رام الله - خاص قدس الإخبارية: شهدت القدس المحتلة اليوم الجمعة مواجهات عنيفة بين قوات الاحتلال التي اقتحمت المصلى القبلي في المسجد الأقصى واعتدت على المصلين واعتقلت المئات منهم، وهو ما رفع وتيرة المخاوف لدى الأطراف الدولية والعربية من إمكانية وقوع تصعيد من طرف المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
وتكشف تقارير عبرية وعربية معلومات متطابقة حول سعي دول وهيئات دولية لاحتواء التصعيد من خلال تواصلها مع قيادة حركة حماس، بينما حاولت شرطة الاحتلال ومنصاتها الإعلامية الترويج لفكرة أن ما حدث لم يبدأ من طرفها.
ولعل مخرجات اليوم الأكثر تصعيدا في الأقصى منذ بداية رمضان، هو تثبيت المقاومة لمعادلة الربط بين الساحات ليس فقط لدى الاحتلال وإنما لدى العالم، وهو ما يكشف عنه حجم الاتصالات الدولية مع قيادة المقاومة.
ولذلك، يرى مراقبون أن كل محاولات المستويات السياسية والأمنية الفصل بين الساحات باءت بالفشل، وأصبحت هذه المعادلة واقعا غير متغير يتعامل على أساسه العالم والإقليم.
في السياق، يقول الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف إن ما جرى من اتصالات عربية ودولية باتجاه المقاومة وحركة حماس يعكس الخشية من رد المقاومة على الانتهاكات الإسرائيلية الحاصلة في الأقصى وفي الضفة.
ويضيف الصواف لـ "شبكة قدس" أن هناك سلسلة من الشروط التي وضعتها المقاومة على الطاولة أمام الوسطاء وإذا لم يلتزم الاحتلال بها فإن الأمور لن تمر مرور الكرام وستذهب الساحة إلى مزيد من التصعيد بما في ذلك التصعيد العسكري.
ويرى الكاتب والمحلل السياسي أن ما يجري ليس تفاوضًا تحت النار بين الاحتلال والمقاومة بل هناك خشية من الوسطاء على الاحتلال وواقعه إضافة إلى أن ما يقوم به الاحتلال ربما يشكل أزمة كبيرة وهو ما لا ترغب به جميع الأطراف.
وبحسب الصواف فإن الكرة الآن في ملعب الاحتلال والوسطاء الذين قاموا باتصالات مكثفة على مدار الـ 48 ساعة الأخيرة أملاً في احتواء التصعيد بعد إدراكهم بحقيقة التهديدات التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
في ذات السياق، يؤكد الكاتب والمحلل السياسي حسن عبدو أن الجهود العربية والدولية تعاظمت بشكل أكبر خلال الساعات الأخيرة، بما في ذلك الجهد المصري الذي يسعى لاحتواء المشهد وعدم الذهاب إلى معركة عسكرية خلال الساعات المقبلة.
ويقول عبدو لـ "شبكة قدس" إن من يدفع نحو "العنف" والتوتر في المنطقة هو الاحتلال الإسرائيلي بسلوكه الميداني، حيث أن الفصائل وإن كانت غير راغبة في التصعيد فإنه لا يمكن أن يكون القطاع منفصلاً عن بقية الساحات.
ويضيف: "الاحتلال يتحدث بلغتين عبر الحديث الإعلامي بالحفاظ على الواقع القائم في الأقصى، في الوقت الذي يقوم فيه باستخدام لغة النار إلى جانب تصريحات وزير حربه بني غانتس الذي قال فيه إنه لا حدود للنار في الضفة الغربية المحتلة فهناك 22 شهيداً منذ بداية شهر رمضان".
ويعتبر الكاتب والمحلل السياسي أن المقاومة ترسخ تجربة جديدة، فهي من جانب صبرت كثيراً على انتهاكات الاحتلال ولم تنخرط في المواجهة مع أول انتهاك في الوقت الذي تسعي لكسب أكبر إجماع وطني، وإذا ما توفر هذا الإجماع ستذهب نحو مواجهة قوية تشمل كل الساحات الفلسطينية.
ويشير عبدو إلى أن الطرف الفلسطيني ممثل بالمقاومة لديه رواية مقنعة للوسطاء العرب والدوليين أن منشأ التصعيد هو الاحتلال عبر سلوكه وأنه هو من يدفع بالمشهد نحو المواجهة وأن الكرة في ملعبه لاحتواء الوضع الميداني.