شبكة قدس الإخبارية

يحيى عياش... سيرة "المهندس" الذي هزم خيار التسوية

b09d2f56-3eda-48f1-afaf-cb2ad0024929

فلسطين المحتلة - قُدس الإخبارية: "أخشى أن يكون يحيى عياش جالساً بيننا"، كثفت هذه العبارة يأس رئيس حكومة الاحتلال السابق إسحاق رابين من الوصول إلى "المهندس" الذي صال وجال بعبواته وأحزمته الناسفة في مواقع جيش الاحتلال وحافلات المستوطنين.

افتتح يحيى عياش والمجموعات العسكرية التي شاركته مسيرته المقاومة، مرحلة جديدة في تاريخ الشعب الفلسطيني، كان عنوانها "رفض" خيار "التسوية" الذي كانت منظمة التحرير وأنظمة عربية دخلت فيه، وصار الحديث عن "المقاومة" خياراً مراً يدفع صاحبه ثمناً مضاعفاً عن المراحل السابقة.

في أزقة قريته رافات التي يحاصرها الاحتلال بالاستيطان، انطلق عياش في العمل السياسي مع حركة حماس، وبعد انتقاله إلى جامعة بيرزيت حيث تخرج بتفوق من كلية الهندسة التي أظهر فيها بعضاً من ذكائه النادر، انضم إلى كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري للحركة، بعد أن عرض على عدد من قادة الكتائب بعض إمكانياته في صناعة المتفجرات.

يقف الشهيد يحيى عياش خلف سلسلة من العمليات الاستشهادية أضخمها السلسلة التي أطلقها رداً على مجزرة المسجد الإبراهيمي، التي نفذها المستوطن باروخ غولدشتاين، في فبراير/ شباط 1994، وأسفرت عملياته عن مقتل أكثر من 100 مستوطن.

بعد انتقاله إلى غزة تعرض عياش لملاحقة أمنية مشددة، وكشف رفيقه حسن سلامة الذي نفذ سلسلة عمليات رداً على اغتيال المهندس، أنه خطط للعودة إلى الضفة قبل أيام من استشهاده عبر درب شاركا في مراقبته في فترة، وهو نفس الطريق الذي سلكه سلامة إلى الضفة للانتقام لعياش.

سنوات مرت على اغتيال "المهندس" عن طريق هاتف مفخخ، إلا أنه تحول إلى "أسطورة" في الوجدان العربي والإسلامي والفلسطيني، وما زالت آثار مرحلته حاضرة في المقاومة التي أطلقت اسمه على صاروخ وصل مداه إلى أقصى جنوب فلسطين المحتلة، خلال معركة "سيف القدس"، واعترف قادة الاحتلال الذين طاردوه حينها أن مرحلته كانت من الفترات الأقسى والأصعب على "إسرائيل".

 

#يحيى عياش #المهندس