الخليل المحتلة - خاص شبكة قُدس: ما هي رابطة الجامعيين بالخليل وما هو دورها؟ سؤال بات بلا إجابة نتيجة غياب شبه كاملٍ لدور الرابطة حسبما يرى أكاديميون ونشطاء من المدينة، نتيجة عوامل عدة، كان أبرزها غياب الانتخابات للهيئة العامة، وعدم تجديد مجلس إدارتها، ما أدى لضعفٍ في نشاطها الذي نشأت من أجله والمتمثل بـ "رفع مستوى الوعي الثقافي والفكري لدى الأهالي من خلال أنشطة سياسية وفكرية متنوعة"، فيما ترد إدارة الرابطة أنها ما زالت على طبيعة عملها قائمة.
تأسست رابطة الجامعيين عام 1953 على يد شخصيات اعتبارية من مدينة الخليل، مثل أعضاء تنفيذية منظمة التحرير سابقًا، عبد الخالق يغمور، وعبد المحسن أبو ميزر، والوزير السابق عبد الحفيظ الأشهب. والرابطة عبارة عن جمعية خيرية، يديرها مجلس منتخب من الهيئة العامة، وعددهم تسعة أشخاص، فيما لم تُعقد دورة انتخابات الهيئة العامة منذ عام 1991، وبالتالي لم يتغير مجلس إدارة الرابطة منذ التاريخ الذكور.
"ما في عضوية.. الله يسهل عليك"
يقول الدكتور حازم الأشهب، وهو نجل وزير الاتصالات الأسبق عبد الحفيظ الأشهب، أحد مؤسسي رابطة الجامعيين، خلال حديثه لـ "شبكة قدس"، إنه طلب عضوية انتساب للهيئة العامة لرابطة الجامعيين ثلاث مرات، الأولى عام 1989 ولم يتلق ردًا في حينها، والثانية عام 1999 وكان الرد "باب العضوية مغلق ولا نقبل أعضاء جدد الآن، الله يسهل عليك"، والثالثة قبل أيام، وتلقى على إثرها تهديدات من إدارة الرابطة، حسب تعبيره.
ويروي نجل أحد مؤسسي الرابطة: "أنا كجامعي حاصل على البورد الأمريكي في الطب إذا أردت الحضور في جلسة ثقافية أو شعرية أو لمناقشة أوضاع البلد مع الجامعيين أمثالي، علينا أن نجتمع في الرابطة وليس في المقاهي، والرابطة كانت الحاضنة لكل هذه الفئات والفعاليات وزوار البلد، إلا أنها اليوم مشلولة لا تقبل عضوية أحد، وأنا اليوم يرافقني وفد طبي من إيطاليا وبلجيكا ونريد عمل ندوة طبية للناس، ولا يوجد مكان للندوة، ومن المفترض أن نعقدها في الرابطة وهذا حق للناس كونها جمعية عامة".
ويصف الدكتور الأشهب ردود إدارة الرابطة بـ "الردود الكاذبة والذرائع غير المقنعة" حول تساؤله عن سبب عدم فتح باب العضوية، إذ كان جواب الرابطة أن عدم فتح باب العضوية يأتي "خوفًا عليها من المخربين، أو من تنظيم فلان وعلّان".
ويكشف لـ "شبكة قدس"، عن تهديداتٍ من رئيس رابطة الجامعيين، أحمد بيوض التميمي، وصلت عائلته تحذّره من إثارة الموضوع على مواقع التواصل الاجتماعي، قائلًا: رئيس الرابطة شخصيًا اتصل بأهلي في القدس وقال لهم، "سكتوه". مبينًا أن الحلّ يأتي بفتح باب العضوية وإجراء انتخابات وعدم إغلاق باب الرابطة في وجه الجامعيين.
الرابطة ترد
تواصلت "شبكة قدس" مع رئيس رابطة الجامعيين، عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير، أحمد بيوض التميمي الذي قال ردًا على الدكتور حازم الأشهب: "إحنا ناس محترمين ولا نهدد أحدا، ولا يجوز أن يعمل الدكتور علينا هيصة على الفيسبوك وهذا الكلام عيب، إحنا ناس مش صغار ومحترمين زيه، ولا يحق له هذا الكلام وأن يتطاول على مجلس الإدارة وعليّ شخصيًا".
موضوع العضوية في الرابطة من اختصاص مجلس الإدارة الذي يعقد جلسته للنظر في الطلبات المقدمة للانتساب في الشهر الأخير قبل عقد الانتخابات الواجب انعقادها كل سنتين، حسبما يوضح رئيس مجلس الرابطة، الذي أجاب في الذات السياق عن تساؤل "شبكة قدس" حول حقيقة انعقاد الانتخابات كل سنتين بأنها لا تنعقد نتيجة الظروف السياسية الراهنة غير العادية، "ومن كان مستعجلًا فليذهب ليعمل جمعية بنفسه"، مشيرًا إلى أنه طلب من وزارة الداخلية قبل 10 سنوات إجراء انتخابات دون أن يتلق ردًا.
وحول سؤال "شبكة قدس" عن إمكانية إجراء الانتخابات في الوقت القريب، علّق التميمي: إن شاء الله.
وختم رئيس الرابطة حديثه بأن الأخيرة لم تعد جمعية، بل مؤسسة مترامية الأطراف، مشيدًا بإنجازات الرابطة التي حققها منذ توليه رئاستها عام 1983، قائلًا: أنا عملت الجامعة - في إشارة إلى جامعة بوليتكنك فلسطين - وأنا استلمتها فيها 50 طالبًا، اليوم فيها 7500 طالب في الدبلوم والبكالوريوس والماجستير والدكتوراه، ولدينا مدارس محترمة، وإحنا مش نايمين، إحنا خدمنا البلد ولنا بصمة.
الرابطة قانونيًا
قانون الجمعيات رقم 1 لسنة 2000 أعطى حق الانتساب في رابطة الجامعيين لكل خرّيج جامعي يحمل أيّ درجة علمية، وعدم السماح بهذا الإجراء يعتبر مخالفة قانونية، حسبما يوضح الأكاديمي الحقوقي عبد الكريم فرّاح، الذي أشار إلى أن السلطة تتعامل منذ عام 2007 مع الجمعيات الخيرية بازدواجية، إذ إن هناك جمعيات تتعرض للتضييق بشكل كبير أثناء الانتخابات وتتدخل في شؤونها، والجمعيات التابعة للسلطة غير مساءلة.
ويرى الأكاديمي الحقوقي خلال حديثه لـ "شبكة قدس" أن رابطة الجامعيين تبقى حسب القانون جمعية، مهما ترامت أطرافها وأن السبب وراء عدم مساءلة إدارتها بإجراء الانتخابات هو رضى السلطة عنها واقترابها منها، وكونها جمعية غير تابعة لخصم سياسي، مبينًا أن جيل الشباب الذي قادها قبل 30 عامًا بات جيل الكهول اليوم، وأنها صارت رابطة قريبة من الموت، حسب تعبيره.
ثمة بعد قانوني يشير إلى أن اجتماع ثلثي أعضاء الهيئة العامة وعددهم حوالي 1600 عضو ومطالبتهم بإجراء الانتخابات - يلزم الإدارة الحالية بذلك، لكن يجب الإشارة إلى أن آخر انتساب لعضوية الهيئة كان عام 1991، أيّ أن عددًا لا بأس به من أعضاء الهيئة، قد فارقوا الحياة.