فلسطين المحتلة - قُدس الإخبارية: يواصل الأسرى في سجون الاحتلال، منذ أيام، رفضاً لإجراءات إدارة سجون الاحتلال ومن خلفها الحكومة الأسيرة التنكيلية بهم، خاصة فيما يتعلق بتقليص مدة "الفورة" أو الخروج إلى ساحة السجن.
وقال نادي الأسير إن (انتفاضة الأسرى) في السادس من شباط/ فبراير الجاريّ، بدأت بعد أن أعلنت الإدارة عن تقليص مدة الفورة (الخروج إلى ساحة السّجن) والتّحكم بأعداد الأسرى أثناء الخروج.
وأكد النادي، في بيان صحفي، أن (الفورة) تعتبر مساحة مركزيّة في الحياة الاعتقالية اليومية، كحيز استطاع الأسرى عبره بناء أدوات نضالية ومعرفية، وتحول هذا الحيز إلى ملتقى تُبنى فيه معارف ونضال وعلاقات اجتماعية، وتُساهم في تنظيم الحياة الاعتقالية اليومية للأسرى، عدا عن الأهمية لصحة الأسير الجسدية والنفسية.
وأضاف: في كل مرحلة من المراحل التاريخية، كان مطلب زيادة مدة الفورة ومساحة ساحة السّجن، مطلبًا بارزًا في المعارك والإضرابات التي خاضها الأسرى على مدار عقود.
وأشار إلى أن الساحة بشكلها وبنيتها مختلفة من سجن لآخر، وهذا مرتبط بالبناء الهندسيّ للسّجن القائم على أساس فرض أكبر قدر ممكن من السّيطرة والرّقابة على الأسرى، وهذا الاختلاف في البنية مرتبط أساسًا في سياسة التّصنيف التي تحاول إدارة السّجون فرضها على كافة أشكال تعاملها وسياستها مع الأسرى، بحيث تخلق حالة من التّفاوت في ظروف الحياة الاعتقالية.
وشدد على أن محاولة الإدارة فرض مزيد من التّحكم بالمدة وكذلك بأعداد الأسرى، هو جزء من محاولات فرض مزيد من السّيطرة والرّقابة عليهم، ، فعادة الأسرى يُسمح لهم بالخروج لساحة السّجن من السابعة صباحًا حتّى الـ11 ظهرًا، والمرة الثانية من الساعة الـ1 ظهرًا حتى الساعة الخامسة مساءً.
وتابع: الجديد في قرار الإدارة أنها لا تريد السماح للأسرى بتنظيم هذا العدد تلقائياً بل ترغب في تقليص الوقت وتقسيمه إلى نصفين، بحيث تختار الإدارة رقم الغرفة والأسرى المتواجدين للخروج للفورة وتقسم العدد إلى نصفين وفقاً لرقم الغرفة وليس للعدد الإجمالي، مما يضيق على النصف الآخر ليبقى داخل الغرف دون حرية اختيار للخروج مع المجموعة الأولى.
وأشار إلى هدف مركزي آخر لإدارة السجون من تقليص مدة "الفورة"، وهو "ضرب صيغة الحياة الجماعية للاسرى على الصعيدين التنظيميّ، والاعتقاليّ، وتقليص دور الأطر القيادية في تصميم نظام الحياة اليومية مما سينعكس سلبًا على قدرة الأسرى على تنظيم برامجهم التّنظيمية والاعتقالية والثقافية والاجتماعية والتعليمية".
وجدد النادي التأكيد على أن "قضية ساحة السّجن، هي مقدمة لمحاولات من إدارة السّجون سلب الأسرى منجزاتهم التي حققوها عبر نضال طويل، لذلك ندعو أبناء شعبنا لإسنادهم في معركتهم التي تُشكل استمرارًا لنهج المواجهة المستمرة ضد السّجان".