شبكة قدس الإخبارية

مناورات واجتماعات سياسية وعسكرية.. إلى أين يسير المشهد في غزة؟

269611258_568866454825274_197244679992091795_n
يوسف أبو وطفة

غزة - خاص قدس الإخبارية: تستعد الفصائل الفلسطينية للمشاركة في مناورة "الركن الشديد 2"، الثلاثاء المقبل، بعد أيام قليلة من انتهاء مناورة "درع القدس" التي نفذتها كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس في قطاع غزة.

وتتزامن هذه المناورات مع لقاءات مشتركة جمعت شخصيات قيادية في حركة حماس بأخرى من حركة الجهاد الإسلامي شهدت حضورًا لقيادات عسكرية من كلا التنظيمين أعقبتها تلميحات وتصريحات بانفجار الأوضاع من جديد في ضوء المماطلة في رفع الحصار.

وليس ببعيد عن هذا المشهد، فقد وصل وفد أمني مصري من جهاز المخابرات العامة برئاسة مسؤول ملف فلسطين في الجهاز أحمد عبد الخالق، حيث من المتوقع عقد لقاءات مع حركة حماس وبقية الفصائل الفلسطينية في غزة.

ويبدو المشهد في القطاع متشابكا ومماثلا لذلك الذي كان عليه الواقع قبيل معركة سيف القدس في مايو/ آيار الماضي، وهو ما يفتح المجال لإمكانية توتر المشهد من جديد أمام المماطلة الإسرائيلية في حل الملفات العالقة وتعثر الجهود المصرية مرحليًا.

ويرى مراقبون للشأن السياسي أن المشهد معقد للغاية حاليًا وأن المناورات تحمل في طياتها رسائل من نار للوسطاء والاحتلال على حدٍ سواء، إضافة إلى أنها تعكس الغضب من المشهد السائد حاليًا في القطاع في ظل المماطلة في رفع الحصار.

في السياق، يقول الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف إن هناك اختلافا بين الاجتماعات الأخيرة للفصائل ومناورتها وبين زيارة الوفد الأمني المصري التي لن تتعدى زيارته تفقد المشاريع وعدم تقديم أي اختراق في ملفات غزة.

ويضيف الصواف لـ "شبكة قدس" أن المناورات العسكرية التي أجرتها القسام وتلك التي ستنطلق الأسبوع المقبل تحمل دلالات سياسية للوسطاء والاحتلال بأن المقاومة جاهزة لأي عدوان على القطاع أو القدس أو الضفة وهو التحذير الذي لربما يكون الأخير.

ويتابع الكاتب والمحلل السياسي: "رسالة المناورات والاجتماعات لجميع الأطراف أنه إذا لم تتحركوا فإن الانفجار قادم لا محالة وهي رسالة للمجتمع الفلسطيني بأن يطمئن على الجبهة الداخلية وقدرة المقاومة على التعامل مع الاحتلال".

ويعتقد الصواف أن الوسيط المصري وبعد مرور 7 أشهر فإنه لا يمتلك أي وسيلة للضغط على الاحتلال وأن الرهان بالنسبة للفصائل الفلسطينية على الوسيط المصري لم يعد كما في السابق في ضوء المماطلة وعدم ترجمة الوعود على أرض الواقع.

وبحسب الكاتب الصواف فإن الواقع الحالي للمشهد يشبه إلى حدٍ كبير ذلك الذي كان سائدا قبل معركة سيف القدس وتكرار المناورات والتحذيرات بذات اللهجة التي كانت سائدة هو مؤشر خطير للمشهد الميداني والسياسي في فلسطين.

من جانبه، يقول رئيس منتدى العلاقات الدولية للحوار والسياسات شرحبيل الغريب إن المشهد السياسي في قطاع غزة تشوبه حالة من الاضطراب، إذ بات واضحًا أن هناك قناعة لدى الفصائل بأن الاحتلال يراوغ ولا يريد التقدم في الملفات السياسية الأخرى مثل الإعمار وصفقة التبادل.

ويوضح الغريب لـ "شبكة قدس" أن التحرك المصري من أجل احتواء أي تصعيد محتمل في ضوء ارتفاع وتيرة التهديدات من قبل الفصائل تجاه الاحتلال ومحاولة منها لتحريك المياه الراكدة وهو ما يعكس تحركها للإعلان عن المرحلة الثانية من المشاريع المصرية واستكمال ذلك بوصول وفدها إلى القطاع.

وبحسب رئيس منتدى العلاقات الدولية فإن الرسائل التي يمكن أن تقرأ في المناورات العسكرية التي نفذتها حركة وستنفذها الفصائل أنها رسائل من نار موجهة للاحتلال والوسطاء بعدم السكوت على حالة التجاهل الإسرائيلية وأن الخيارات الأخرى ستكون صعبة على حكومة الاحتلال.

ويستطرد الغريب: "في المقابل فإن المشهد الإسرائيلي الذي يضم حكومة مكونة من 8 أحزاب يعكس صعوبة الوصول لقرارات مصيرية تجاه القطاع وهو ما يؤكد أن الحكومة تتبنى فكرة المناورة ومحاولة تخفيف حالة الاحتقان لكسب مزيد من الوقت وشراء ذلك، في وقت الحكومة عيونها على المفاوضات الإيرانية مع القوى الإقليمية في المنطقة".

ويرى أن المشهد الفلسطيني متشابك وحضور الفصائل العسكرية في صورة المشهد في الوقت الراهن ينذر بحالة عدم رضى عن التهدئة القائمة، ويوصل رسالة قوية عن وجود حالة تنسيق مشتركة بين فصائل المقاومة وأن هناك وحدة موقف ميدانية.

#القسام #الغرفة_المشتركة #سرايا_القدس #مناورات_القسام #الركن_الشديد2