فلسطين المحتلة - خاص قُدس الإخبارية: أكدت الأسيرة المحررة بشرى الطويل، على خطورة الأوضاع التي تمر بها الأسيرات في سجون الاحتلال بعد القمع الذي تعرضن له خلال الأيام الماضية.
وقالت الطويل، في حوار خاص مع "شبكة قدس"، إن إدارة سجن "الدامون" فرضت عقوبات على الأسيرات وحولت الغرف في القسم إلى عزل بعد مصادرة الأجهزة الكهربائية منها.
وشددت على أن حملة القمع التي تعرضت لها الأسيرات بدأت عقب عزل إدارة السجن لممثلة الأسيرات، وهو ما اعتبرته "سابقة خطيرة" في تاريخ الحركة الأسيرة.
وأوضحت: منذ سنوات طويلة أقرت الحركة الأسيرة مبدأ أن لا أحد مخول بين الأسرى بالتواصل مع الإدارة، سوى ممثل المعتقلين، لذلك حاولت الإدارة اختراق الأسيرات وهو أمر مرفوض.
وأضافت: الاعتداء على الأسيرات ليس الأول لكن التفاصيل التي وصلتنا مؤلمة، تخيلت ما حدث وكنت قد عشت مثله في بداية عام 2020، حين اقتحمت قوات القمع القسم وحاولوا الاعتداء علينا بالهراوات لكن الأسيرات تصدين لهم، وجرى الاقتحام بعد أن رفضنا محاولة الإدارة إخراج أسيرة مريضة دون مرافقة ممثلة القسم.
وكشف الطويل أن إدارة سجون الاحتلال تحاول فرض معادلة جديدة على الأسيرات، من خلال التحكم بتوزيع الأسيرات في الغرف ونقلهن بينها، وقالت: هذه الإجراءات جاءت بعد عملية "نفق الحرية" حيث تحاول الإدارة الانتقام من الأسيرات والأسرى لكنهم مصممون على مواجهة هذه الحملة القمعية.
وحول الأحداث في سجن "نفحة" عقب عملية الطعن التي نفذها الأسير يوسف المبحوح انتقاماً للأسيرات، أشارت إلى أن قوات القمع اعتدت بوحشية على عدد من الأسرى بينهم المبحوح وأبقت قسماً كاملاً في البرد القارص وهم مكبلي الأيدي للخلف كما عزلت إدارة سجون الاحتلال عدداً من قيادات الحركة الأسيرة.
واعتبرت أنه في حال لم تستقر الأوضاع في السجون خلال الأيام المقبلة فسنشهد تصعيداً كبيراً، كما توعدت الحركة الأسيرة، خاصة عقب تراجع الإدارة عن التفاهمات التي توصلت لها بإعادة الأسيرات المعزولات إلى أقسامهن.
وعن الخطوات المقبلة التي قد تتخذها الأسيرات رداً على القمع، أشارت إلى أن الأسيرات بدأن بإرجاع عدة وجبات من الطعام وإذا ازداد القمع بحقهن فهذا سيقود إلى تصعيد أكبر في المواجهة.
وأكدت الطويل على دور الإعلام في دعم قضية الأسرى، وأردفت قائلة: الإعلام مهم لكن يجب أن يرافقه تحرك جماهيري ومن عائلات الأسرى والمؤسسات الرسمية ودون ذلك لن يحدث ضغط كبير على الاحتلال.
وتابعت: يجب أن يتوفر حشد جماهيري لنصرة الأسيرات والأسرى، لا أن يكون في الوقفة فقط بعض عائلات الأسرى، هذه قضية رئيسية للشعب الفلسطيني ولولا الأسرى لم يكن لقضيتنا ذكر، نحن أمام أسرى ضحوا بأعمارهم للحفاظ على كرامتنا.
وأشارت إلى دور الضغط الإعلامي والحقوقي من خارج فلسطين في إسناد قضية الأسرى، وأكدت على أن الجانب الميداني الجماهيري والحقوقي يجب أن يتزامنا مع بعضهما في المواجهة.
وعن تقييمها للدور الرسمي في دعم الأسرى، قالت: للأسف لم نسمع أي تصريح رسمي نعلم أن الأوضاع في الضفة صعبة حيث يستمر الاحتلال في عدوانه، لكن يجب أن يتم توزيع الجهود وتكثيفها لصالح قضية الأسيرات والأسرى، نريد أفعالاً وليس فقط تصريحات، كل شخص لو وضع أخته مكان أسيرة لو كان أحد يريد أن يعتدي على أختك ماذا ستفعل؟ فكيف وقد اعتدى السجانون على الأسيرات وظهرت عليهن علامات الضرب وأزيل حجابهن؟ على كل حر وحرة أن يضعوا أنفسهم مكان الأسيرات اللواتي تعرضن للضرب بهذه الطريقة.
وشددت على عدم الرضى عن الحراك الجماهيري المساند للأسرى حتى اللحظة، وأوضحت: الوضع في الميدان تقريباً صفر، حيث لا يوجد تحركات جماهيرية داعمة للأسرى، لا يمكن أن نرفع معنويات الأسيرات دون وجود تحرك ميداني، وهذا يتطلب تكثيف جهود النشطاء الحقوقيين
وقالت إن لعائلات الأسرى دوراً كبيراً في تحريك الشارع، وأضافت: نعلم الأوضاع الصعبة التي تعيشها العائلات، لكن يجب أن يكونوا في الميدان، كعائلة أسيرة أو أسير تطالب بحرية نجلها أو ابنتها يجب أن يتحركوا في الشارع.
وتابعت: قبل سنوات عندما كانت تسمع إدارة السجون أن أسير يريد الإضراب حصل زلزال فيها، لم يكن يتجاوز الأسير 20 يوماً في الإضراب، لكن وصلنا أن أسيراً يضرب لأكثر من 120 يوما دون أن يحرك الناس ساكناً، من غيب الناس عن القضايا الأساسية غيبهم عن الأسرى والمسرى، الناس تهتم فقط اليوم بالقضايا المعيشية ومصالحها، وكما قال العم أبو عاصف: كل أسير قضية، وأنا أقول مرح باكير قضية، ومنى قعدان قضية، وشروق دويات قضية وكل أسير وأسيرة قضية يجب أن نهتم بها.