شبكة قدس الإخبارية

حملة السلطة الأمنية في جنين.. من استهدفت بالفعل؟

file_2022-01-12_124558
نداء بسومي

جنين المحتلة - خاص قُدس الإخبارية: قبل نحو ثلاثة أشهر، اعتقلت الأجهزة الأمنية الأسير المحرر محمد حسينية (33 عامًا) على خلفية الأحداث المتوترة في مخيم جنين، بعد عملية نفق الحرية، والمواجهات المندلعة هناك، وبحسب عائلته، فإن حسينية قد شرع بالإضراب المفتوح عن الطعام ابتداءً من أمس الإثنين 10 يناير\ كانون الثاني 2022. 

في حديثه لـ "شبكة قدس"، يقول شقيقه إياد حسينية إن أخاه المعتقل قد أخبره خلال زيارته عن ظروف اعتقاله وعن تعرضه للتعذيب خلال الشهر الأول من اعتقاله، وعن التحقيق المستمر معه حول مقاومته الاحتلال وانتمائه لحركة حماس. 

ويشير حسينية إلى أن شقيقه محمد قد تعرض لإصابة في كتفه خلال استهداف منزله أثناء اقتحام مخيم جنين واستشهاد حمزة أبو الهيجا عام 2013، وهو أب لطفلين، ويعاني للشهر الثالث من ظروف اعتقالية قاسية جدًا، وقد نقلوه إلى سجن جنيد في نابلس. 

(ع.ز) شاب آخر تحفظت العائلة على ذكر اسمه خوفًا من ملاحقة الأجهزة الأمنية لها، اعتقله جهاز المخابرات بلباس مدني وهو عائد من عمله في إحدى مستشفيات مدينة جنين مطلع الشهر الجاري، ولم تعرف العائلة عن ابنها شيئًا إلا بعد أربعة أيام من اعتقاله، حين تم تبليغها بأنه نقل إلى سجن أريحا. 

وبحسب والد (ع.ز)، فإن ابنه أسير محرر، تنسم الحرية قبل أقل من شهرين من سجن "مجدو" الإسرائيلي، وجميع التهم الموجهة إليه والتي يحقق معه حولها، جرت أثناء وجوده في سجون الاحتلال. 

وتتزامن هذه الاعتقالات مع أحداث متلاحقة في مدينة جنين عمومًا، ومخيم جنين بشكل خاص، والذي يشهد حملة أمنية واسعة، وصفها رئيس أركان جيش الاحتلال، أفيف كوخافي، بأن "الجيش كان على وشك تنفيذ عملية عسكرية واسعة في جنين قبل شهور لكن الأجهزة الأمنية الفلسطينية نفذت المهمة بضغط من إسرائيل". 

وعلى خلاف كوخافي، يصرّح محافظ محافظة جنين اللواء أكرم الرجوب بأن الحملة الأمنية في جنين لم تستهدف مناضلين، وإنما خارجين عن القانون و"زعران"، وأن الحملة الأمنية تستهدف الفلتان الأمني الذي تشهده المدينة، وبحسب الرجوب فإن حركتي حماس والجهاد الإسلامي "تضخان أموالًا في الشارع الفلسطيني لزعزعة النظام السياسي"، وذلك خلال تعقيبه على ما جرى في مدينة جنين يوم الجمعة 7 يناير 2022، من إطلاق النار على مقر المقاطعة في أعقاب الاعتداء بالضرب على محمد نجل الأسير زكريا الزبيدي، وأيهم السعدي، وأوس الشلبي أثناء اعتقالهم. 

ووفقًا لمصادر "شبكة قدس"، تحتجز السلطة الفلسطينية 15 معتقلًا من عناصر سرايا القدس وكتائب القسام في مخيم جنين بينهم أسرى محررون، ومنهم الشاب (ن. م) أحد كوادر سرايا القدس في المخيم، والذي اعتقلته الأجهزة الأمنية بعد 8 أشهر من المطاردة من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

ويشدد شقيقه لـ"شبكة قدس" على رفضه لتصريحات الرجوب بأن أخاه والمعتقلين الآخرين خارجون عن القانون، بل "هم مناضلون ومقاومون، و(ن.م) أسير محرر من سجون الاحتلال، طاردته قوات الاحتلال والسلطة الفلسطينية بعد خروجه من السجن بـثمانية أشهر". 

في الأثناء، يستنكر والد المعتقل أحمد الغول وصف ابنه ورفاقه المعتقلين بـ "الزعران"، ويؤكد على أن ابنه ورفاقه أسرى محررون قاوموا الاحتلال، واعتقلتهم السلطة الفلسطينية. 

ويشير في حديثه لـ "شبكة قدس" إلى أن ابنه معتقل لدى اللجنة الأمنية في سجن الجنيد في نابلس لأكثر من 50 يومًا، دون السماح لعائلته بزيارته، وقد قوبلت جميع طلبات إخلاء السبيل المقدمة بالرفض.

 وتنوّه "شبكة قدس" إلى أنها تواصلت مع محافظ محافظة جنين اللواء أكرم الرجوب، إلا أنه رفض التعقيب. 

الجهاد الإسلامي: جنين تعاني من ممارسات الاحتلال والأجهزة الأمنية 

في ردٍ على تصريحات الرجوب، يقول القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أسامة الحروب "إن السلطة ممثلة بمحافظ جنين، تواصل قلب الحقائق وتشويه الواقع الفلسطيني المعاش في مدينة جنين، وإن هذه المدينة التي تعاني مثل باقي محافظات الضفة من ممارسات الاحتلال، تعاني بشكل إضافي من تصرفات وسلوكيات أجهزة الأمن الفلسطينية". 

ويتابع الحروب، في حديثه لـ "شبكة قدس"، بأن الأصل أن تقوم الأجهزة الأمنية بحماية أبناء الشعب الفلسطيني وتوفير الأمن لهم، لا أن تكون طرفًا في الفلتان الأمني، ولا أن تكون طرفًا في الاعتداء على المواطنين وترويعهم.

وحول الجهود المبذولة للإفراج عن المعتقلين، يصف الحروب بأن "الهواتف مغلفة والأبواب موصدة" أمام أي وساطات أو مفاوضات"، موضحًا، "نحن مددنا أيدينا للتفاوض والسلام، مع أن هذه اللغة لا تجوز بين الشعب الواحد، ويجب أن يكون هناك تلاحم، ما بين المستوى الرسمي والشعبي، ولكن عندما يفتح الطرف الآخر أبوابه ويشرعها للمحتل، ويغلق هواتفه وأبوابه للتواصل مع أبناء شعبه والفصائل والشخصيات الاعتبارية، هذا هو المقلق وهذا هو الخطير".

ويرى القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في مدينة جنين بأن أحداث يوم الجمعة كانت هبة شعبية ضد الممارسات "الفاشية" التي مارستها السلطة بحق الشبان الثلاثة، وأنه تم حينها تزوير الحقائق بأن الشبان تارة يحملون السلاح، وتارة يقومون بالعربدة، "وبالنهاية تبين أن كل هذه الأمور غير موجودة وكاذبة، وكانت ردة الفعل العفوية من الجماهير كون أحد هؤلاء الشباب ابن القائد زكريا الزبيدي، وهذا ما استفز الشارع في مدينة جنين".

ويدين الحروب الادعاء بأن حماس والجهاد الإسلامي تمولان الشارع لزعزعة النظام السياسي، ويشير إلى أن "السلطة تسوق نفسها أمام الاحتلال الإسرائيلي بأنها جففت منابع الإرهاب، وقطعت كل خطوط الإمداد، وأنها ضابطة للمال في الضفة الغربية، كيف يصبح للجهاد الإسلامي وحماس اليوم أموالًا في الضفة الغربية؟". 

حماس: ليس هناك داعٍ لرمي المشاكل على حركة حماس  

بدوره، يشدد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس خالد الحاج بأن الحملة الأمنية ضد مخيم جنين بدأت بعد الجنازة الكبيرة والمهيبة للوزير السابق والقيادي وصفي قبها، إذ اعتبروا الجنازة بعشرات الآلاف والشعارات التي رفعت خطرًا ومؤشرًا خطيرًا، ومنذ ذلك اليوم بدأوا حملة ضد مخيم جنين. 

ويقول الحاج، في حديثه لـ "شبكة قدس"، إن الأجهزة الأمنية اعتقلت مناضلين واعتقلت خارجين عن القانون، وحركة حماس تعارض أي عمل ضد المؤسسات الفلسطينية بما فيها المحافظة والمقاطعة، وترفض الحركة أيضًا إهانة الناس وإذلالهم وخاصة أبناء الأسرى والشهداء وعائلاتهم، "وبالتالي فإذا أراد عطوفة المحافظ أن يحافظ على القانون جيدًا، فعليه أن يحرّم الاعتقال السياسي، وإهانة الناس وإذلالهم، حينها لا يقف أحد ضده إذا أوقف شخصًا مخالفًا للقانون".

وحول أحداث يوم الجمعة، يشدد الحاج على أن "عطوفة المحافظ يعلم أن المشكلة التي حدثت في جنين قبل أيام هي من التيار الرئيسي لحركة فتح، وليست حتى من جماعة مروان البرغوثي أو دحلان، بل جماعة أبو مازن، وسلطة المحافظة اعتدت على التيار الرئيسي لفتح، وبالتالي ليس هناك داعٍ لأن نرمي مشاكلنا لا على حركة حماس أو غيرها". 

ووفق القيادي في حركة حماس، فإن "المحافظ يعلم جيدًا أنه منذ 2007 وحتى اللحظة وكل المصادر المالية لحركة حماس في الضفة الغربية مجففة وملاحقة ومصادرة، وأن كل مؤسسات حماس في الضفة الغربية مغلقة من السلطة، وأن حركة حماس حركة محظورة وفق إجراءات السلطة العملية على الأرض، وبالتالي نحن لا نملك مالًا، حتى لجان الزكاة والجمعيات الخيرية التي كانت تديرها حركة حماس أغلقتها السلطة وحرمت العائلات الفقيرة من المساعدات المالية".

في السياق ذاته، كتب عضو المجلس الثوري لحركة فتح، جمال حويل عبر صفحته على فيسبوك: "لا علاقة لحمــاس ولا الجـهـاد ولا دحلان ولا فتح بما حدث في جنين، وما جرى هو رد فعل شباب المخيم المحتقن بعد فيديو اعتداء الشرطة على السعدي والزبيدي والشلبي وتضامنًا مع القائد زكريا الزبيدي الموجود في العزل الانفرادي".

وتشير "شبكة قدس" إلى أنها حاولت الاتصال بأمين سر إقليم حركة فتح في جنين للحصول على تعقيب، ولكنها لم تحصل على إجابة على الرغم من الوعودات بذلك. 

#السلطة #الاحتلال #حماس #فتح #جنين #المقاومة #مقاومة #احتلال #تحقيق #الأجهزة_الأمنية #اعتقال_سياسي #الجهاد_الإسلامي #كتائب_القسام #سرايا_القدس #إطلاق_نار #مخيم_جنين