رام الله - قدس الإخبارية: ساعات فصلت بين استدعاء وزارة الخارجية الفلسطينية للسفير الهنغاري المعتمد لدى السلطة الفلسطينية تشابا راد، بسبب اتفاقية توأمة بين مدينة هيفيز الهنغارية ومجلس المستوطنات الإسرائيلي، واستقباله في مدينة أريحا الصناعية في جولة على مصانع المنطقة.
في 15 فبراير 2022 نشرت الخارجية الفلسطينية خبرا قالت فيه إنها استدعت السفير رادا، على خلفية توقيعه اتفاق شراكة وتفعيل اتفاق توأمة بين مدينة Heviz الهنغارية ومجلس المستوطنات الإسرائيلي Samaria” Regional Council"، في انتهاك صارخ للقانون الدولي ولقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
وكان من اللافت أن صورًا انتشرت على صفحة أحد المصانع في مدينة أريحا الصناعية، رصدتها شبكة قدس، تظهر أن السفير حلّ ضيفا على إحدى مؤسسات السلطة، مدينة أريحا الصناعية، بعدَ يومٍ واحد من توقيع بلاده اتفاقية مع مجلس المستوطنات في13 فبراير الجاري، وقد كان برفقته عدد من الشخصيات الرسمية، مع الإشارة إلى مشاركته في نشاطات للمستوطنين خلال سنوات سابقة عندما كان يعمل في قسم الشرق الأوسط في الخارجية الهنغارية.
حول ذلك، يقول المدير التنفيذي لهيئة تشجيع الاستثمار والمدن الصناعية هيثم الوحيدي إن الزيارة تمت في14 فبراير قبل إعلان وزارة الخارجية استدعاء السفير، ونحن في الهيئة نرجب بزيارة أي سفير معتمد في الأراضي الفلسطينية للمنطقة الصناعية.
ويؤكد الوحيدي في حديثه لـ "شبكة قدس": نحن تفاجأنا كهيئة استثمار ومدن صناعية بموضوع الاستدعاء وتوقيع بلاده اتفاقية مع مجلس المستوطنات، فنحن ننسق مع وزارة الخارجية ووزارة الداخلية والجهات كافة في موضوع الزيارات، مضيفًا: "نحن مؤسسة رسمية وحكومية ولا نستطيع أن ننحرف عن الخط الوطني والرسمي العام."
في بيان الاستدعاء، قالت وزارة الخارجية إن استدعاءه جاء بناء على تعليمات من الرئيس محمود عباس، وتوجيهات وزير الخارجية رياض المالكي، اعتبرت أن مثل هذه الاتفاقات تعطي الاحتلال الضوء الأخضر للمضي قدماً في عدوانها على شعبنا الفلسطيني واضطهادها لحقوقه غير القابلة للتصرف.
على الرغم من ذلك، يقول المستشار السياسي لوزير الخارجية والمغتربين أحمد الديك "إننا لسنا مقاطعين للسفير، بل أبلغناه احتجاجًا رسميًا من دولة فلسطين، لتوقيع التوأمة بين مدينة هنغارية وما يسمى مجلس المستوطنات، هذا لا يعني أن السفير لا يمارس مهامه الطبيعية لدينا بصفته سفير معتمد."
ويضيف الديك في حديثه لـ "شبكة قدس": "نحن استدعينا السفير لكي يبعث رسالة احتجاج يبلغها للخارجية الهنغارية ومراكز صنع القرار في بلاده، وإن السفير لا علاقة له بالاتفاقية، بل عمدة المدينة الهنغارية هو من ارتكب هذا الانتهاك، ونحن نواصل متابعتنا لهذا الموضوع من خلال سفارتنا في هنغاريا."
يذكر أن الاتفاقية التي وقعتها مدينة هيفيز الهنغارية، ومجلس المستوطنات هو تجديد لاتفاقية التوأمة المبرمة بين الطرفين عام 2017، وتتضمن التعاون في مجالات التمويل والصناعة والسياحة.