ترجمات عبرية - قدس الإخبارية: قال مراسل قناة العبرية غال برغر إن حركتي حماس والجهاد الإسلامي تفرضان مبدأ الربط بين مناطق الوجود الفلسطيني في الوقت الذي تسعى في "إسرائيل" لتطبيق نهج الفصل فيما فيما يتعلق بالساحة الفلسطينية.
وبحسب برغر فإن التفريق بين غزة والضفة الغربية، ميّز بين هذين القطاعين، فأحدهما لن يقوم بتغذية أو تسليح الآخر، ولن يمتد التصعيد في غزة إلى الضفة الغربية، والعكس صحيح، كما خدم الانقسام بين فتح وحماس هذه السياسة "الإسرائيلية" التي رسختها إلى حد كبير.
عام 2014، كان بداية ربط القطاعات بقيادة حماس، حيث أن التصعيد الذي بدأ بشكل عام في الضفة والقدس الشرقية بخطف وقتل المستوطنين الثلاثة وقتل الطفل أبو خضير وعائلته حرقاً في شعفاط من قبل المستوطنين سرعان ما تحول إلى تصعيد في غزة، حينها ذهبت غزة للحرب وليس فقط من أجل غزة وحدها.
ويستكمل برغر قائلاً: "في سيف القدس مايو 2021، قررت حماس كسر سياسة الفصل الإسرائيلية وأرسلت رسالة إلى العالم بكامل قوتها عن عقيدتها للربط بين القطاعات لقد وضعت في مقدمة رسائلها بأن الحرب هذه لم تندلع من أجل غزة وحدها، ولكن من أجل الشيخ جراح والمسجد الأقصى، كما أن الإنذار الذي أصدره الناطق باسم الجناح العسكري لحركة حماس في غزة أبو عبيدة قبل الحرب بساعة، تم التركيز على المطالبة بوقف إخلاء العائلات من الشيخ جراح وإخراج عناصر الشرطة الإسرائيلية من المسجد الأقصى".
ويستطرد: "الإنذار لم يركز على غزة، وبعد انتهاء مهلة الإنذار، تم إرسال وابل من الصواريخ إلى القدس، وابل كان الغرض منه ربط القطاعات في الوعي العام، غزة تساوي القدس والقدس تساوي غزة، كما تطورت المعركة على الأرض بطريقة عززت عقيدة حماس في ربط القطاعات".
وبحسب المراسل لقناة كان العبرية فإن عام 2022 شهد تهديد حركة الجهاد الإسلامي بجر غزة إلى جولة جديدة من التصعيد، ليس من أجل غزة، ولكن من أجل معتقل إداري فلسطيني حيث هدد الجهاد بنقل غزة إلى "سيف القدس 2" وهو ما رضخت له "إسرائيل" وحددت موعداً لإطلاق سراحه.
ويرى برغر أن المهم فهم أن هذه هي بالضبط ما تسعى إليه حماس والجهاد الإسلامي "عقيدة ربط القطاعات" التي تسعى إلى فرضها على "إسرائيل" عملياً، والتي ينفذونها بقدر كبير من النجاح، فلقد أوضحت حماس مراراً بعد المواجهة الأخيرة أنها لن تسمح "لإسرائيل" بعد الآن بقطع العلاقات بين القطاعات، ولن تسمح لها بالتصرف كما تشاء بالضفة الغربية أو القدس، حينها لن تبق غزة هادئة، هذه هي المعادلة الجديدة التي تحدثت عنها المقولة التي أطلقتها حماس منذ العملية الأخيرة في مايو الماضي، "ما كان لن يكون".
واعتبر برغر أن ما يجري محاولة من حماس والجهاد الإسلامي لتغيير قواعد اللعبة، من خلال استخدام غزة كسلاح فعال يمكن من خلاله – فقط من خلال التهديد باستخدامه – إلى تقييد حرية "إسرائيل" في العمل والقدرة على المناورة ليس فقط تجاه غزة، ولكن في قطاعات أخرى، في الضفة الغربية والقدس الشرقية وهذا تطور خطير للغاية، وقد يزداد سوءًا بمرور الوقت.