غزة - قدس الإخبارية: تزايدت مخاوف الاحتلال من قيام المقاومة بأسر المزيد من الجنود الإسرائيليين بعد تهديدات رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية الأخيرة.
ويتواصل النقاش الإسرائيلي الداخلي حول أسباب تعثر مفاوضات صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس وبين تل أبيب، ورد فعل المقاومة الفلسطينية تجاه التلكؤ الإسرائيلي، وتحديدا بعد استقالة المسؤول الإسرائيلي عن هذا الملف، بسبب تضييع حكومة الاحتلال "فرصتين" مع حركة حماس.
جاكي خوجي محرر الشؤون العربية في الإذاعة العسكرية، ذكر في مقال نشرته صحيفة "معاريف" أن "قادة حماس يهددون بأن رجالهم سيجبرون إسرائيل على إطلاق سراح أسراهم في سجونها، رغم إرادتها، وإذا لم تقتنع، فستزيد حماس عدد الأسرى الإسرائيليين لديها عبر أذرعها المنتشرة في كل مكان".
وتابع خوجي بأن هذه التهديدات جاءت وسط "حالة لامبالاة بالمجتمع الإسرائيلي، تجاه مصير غولدين وشاؤول ومانغستو والسيد، ولم تعد تملك عائلاتهم أي بطاقة للضغط على الحكومة للترويج لصفقة التبادل".
وأضاف أن "دافع حماس لخطف جنود إسرائيليين أحياء ما زال قائما، لأنها تعتقد أنه بدون ذلك فلن تبتعد إسرائيل عن مواقفها، وستمر السنين دون إبرام الصفقة، وهذه حقيقة تدركها حماس جيدا، في ضوء أن الطرفين دأبا على التمسك بمواقفهما منذ سنوات، ودون تغيير، رغم ما يبذله الوسطاء المصريون من جهود كبيرة لإنجاز الصفقة".
ورأى خوجي أن مصر لديها احتياجات ومصالح متنوعة في علاقاتها مع تل أبيب، "ولكن مع تعثر مفاوضات تبادل الأسرى، فإنهم يميلون لبذل جهودهم في أماكن أخرى".
يوني بن مناحيم الضابط الإسرائيلي السابق في جهاز الاستخبارات العسكرية-أمان، ذكر في مقال نشره "موقع نيوز ون" أن "تهديدات حماس الأخيرة تهدف إلى تسريع المفاوضات لإتمام صفقة تبادل الأسرى".
واستدرك بن مناحيم قائلا: "لكنها في الوقت ذاته تخوض نقاشا داخليا حول ما إذا كانت ستختطف إسرائيليين في الخارج، في سياسة معاكسة لكل ما دأبت عليه في السنوات السابقة، لكنها قد تضطر لذلك للتعامل مع ضغوط الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وعائلاتهم".
وأضاف أن "رغبة حماس بتسريع الاتصالات غير المباشرة مع إسرائيل، عبر المخابرات المصرية، من أجل صفقة تبادل أسرى، اصطدمت بوصول الاتصالات إلى طريق مسدود، وآخرها رفض إسرائيل لاقتراح حماس الأخير الذي طالب بإطلاق سراح المئات من كبار الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، مقابل الجنود الإسرائيليين الأسرى في قطاع غزة، في محاولة لتكرار صفقة شاليط عام 2011".
وتعتقد تل أبيب أن تهديدات قادة حماس الجديدة إنما تبعث برسالة تحذيرية، وفي نفس الوقت رسالة طمأنة للأسرى الفلسطينيين وعائلاتهم، بأن الحركة تعمل بلا كلل لإطلاق سراحهم من سجون الاحتلال، بما في ذلك تنفيذ خطة لخطف المزيد من الإسرائيليين، كي يكونوا بمثابة أوراق مساومة جديدة لصفقة تبادل الأسرى".
ويحاول الإسرائيليون الربط بين هذه التهديدات الجديدة لقادة حماس من جهة، ومن جهة أخرى كشف جهاز الأمن العام- الشاباك، على بنية تحتية كبيرة لحركة حماس في الضفة الغربية، خططت لسلسلة من الهجمات المسلحة في القدس والضفة الغربية، ومن بينها تنفيذ عمليات اختطاف، ومزاعم الاحتلال بتوفير مليون دولار مقابل تنفيذ كل عملية خطف، وتسليم مئات آلاف الشواقل كدفعة أولى لتحفيز الهجوم، لكن تم القبض على المنفذين قبل أن يتمكنوا من تنفيذ خطتهم.
في الوقت ذاته، تتزامن تهديدات قادة حماس وفق ما تذكره المحافل الإسرائيلية، بما شهدته غزة من مناورات بمناسبة الذكرى الـ34 لتأسيس الحركة، حيث نفذ مقاتلو جناحها العسكري مناورة للتسلل للمستوطنات عبر الأنفاق والبحر، واحتلال مستوطنات وقواعد الجيش، واختطاف مستوطنين وجنود، وسط تأييد الشارع الفلسطيني لهذه المساعي التي تبذلها حماس، ووجود حالة من حشد التأييد الشعبي لإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، ووقوعه في صلب الإجماع الوطني الفلسطيني.
المصدر: عربي 21