قبل أيام من وقوع عملية الخضيرة التي أسفرت عن قتلى وجرحى من اليهود كان شباب من داخل المناطق المحتلة يهتفون للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ولقادتها وهم يحتفلون بزفاف صاحبهم، أي أن الاحتفاء بالمقاومة وقادتها لم يعد يقتصر على أهل الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، وإنما تعداه للداخل الفلسطيني وخارج حدود الوطن بعد انتصار المقاومة الفلسطينية في معركة سيف القدس، ولذلك يمكننا افتراض أن ذلك الانتصار له أثر في سلوك الشباب الفلسطيني، وأن حصاد سيف القدس لا يمكن حصره بما حصل فقط في أثناء المعركة حتى نهايتها.
قالت مصادر إعلامية: إن "الوسطاء نقلوا جملة من الطلبات إلى المقاومة الفلسطينية مقابل تسهيلات مزعومة يقدمها الاحتلال الإسرائيلي، منها كف يد المقاومة في قطاع غزة عن مساندة المقاومة في الضفة الغربية، والكف عن تحريض الداخل المحتل"، وهذه المطالب تدل على أن الاحتلال الإسرائيلي بدأ يتفاعل مع المعادلة الجديدة التي فرضتها المقاومة، وهو أن سلاحها أصبح للدفاع عن كل الفلسطينيين وليس عن غزة فقط، ومع ذلك ليس هناك أي دليل على أن المقاومة الفلسطينية في غزة تتدخل بشكل مباشر أو حتى غير مباشر فيما يحدث في الداخل المحتل، أما ما يسميه الاحتلال التحريض أو مباركة العمليات الفدائية داخل الخط الأخضر فهو رد طبيعي من فصائل المقاومة اعتادت عليه منذ زمن بعيد، ولم يكن الاحتلال يتأثر به.
ما تغير هو أن الفلسطينيين داخل الخط الأخضر لم يعد لديهم القدرة على احتمال الضغوط الإسرائيلية عليهم، سواء بعدم مساواتهم بالسكان الإسرائيليين، أو بهدم بيوتهم أو بحرمانهم من لم الشمل، فضلا عن كون "إسرائيل" دولة احتلال وعدوا للشعب الفلسطيني، وأنا أعتقد أن استفزازات وزيرة الداخلية ايليت شاكيد وايتمار بن غفير أكبر محرض لانتفاضة الشعب الفلسطيني في مناطق الـ48، بل وربما يكون لهم الدور الأكبر في انفجار معركة جديدة مع غزة لأسباب كثيرة، منها ما يفعله عضو الكنيست بن غفير في القدس وحي الشيخ جراح ضد الفلسطينيين، ومن هنا أود تذكير نواب الكنيست العرب وخاصة أيمن عودة ومنصور عباس بأن مشكلتهم ليست مع الفصائل الفلسطينية في غزة، التي يرفضون نصائحها كما قالا، ولكن مشكلتهم أنهم عاجزون عن رفع الظلم عن السكان العربش وعاجزون عن الجمع بين ادعاء الانتماء للوطن إلى جانب صدق انتمائهم لمن يحتل الوطن.