رام الله - خاص قُدس الإخبارية: "ما لحقش يوكل الأكلات اللي بحبها أو يعيش الحياة"، تقول والدة الأسير مجاهد النجار، من بلدة سلواد شرق رام الله، عن معاناته المستمرة عقب إعادة اعتقاله من قبل جيش الاحتلال بعد شهور قليلة فقط من الإفراج عنه من اعتقال استمر 9 سنوات متواصلة.
يوم أمس، أعلن مجاهد إضرابه عن الطعام والماء احتجاجاً على تجديد اعتقاله وللمطالبة بالإفراج عنه، وأشارت والدته إلى أنه محتجز حالياً في سجن النقب ولا تعلم عن ظروفه شيئاً.
تروي والدة مجاهد في لقاء مع "شبكة قدس"، أنه كان من المقرر الإفراج عنه يوم أمس بعد أن حصل على وعودات قبل 4 شهور بإنهاء اعتقاله الإداري في 19 يناير/ كانون الثاني، بعد أن خاض الإضراب عن الطعام لمدة 43 يوماً تراجع خلالها وضعه الصحي بشكل كبير، لكن مخابرات الاحتلال أصدرت قراراً بتجديد الاعتقال الإداري له لمدة 4 شهور.
تصف الوالدة قرار تجديد الاعتقال الإداري بأنه "غدر" من قبل الاحتلال بعد الوعودات التي تلقاها مجاهد بالإفراج عنه، وتضيف: أضرب عن الطعام لمدة 43 يوماً نقل خلالها إلى المستشفى بعد أن تدهور وضعه الصحي بشكل خطير وكاد القلب أن يتوقف عنده وفك الإضراب بعد اتفاق بأن يفرج عنه.
وتقول: 9 سنوات من الانتظار والعذابات لم تكن كافية عند الاحتلال، وبعد أن أفرج عنه وتزوج وأنجب طفله الأول عادوا لاعتقاله وتحويله للاعتقال الإداري دون أي تهمة سوى أنه كان أسيراً.
"صدمة" كبيرة تعيشها العائلة وزوجة مجاهد وطفله محمد الذي كان عمره شهران فقط عند اعتقاله، وتقول: "ما حدا بعلم بحالنا غير ربنا تسع سنين وأنا أستنى يفرج عنه وأفرح فيه، الصدمة الأولى لما رجعوا يعتقلوه بدون سبب، لما أضرب كان مقضي سنة في الاعتقال الإداري، بده يعيش حياته مع ابنه اللي ما شافه".
"لحد هذه اللحظة عايشة بحلم إنه مجاهد رجع للسجن بعد 9 سنين اعتقال"، تقول الوالدة وهي تغالب دموعها، وتضيف: مجاهد كان يعاني في السجن من مرض الضغط لكن عندما خرج من السجن تحسنت صحته كثيراً، من يجب أن يسال عن صدمته هو مجاهد الذي يواجه الآن البرد والحزن بعد أن كان ينتظر الإفراج واللقاء مع زوجته وطفلته.
قبل أيام من موعد الإفراج الذي كان مقرراً يوم أمس قال مجاهد لوالدته كما تروي: "يما دخليلي مصاري زيادة على البريد عشان أشتري لابني ألعاب وأنا مروح لأنه بده يتعرف علي"، لكن مخابرات الاحتلال كعادتها خربت فرحة الوالدة والعائلة التي حضرت له الأكلات والأجواء التي يحبها.