فلسطين المحتلة - قُدس الإخبارية: قال جمال النواتي عم الطفل سليم النواتي، إن "مدير مجمع فلسطين الطبي رفض استقباله دون الاطلاع على التقرير الطبي".
وأضاف في لقاء مع "شبكة قدس": الدكتور أحمد البيتاوي مدير المجمع كتب على التحويلة (لا مجال لاستقبال المريض في المجمع) دون أن يقرأ التقرير الطبي.
وتابع: في اتصال هاتفي يوم أمس مع الدكتور البيتاوي قال لي: "هو المريض كان معاك لما راجعتني؟" فرددت عليه إذا كان المريض الذي كان واقفاً معي في المكتب لديك لم تره، وعندما أخبرته أن الأقسام في المستشفى رفضت استقبالي رد علي أنني لم أخبره، فقلت له أنت لم توافق أصلاً على دخوله.
وشدد على أن الطواقم الطبية لم تجر أية فحوصات لسليم أو تطلع على وضعه في المجمع، وقال: للأسف الأطباء لم يطلعوا على وضعه إلا حين وصوله في الأنفاس الأخيرة للمستشفى، قبلها طبيب واحد فقط وضع يده على جبينه وقال له: أنت سخن؟.
ويروي النواتي: في مستشفى النجاح رفضوا استقباله 3 مرات، خلال وجودي في مكتب التحويلات قرأ الطبيب الملف وأخبر الموظف الإداري أن الحالة طارئة، لكنه رفض، وكأن الموظف يتكرم على سليم بإدخاله إلى المستشفى الخاص به.
وأشار إلى أن وزيرة الصحة أوعزت خلال المؤتمر الصحفي يوم أمس أنه "لا يحق لأي موظف إداري رفض إدخال أي مريض قبل عرضه على الطبيب".
وقال: ما هذا الإجرام الذي ارتكبوه بحق إبننا؟ ما السبب؟ مدير مستشفى النجاح قال بعض وسائل الإعلام إنهم قدموا الرعاية لسليم، أي رعاية التي قدمتموها له؟
وأردف قائلاً: نشكر كل من تضامن مع قضية سليم ونوجه رسالة لكل مسؤول في مؤسسة صحية أو طبيبة أن يتعامل مع المريض بكل شفافية ومصداقية والرحمة.
مدير مجمع فلسطين يرد
من جانبه، رد مدير مجمع فلسطين الطبي أحمد البيتاوي: وصلتنا ورقة عن مريض يحتاج لزراعة نخاع شوكي وكتبنا أن هذا العلاج غير متوفر لدينا، كل ما قيل حتى من لجنة التحقيق غير صحيح، المريض لم يسجل اسمه على الكمبيوتر بل تحول من العيادات الخارجية إلينا.
وتابع في لقاء مع برنامج "حكي الناس": حضر عم الطفل إلى المكتب والأطباء علموا من التقرير أنه بحاجة لزراعة نخاع، وكتبنا أنه لا علاج له في مستشفى فلسطين الطبي، هذه الحالات لا ندخلها للمجمع، لو سمحنا بدخوله وتوفي لدينا فسيقولون لماذا استقبلتوه؟ نحن في المجمع لم يحضر المريض لنا بل وصلتنا أوراقه وملفه الطبي.
وقال: سألنا في كل الأقسام قالوا إنه لا أحد من الأطباء شاهد المريض، وحتى لو وصلنا فإننا لا نستطيع تقديم الخدمة له لأنها غير متوفرة لدينا.
واعتبر أن التحويلات كان "يجب أن لا تبعث المريض إلى المجمع لأنها تعلم أن العلاج الذي يحتاجه الطفل غير متوفر"، وأضاف: شخصيا لم أر المريض بل وصلت الأوراق وكتبنا له أن هذا العلاج غير متوفر.
وأوصت لجنة التحقيق الخاصة بقضية الطفل سليم النواتي بإعادة النظر بآلية عمل دائرة شراء الخدمة فنيا وإداريا ومالياً وتشكيل لجان بهذا الخصوص، وبمعاقبة كل من أشير لهم بالخطأ في القضية بما تراه مناسباً.
الهدري: لجنة التحقيق افتقرت للمعلومة الصحيحة
من جانبه، قال مدير التحويلات الطبية السابق، هيثم الهدري إنه رفض حضور لجنة التحقيق لأن "نقابة الأطباء لم تكن مشاركة فيها ولأن اللجنة قادها أسامة النجار وهو غير طبيب وفي هذه الحالات يجب أن يرأس التحقيق طبيب وعلى دراية كاملة بآليات التحويل، وفي اللجنة لا يوجد أحد عالم بتفاصيل الآلية الجديدة التي يتم بها تحويل المرضى".
واعتبر أن "نتائج اللجنة تفتقر إلى المعلومة عن الآليات التي تقود دائرة التحويلات الطبية".
وتعليقاً على نتائج اللجنة، قال: لا يوجد تحويلة طارئة من غزة، جميع التحويلات من هناك تعامل معاملة الطارئ خاصة أن الاحتلال هو من يقرر موعد الخروج، وقد رفضت "إسرائيل" خروج الطفل 3 مرات.
وتابع: في وحدة شراء الخدمة لا نشتري خدمات لا من المجمع ولا من مستشفى بيت جالا، في غزة يحصل المريض على تغطية مالية أي أن التحويل يتم من الطبيب المعالج، نحن نتعامل ورقياً ولا نتعامل مع المريض قطعياً، يأتي طلب بالتحويل ونحن نوافق أو نرفض فقط.
ويرى الهدري أنه "لم تحصل أي مماطلة في تحويل المريض"، وأوضح: أخذنا أكثر من تغطية لعلاج الطفل ولكن الاحتلال رفض إخراجه أكثر من مرة، صدرت تغطية إلى مستشفى بيت جالا ويوجد فيه طبيب مختص بهذا النوع من الأمراض، ولم يقرر زراعة نخاع له، لم نعرف إن كانت حالته خطيرة نحن نتعامل مع ورق، مستشفى بيت جالا لم تصدر موافقة على استقباله، مستشفى النجاح وافق على الاستقبال لكن حصلت مماطلة من قبل الاحتلال.
وعن سبب تحويله لمجمع فلسطين الطبي رغم عدم توفر الخدمة ولمستشفى النجاح في ظل الأزمة المالية، قال: عندما أتى مريض عبر حاجز "إيرز" وتوجد موافقة سابقة له على الدخول، بعثناه إلى مستشفى النجاح وتمنينا عليهم استقباله ولكن رفض طلبنا، وراسلت شخصيا غالبية مستشفيات الضفة، أنا لم أر المريض شخصياً ولم يمكث 14 يوماً كما قال أسامة النجار، وأنا شخصياً ليس من مسؤوليتي حمل الطفل في الإسعاف وتحويله للمستشفيات.
ورداً على ما قالته اللجنة حول أن الهدري أجرى اتصالات سابقاً لاستقبال 3 مرضى، أضاف: لم أتحدث منذ بدأت مع إدارة مستشفى النجاح معهم لا عن هذه الحالة ولا عن أي حالة أخرى، ما جرى هو مراسلتهم عبر القنوات المسؤولة عن الملف، وتمنيت على النجاح عبر الموظفين بأخذ الحالة، لكن لم أتحدث شخصياً مع إدارة مستشفى النجاح، والخطأ الذي حملتني إياه اللجنة بني بناء على حديث إدارة المستشفى.
وقال: مستشفيات النجاح والمطلع والاستشاري والمقاصد رفضوا لاستقباله وتحويله على مجمع فلسطين الطبي جاء لأن الطفل كان متعباً ويحتاج لأي عناية بعد رفضه من الجميع.
وتعليقاً على قرار نقله من الدائرة قبل أيام، كشف الهدري أنه "جهة من خارج الوزارة أبلغته بقرار النقل قبل 12 يوماً من صدوره".
توصيات لجنة التحقيق
وكانت اللجنة التي شكلتها وزارة الصحة للتحقيق في قضية الطفل سليم النواتي، قد أوصت بإعادة النظر بآلية عمل دائرة شراء الخدمة فنيا وإداريا ومالياً وتشكيل لجان بهذا الخصوص، وبمعاقبة كل من أشير لهم بالخطأ في القضية بما تراه مناسباً.
وقالت في مؤتمر صحفي عقدته في رام الله، ظهر أمس: نوصي بتحويل الملف إلى النيابة العامة لاتخاذ الإجراءات المناسبة قانونياً.
وفي التفاصيل، أشارت اللجنة إلى أن "مستشفى الدكتور عبد العزيز الرنتيسي في غزة تعامل بمهنية ولكنه أخفق بالإشارة أن التحويلة طارئة".
وتابعت: رغم المحاولات المتكررة التنسيق للدخول للعلاج لكنه قوبل بالرفض ثلاث مرات من قبل "إسرائيل" وأدخل إلى الضفة لاحقاً بجهود مؤسسات حقوق الإنسان.
واعتبرت اللجنة أن "مستشفى النجاح أخطأ في التعامل مع الحالة"، وأوضحت: رفض المستشفى استقبال الحالة رغم علمه بالحالة الصحية للمريض، ولم يكلف نفسه الطلب من الطيب المختص فحص الطفل وتقييمه، وأخطأ بعدم إدخاله للعلاج رغم إقرار الطبيب أنه في حالة صحية حرجة.
وأضافت: أخطأ مستشفى النجاح بمراسلة غزة فقط برفض استقبال الحالة وعدم إبلاغ الضفة بذلك رغم قبوله مرتين في مستشفى المستشفى، وكان القرار مستنداً لاعتبارات إدارية وليست طبية.
كما اعتبر تقرير اللجنة أن "دائرة شراء الخدمة أخطأت بإصدار تحويلة للطفل إلى مستشفى بيت جالا الحكومي رغم علمهم عدم توفر الخدمة من طرفهم لعمر الطفل أو الخدمات المطلوبة لحالته".
وقال إن الدائرة أخطات أيضاً في "عدم التواصل المباشر مع مستشفى النجاح من قبل مدير الدائرة في التعامل معه كحالة انقاذ حياة رغم قيامه بذلك مع ثلاث حالات موثقة رفضت من قبل المستشفيات وتحدث مع الإدارة أنه لا مجال إلا دخوله".
وشددت على أن الدائرة أخطأت "بإبقاء المريض خارج المستشفيات منذ وصوله للضفة رغم خطورة حالته"، وأشارت إلى "أنها ليست الحالة الوحيدة التي تعاني من قبل دائرة شراء الخدمة في الوزارة".
وقالت إن تحويله لمجمع فلسطين الطبي كحالة مراجعات العيادات كان خللاً في عمل الدائرة، وأضافت: تأخرت الدائرة في التواصل مع مستشفى "إخلوف" الإسرائيلي لغاية 3.1.2022 علماً أن الرفض من جميع المستشفيات صدر في 28.12.2021
كما اعتبرت أن "مستشفى المطلع في القدس أخطأ في عدم قبول الحالة علماً أن حالات اللوكيما يتم تحويلها من قبل الوزارة إلى هناك، متذرعاً بالحالة المالية وكان هذا قراراً إداريا".
وتابعت: المستشفى الاستشاري رفض الحالة لعدم توفر الخدمة وهذا قرار فني، وأخطأ مجمع فلسطين الطبي في رام الله بعدم قبول الحالة وكان الأجدر بهم رؤية المريض والإقرار بوضعه قبل رفضه.
وأكدت على "وجود سقوط أخلاقي وإنساني في قضية الطفل المريض سليم النواتي"، وقالت إنه "بقي من 27 ديسمبر وحتى وفاته لم يدخل أي مستشفى وهذا غير معقول خاصة أن حالته كانت خطيرة".