قوات الاحتلال والمستوطنين برشقهم بالحجارة والمفرقعات النارية.
كما نصب المرابطون المتاريس في مسارات المستوطنين التي يسلكونها خلال اقتحام المنطقة الشرقية من الأقصى.
ووضع الشبان الحجارة والصخور في مسار الاقتحام، ليجبر المستوطنون على تغيير مسارهم إلى الجهة الترابية المليئة بالحصى والشوك وبقايا زجاج وهم حفاة الأقدام.
وواصل المرابطون الاعتصام في المصلى القبلي وقبة الصخرة، حيث أغلقوا الأبواب ومنعوا اقتحام قوات الاحتلال التي أطلقت الرصاص المعدني المغلف بالمطاط تجاه المصلين.