شبكة قدس الإخبارية

التصعيد في الأقصى.. ما هي السيناريوهات المحتملة للتعامل مع الاحتلال؟

20210508123642
هيئة التحرير

القدس المحتلة - خاص قدس الإخبارية: جاء السلوك الإسرائيلي في مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى على وجه الخصوص مخالفاً للتوقعات والتحذيرات التي أصدرتها منظومته الأمنية قبيل حلول شهر رمضان بشأن الحفاظ على الهدوء وتجنب التصعيد.

وحفز وزير خارجية الاحتلال يائير لابيد باقتحامه لمنطقة باب العمود في المسجد الأقصى التوتر المستمر منذ أسابيع نتيجة لممارسات الاحتلال وتصاعد وتيرة العمليات في الداخل المحتل عام 1948، إلى جانب الإجراءات التي اتخذت في البلدة القديمة ومحيط الأقصى.

ومع تصاعد حدة الانتهاكات الإسرائيلية في القدس والأقصى، فإنه من غير المستبعد أن تكون الاقتحامات للأقصى التي تأتي تزامناً بين شهر رمضان والأعياد اليهودية المزعومة، أكثر حدة من العام الماضي التي شهدت معركة سيف القدس.

ويعكس سلوك الاحتلال والتحذيرات والاتصالات واللقاءات التي قام بها مع الوسطاء والأطراف الإقليمية الرغبة في تدشين واقع معين في القدس بعيداً عن حضور المقاومة الفلسطينية في غزة وبما يضمن استمرار حالة الهدوء.

ومع تتابع هذه الانتهاكات فإن حدة الخطاب الصادر عن المقاومة وتحديداً حركتي الجهاد الإسلامي وحماس ارتفعت بصورة متتابعة، وبما يشكل استمرارًا لمعركة سيف القدس وهو ما عبر عنه رئيس أركان جيش الاحتلال الذي دعا جيشه للاستعداد لـ "حارس الأسوار2".

صب الزيت على النار..

في السياق، يقول الكاتب والمحلل السياسي عماد أبو عواد إن حكومة الاحتلال الحالية تصب الزيت على النار، باعتبارها حكومة مركز يسار يقودها يمين تريد أن تثبت أنها يمين وبالتالي لا تستطيع الوقوف أمام موجة التطرف أو الضغط الكبير من الحكومة الإسرائيلية.

ويضيف أبو عواد لـ "شبكة قدس": "الاستفزازات بدأت عبر زيارة لبيد في محاولة لإرسال إشارة أن هذه الحكومة أكثر قوة في التعامل مع الفلسطينيين من حكومة نتنياهو وهذه الاستفزازات ستؤدي إلى انفجار الأوضاع سواء إما عبر موجة كبيرة من التصعيد أو سيناريو المواجهة مع قطاع غزة في ظل اشتعال الساحات الفلسطينية".

ويرى الكاتب والمحلل السياسي أن المشهد حالياً يندرج ضمن سياق المواجهة لكن السؤال المطروح يبقى عن مدى تحولها إلى هبة جماهيرية أكبر مما هي عليه، إذ أن السيناريو الأرجح هو أن تشهد الأراضي الفلسطينية سخونة أكبر من السخونة الحالية في اتجاه زيادة الهبة الجماهيرية وزيادة العمليات الفلسطينية. حسب قوله

ويتابع قائلاً: "الاحتلال ليس على استعداد كافي لمواجهة الحالة الفلسطينية، إلى جانب أن إرسال الاحتلال رسائل عدة قبل حلول شهر الصيام أن رمضان سيكون ساخن ربما يعكس النوايا الإسرائيلية بوجود شيء يتعلق بالقدس والأقصى ويريد تهيئة الأجواء للقيام به".

سلوك يتعارض مع الإعلام..

في السياق، يقول الكاتب والمحلل السياسي ساري عرابي إن الاحتلال ظهر قبل شهر رمضان أنه يريد نزع فتيل التوتر ومنع التصعيد لكن يبدو أنه غير قادر على القيام بذلك لعدة أسباب أولها الطبيعة الاستعمارية القائمة على تكريس الوقائع والمدد على الأرض وبالذات في القدس.

ويضيف عرابي لـ "شبكة قدس" أن الاحتلال يسعى عبر ممارساته لتكريس الوجود اليهودي في المسجد الأقصى بوتيرة متصاعدة منذ عام 2019 وهو غير قادر على التراجع عن ذلك لأنه لا يريد أنه قد تعرض للهزيمة للمرة الثانية بعد عمليات المقاومة الأخيرة إلى جانب هشاشة الحكومة الإسرائيلية الحالية وهي أسباب مجتمعة تدعوها لمزيد من التصعيد خلال شهر رمضان.

ويستكمل قائلاً: "السيناريوهات القائمة بشأن القدس والأقصى متعلقة بردة الفعل الفلسطينية تجاه السلوك الإسرائيلي حيث ستكون ردة الفعل المرتفعة العامل الأهم للتصعيد في الساحة الفلسطينية مع حضور للمقاومة في غزة".

ولا يستبعد عرابي أن تحضر المقاومة في غزة على ساحة المشهد المتعلق بالقدس والأقصى للرد على السياسات الاستفزازية الإسرائيلية وهو ما يتخوف منه الاحتلال، لا سيما إذا ما تعرضت كرامة المصلين في الأقصى للإهانة.

وعن تشابه ما يجري في القدس والأقصى حالياً مع ما جرى سابقاً، يذكر بالقول: "المقدمات الدائرة حالياً أقوى من العام الماضي، فتزامن الأعياد اليهودية مع شهر رمضان منذ بدايته، إلى جانب العمليات والتأهب الإسرائيلي، والانتهاكات الإسرائيلية في باب العمود وبالتالي فإن المقدمات تعطي احتمالات تصعيد أكبر مما كان عليه العام الماضي".

#التصعيد #التصعيد_في_الأقصى