شبكة قدس الإخبارية

محللون لـ "قدس": قرار تجميد عضوية الموحدة في الكنيست لا قيمة له وأهدافه لا تمت للأقصى بصلة 

منصور-عباس-scaled

فلسطين المحتلة - شبكة قُدس: أثار قرار مجلس شورى الحركة الإسلامية الجنوبية اليوم الأحد، تعليق عضوية القائمة العربية الموحدة في الكنيست والائتلاف الحكومي، ردا على الانتهاكات في المسجد الأقصى؛ تساؤلات حول أهمية القرار وإن كان يؤثر بشكل فعلي على حكومة الاحتلال، أم أنه قرار شكلي لا قيمة لهما. 

في السياق قال المختص في الشأن الإسرائيلي عصمت منصور، إن القرار لا قيمة له لأنه تحدث عن تجميد العضوية في الائتلاف الحكومي، وليس الانسحاب منه، وهذا لا يهدد بشكل فعلي الائتلاف الحكومي بقيادة نفتالي بينيت، ولذلك فهي خطوة لن تؤثر على السلوك الإسرائيلي في الأقصى. 

أما بالنسبة لتعليق العضوية في الكنيست، أوضح منصور لـ "شبكة قدس"، أن الكنيست في عطلة حتى 8 مايو القادم، وبالتالي لن تكون هناك جلسات أو تصويت أو أي انعقاد للكنيست، وهذا يؤكد على حقيقة أن قرار الإسلامية الجنوبية الإطار التنظيمي الأوسع للموحدة، لا معنى ولا قيمة له. 

واستدرك منصور قائلا إنه قد يكون للقرار تداعيات غير مباشرة، فقد يشجع بعض أعضاء حزب يمينا الذي يقوده بينيت على الانشقاق والانضمام لحزب الليكود، لشعورهم بأن هناك خلافات داخل الائتلاف الحكومي، وبالتالي من الأفضل الانضمام لمعسكر مستقر، وقد يحدث العكس بحيث يشعر هؤلاء أن ما يجري ابتزاز من قبل الموحدة وبالتالي يتمسكون بالائتلاف الحكومي وسلوكه في الأقصى.

وفي ذات السياق يرى الصحفي المتابع للشأن الإسرائيلي محمد بدر، أن الحركة الإسلامية الجنوبية تسوق نفسها بين فلسطينيي 48 على أنها تيار مهتم بالمقدسات الإسلامية، وتقيم بعض الفعاليات السنوية في الأقصى، وذلك بهدف استغلال المشاعر الدينية لتحقيق أهداف سياسية أهمها استقطاب فلسطينيي 48، وقد جاءت الانتهاكات لتضعها في موقف محرج أمام جمهورها ما اضطرها لاتخاذ خطوة شكلية فارغة الأهمية والمضمون.

ويتابع بدر في حديثه لـ "شبكة قدس"، مشيرا إلى أن أخطر ما في القرار هو تفريغ المواجهات في الأقصى من طابعها السياسي الوطني، ومحاولة تكريس فكرة أنه يمكن الدفاع عن المقدسات الدينية من داخل المؤسسة الإسرائيلية الرسمية، وكأن الأزمة هي أزمة أقلية دينية تحاول الحفاظ على بعض طقوسها في أمكان ترى أنها مقدسة. 

وأشار إلى أن الإسلامية الجنوبية تحاول أن تهندس العلاقة بين فلسطينيي 48 والمقدسات، وهذا استجابة لخشية المستويات الأمنية والسياسية الإسرائيلية من اندلاع مواجهة مع فلسطينيي 48 بسبب الانتهاكات في الأقصى، وقد أوردت التقارير العبرية بالفعل ما يشير لهذه الخشية، ولذلك يمكن القول إن الخطوة هدفها تطهير المشاعر واحتواء أي محاولة حقيقية للدفاع عن الأقصى. 

وأضاف الصحفي المختص في الشأن الإسرائيلي أن هذه الهندسة في العلاقة ترعاها المؤسسة الإسرائيلية الرسمية، التي حظرت الحركة الإسلامية الشمالية بسبب اهتمام الأخيرة بشكل جدي في الدفاع عن الأقصى، وحاولت أن تخلق بديلا بأدوات متفق عليها، محاولة ملء الفراغ الذي تسببت فيه ملاحقة التيارات الفلسطينية في أراضي 48 بسبب دفاعها عن الأقصى.