قطاع غزة - خاص شبكة قُدس: بالتزامن مع اليوم الأول لانطلاق مواكب المعتمرين من قطاع غزة لموسم العمرة الحالي، والذي يأتي بعد انقطاع لعامين متتاليين بسبب جائحة كورونا؛ يعود الحديث عن التكلفة العالية للعمرة من قطاع غزة.

عوض أبو مذكور رئيس جمعية أصحاب شركات الحج والعمرة يقول لـ"شبكة قدس": "إن عدد المسجلين حتى الآن بالعمرة نحو 1200 معتمر، سيسافرون للأراضي الحجازية على رحلتين أسبوعيًا، تضم كل رحلة 300 معتمر، وسيخصص عمل معبر رفح يومي الاثنين والثلاثاء من كل أسبوع لسفرهم".

ويضيف أبو مذكور الذي كان متواجدًا في معبر رفح لتسهيل سفر معتمري شركته في اليوم الأول لسفر المعتمرين، أن الإقبال في هذا الموسم جيد، خاصة بعد رفع الحجر المؤسسي، وانخفاض تكلفة العمرة إلى 1150 دينارًا أردنيًا (5247 شاقلا) بدل 1270 دينارا (5794 شاقلا)، حيث أعدنا لكل معتمر 120 دينارًا (547 شاقلا).

وأوضح مذكور مع تراجع السعر قليلًا شهدنا ارتفاعا في الإقبال على التسجيل للعمرة، "ونحن كأصحاب شركات نرجو انخفاض الأسعار أكثر، لأن ذلك يعني إقبالًا أكبر".

وحول أسباب ارتفاع تكلفة العمرة لمعتمري قطاع غزة، يوضح: "برنامج العمرة يعتمد على الطيران، وفترة المكوث في المملكة العربية السعودية هي 15 يومًا و14 ليلة، من بينها 3 ليال بالمدينة المنورة، و11 ليلة بمكة المكرمة، أما برنامج الضفة الغربية مثلًا فهو سفري بري فقط و8 أيام لذا نجد أن التكلفة المالية للعمرة تبلغ 400 دينار أردني فقط (1825 شاقلا)".

تكلفة قد تنخفض

وفي تفاصيل تكاليف السفر يوضح أبو مذكور أن السفر يتم من غزة عبر معبر رفح البري ومنه إلى مطار القاهرة الدولي، بتكلفة 1682 شاقلا وفق الاتفاق الذي تم مع النقل البري المصري، ويشمل ذلك النقل والتنسيق والجمارك، إضافة لـ 31 شاقلًا تدفع لخدمات معبر رفح، و8 شواقل ثمن فحص كورونا، و73 شاقلا رسوم الموانئ البرية ذهابًا وإيابًا.

هذا بالإضافة إلى تذكرة الطيران لكل معتمر والتي تبلغ تكلفتها، 1520 شاقلا، بزيادة 129 شاقلا عن المواسم السابقة بسبب الغلاء العالمي في الوقود، علمًا أن تذكرة الطيران للمصري تبلغ 1585 شاقلا، أي أن نقل المعتمر الغزي أقل تكلفة من المصري جوًا، على حد قول أبو مذكور.

ويشير أبو مذكور إلى أن المملكة العربية السعودية زادت تكلفة المعتمر الواحد نحو 319  شاقلا   (70 دينارًا) وهي زيادة عالمية وليست فقط على أهل غزة، مبينًا أن الموسم الأخير للعمرة قبل عامين كانت تكلفتها 930 دينارًا (4243 شاقلا)، وأنه جرى فتح موسم العمرة هذا العام بشهر شعبان والذي بالعادة ترتفع أسعار العمرة فيه، ومن ثم سترتفع بشكل أكبر في رمضان، مؤكدًا أنه في الموسم المقبل ستكون الأسعار أقل من أسعار اليوم.

ارتفاع عالمي

أما مدير عام الحج والعمرة في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بغزة عادل صوالحة يقول لـ"شبكة قدس": "إن انطلاق موسم العمرة تم بعد أن زارت اللجنة المشتركة للحج والعمرة بوزارة الأوقاف مع رئيس جمعية أصحاب شركات الحج والعمرة، مصر، من أجل الاتفاق على تسيير رحلات العمرة من غزة وهذا ما تم حيث وقع عقد على أن يتم انطلاق أول رحلة في 14 آذار 2022 بواقع 600 معتمر أسبوعيًا على فوجين".

ويضيف صوالحة: "المواسم الماضية كانت تبدأ من شهر يناير/كانون ثاني، ولكن الموسم الحالي بدأ من مارس/آذار، نظرًا لأن قرار السعودية جاء متأخراً بخصوص برفع القيود، وأيضاً الاتفاق مع الناقل البري والجوي".

وحول تكاليف العمرة، يوضح صوالحة أن الأسعار مرتفعة بلا شك، خاصة وأن أهالي قطاع غزة يعانون من وضع اقتصادي سيء بسبب الحصار، مؤكدًا أن أسباب ارتفاع السعر تتعلق عديدة، مثل رفع تكلفة تأشيرة العمرة من قبل السعودية إلى 170 دينارا (775 شاقلا)، بعدما كانت 120 دينارا (547 شاقلا) على كل معتمر حول العالم، وأيضاً تذاكر الطيران شهدت ارتفاعًا عالميًا بسبب أسعار الوقود وغيرها، لتصبح 470 دولارا (1520 شاقلا) بينما كانت الموسم السابق بـ380 دولارا (1229 شاقلا)، يضاف إلى ذلك رسوم النقل البري بمصر والبالغة 520 دولارا (1682 شاقلا) والتي كانت الموسم الماضي بـ390 دولار (1261 شاقلا)ا.

ونفى صوالحة وجود جباية أموال زيادة من المعتمرين لصالح جهات غير مستحقة، موضحًا أن اتفاقية الناقل البري بمصر كانت دقيقة بحيث توفر أقل سعر ممكن بأفضل خدمة للمعتمرين، وحول تذاكر الطيران بين أن الخطوط الجوية الفلسطينية وقعت اتفاقية مع الخطوط الجوية المصرية لنقل المعتمرين جوًا بتكلفة أقل من التي يدفعها المعتمر المصري نفسه فالغزي يدفع 470 دولارا (1520 شاقلا) بينما المصري يدفع 490 دولارا (1585 شاقلا).

وقال صوالحة: "إن الخطوط الجوية الفلسطينية هي صمام أمان لنقل معتمري غزة، فمثلًا لو تأخر وصول المعتمرين عن موعد الطائرة المحدد وأقلعت الطائرة، فإن الخطوط الفلسطينية تتحمل كافة الخسائر وتقدر بنحو 100 ألف دولار (323 ألف شاقل)، وهذا حدث فعلًا سابقًا".

وأكد صوالحة بأنه مقارنة مع الخدمات المقدمة والأوقات التي يمضيها المعتمر من غزة في الأراضي الحجازية، فإن سعر العمرة جيد جدًا، ولكن الأوضاع الاقتصادية الصعبة في القطاع هي التي تشعر المواطنين بارتفاع التكلفة.

باهظة ولكن..

المعتمر أشرف قزاعر الذي تواصلنا معه هاتفيًا، والذي أكد بأن الحافلة التي يستقلها مع عدد من المعتمرين، بدأت بالتحرك فعلًا من الصالة المصرية لمعبر رفح باتجاه مطار القاهرة الدولي، معبرًا عن سعادته الغامرة أنه كان ضمن الفوج الأول للمعتمرين بعد توقفها لمدة عامين.

قزاعر الذي قال بأن الاتصال قد ينقطع في أي لحظة بسبب ضعف الشبكة الفلسطينية كلما تعمقت الحافلة في الأراضي المصرية، قال: "إن تكاليف العمرة هذا العام مرتفعةً جدًا، ورغم إن شركات الحج والعمرة أوضحت بشكل جلي أسباب ارتفاع السعر وتكاليف، إلا أننا ندعو أن تنخفض التكاليف بشكل أكبر حتى يتمكن كل من تهفو روحه إلى الأراضي المقدسة زيارتها".