ترجمات عبرية - قدس الإخبارية: ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، اليوم الخميس 31 مارس 2022، إن الاحتلال خلص إلى استنتاجات بعد أسبوع دراماتيكي، حيث فوجئ الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ ثلاث عمليات كبرى بالداخل الفلسطيني المحتل، أدت لمقتل 11 مستوطنا.
وذكرت الصحيفة في افتتاحيتها التي شارك في كتابتها كل من جنرال احتياط عاموس جلعاد والخبير ميخائيل ميلشتاين، أن "الفترة الماضية، كانت أحد الأسابيع الصادمة التي شهدتها إسرائيل في الآونة الأخيرة؛ أسبوع تراوح بين ذرى التفاؤل في ضوء تحولات استراتيجية وعلى رأسها "قمة النقب" (شارك بها 4 دول عربية هي؛ مصر، المغرب، البحرين والإمارات)، وبين سلسلة العمليات القاسية التي عكست تهديدات داخلية قديمة إلى جانب تهديدات جديدة وشديدة القوة".
وأوضحت أن "4 استنتاجات عميقة تنشأ عن هذا الأسبوع الدراماتيكي: الأول؛ انقلاب للخواطر يتشكل في آلية التهديدات الداخلية، ففي الماضي ثار الجمهور العربي بالداخل بسبب التصعيد (العدوان على غزة) في الساحة الفلسطينية، ففي الأسبوع الأخير يشكل عرب الداخل رأس حربة التوتر الأمني الذي يؤثر بالتدريج على المناطق والقدس".
ثانيا؛ من "الواضح أن للسلام الاقتصادي؛ وهي السياسة التي استندت إليها إسرائيل في السنوات الأخيرة حيال الفلسطينيين يوجد سقف زجاجي، وهذا نهج ناجع لغرض كبح التصعيد العسكري أو الانتفاضة الشعبية، لكنه أقل نجاعة بكثير حيال موجة منفذين أفراد".
وأما الاستنتاج الثالث؛ "يرتبط بالشكل الذي تفرض فيه حماس بنجاعة وبشكل ساخر العزلة على إسرائيل؛ حيث تحرص على الحفاظ على الهدوء في غزة، لكنها تحريض في الضفة، القدس وفي الداخل، دون أن تقف أمامها أي تهديدات أو تحذيرات".
وأشارت "يديعوت" إلى أن الرابع؛ أن "إسرائيل نجحت بالفعل في الفصل بين علاقاتها مع العالم العربي وسياستها تجاه الفلسطينيين، والتقدم الدراماتيكي في العلاقات (التطبيع) مع دول المنطقة، يجري بالفعل دون صلة بما يجري في المناطق رغم الجمود تجاه الفلسطينيين، ولكن عناصر من أوساطهم تجسد أنه يمكن ضرب الجبهة الداخلية الرقيقة بإسرائيل، حتى عندما تشعر هذه بالرضى من التحسن في مكانتها الاستراتيجية".
ورأت أن "إسرائيل مطالبة بأن تواصل الحفاظ على الهدء في الساحة الفلسطينية، في ضوء الحاجة لتركيز معظم الجهد والاهتمام على التهديد الإيراني، ومع ذلك من الضروري تطوير تفكير استراتيجي واعٍ وبعيد المدى تجاه الساحة الفلسطينية.
فمن جهة، "الفهم بأن استمرار التمسك بوجود الهدوء بكل ثمن في غزة وتحسين الوضع المدني في المنطقة، يعزز على مدى الزمن قوة حماس".
ومن جهة أخرى، "استيعاب أهمية حفظ استقرار السلطة في الضفة الغربية، في ظل فحص إمكانية تطوير حوار سياسي معها، والأمر كفيل بان يحقق إنجازا متعدد الأبعاد منها؛ تخفيف الضغوط الدولية المرتقبة على إسرائيل، تعزيز وتطوير العلاقة مع دول المنطقة؛ وبالأساس كبح المسيرة البطيئة والمتواصلة للانزلاق إلى واقع غير مقصود وغير مرغوب فيه نحو الدولة الواحدة".
وحذرت الصحيفة، من "نقطة حرجة"، متمثلة بتحول في المجتمع الفلسطيني بالداخل المحتل، يمكن أن "يصبح بمثابة تهديدات استراتيجية، وعلى رأسها ضعف حوكمة الدولة في الجمهور العربي، ضعف القيادات المحلية، أزمة الجيل الشاب وانزلاقه نحو العمل وفق البعد القومي".
وبعد سنة تقريبا من العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، "يقف المجتمع العربي واليهودي في مفترق تاريخي؛ بين إمكانية مواصلة التقدم في مشروع الاندماج والتغير الذي تقوده "الموحدة" (الحزب العربي المشارك في حكومة الاحتلال بقيادة منصور عباس)، وبين التدهور إلى صدام لا يقل عن التهديدات الخارجية التي تتصدى لها إسرائيل".
المصدر: عربي 21