شبكة قدس الإخبارية

رسالة إلى رئيس جامعة بيرزيت

بشار-دوماني-1628101805
هند شريدة

 

حضرة البروفيسور بشارة دوماني الجزيل الاحترام، 

رئيس معهد العلم المُفدّى، الذي صدح نشيده سماء بيرزيت ونحن ننقل شرشوبة التخرج من ﻳﻣﻳن اﻟﻘﺑﻌﺔ إﻟﻰ ﻳﺳﺎرﻫﺎ.

تحية طيبة وبعد،

قدم طلبة الجامعة عبر السنين عشرات الشهداء، وما زال يقبع داخل الأسوار الأسمنتية العديد من الطلبة والطالبات، الذين يحاكمون لقاء بيع سندويشات فلافل وكتب تعليمية أو اعتمار كوفية فلسطينية أو رفع العلم، في سابقة لا تعيشها جامعات أخرى في العالم سوى الجامعات الفلسطينية.

يعيش طلاب جامعة بيرزيت على وجه الخصوص ملاحقة مستمرة من قبل الاحتلال الذي لا ينفك بتهديدهم المباشر، ومصادرة أمنهم وأمن عائلاتهم، وسلامتهم على الدوام، في محاولة لسلخهم عن الحالة النضالية، كما حاصرتهم تقارير بعض "المناديب" الداخلية التي أودت بهم رهينة اعتقال سياسي تنفذه سلطة بوليسية قمعية بحقهم.

وعليه، ظلت الجامعة هي الحاضنة الفكرية، والحيّز الوحيد المتبقي لهؤلاء الطلبة والطالبات لممارسة حقهم النقابي والوطني بحرية.

فوجئنا البارحة بقرار الجامعة، الذي لم يعد حاضنا للطلبة والطالبات، وإنما مهددا لأمنهم/ن واستكمال مسيرتهم/ن التعليمية بنشر بعض أسماء ممثلي الكتل الطلابية على الملأ، بنيّة "تأديبهم" من خلال إحالتهم إلى لجنة نظام تقودها حضرتك.

أكتب لك مسترشدة بكتابتك، تلك التي قرأناها وناقشناها، واستخدمناها مرجعا لأطروحاتنا وكتاباتنا الأكاديمية في جامعة بيرزيت، وأقصد هنا فكرتك المتمحورة حول إعادة اكتشاف فلسطين، فحضرتك أول من نظّر لضرورة كتابة تاريخ فلسطين من الأسفل إلى الأعلى، من الحياة اليومية للفلسطينيين، بمعزل عن المنظومات الحاكمة والإطارات المقيدة لهم.

أكتب لك أيضا بصفتك أستاذ كرسي محمود درويش للدراسات الفلسطينية في جامعة براون الأمريكية؛ محمود درويش الذي كتب وثيقة الاستقلال، ذاكراً فيها "الهوية الوطنية التي صاغها شعب فلسطين بالثبات الملحمي في المكان والزمان، وارتقى بصموده في الدفاع عنها إلى مستوى المعجزة".

درويش الذي كتب عن "حق الفلسطينيين بتطوير هويتهم الوطنية والثقافية، متمتعين بالمساواة الكاملة في الحقوق، في بيئة تصان فيها معتقداتهم الدينية والسياسية وكرامتهم الإنسانية، وفي ظل نظام ديمقراطي برلماني يقوم على أساس حرية الرأي وحرية تكوين الأحزاب ورعاية الأغلبية حقوق الأقلية واحترام الأقلية قرارات الأغلبية، وعلى العدل الاجتماعي والمساواة وعدم التمييز في الحقوق العامة على أساس العرق أو الدين أو اللون أو بين المرأة والرجل".

على منوال ذلك نسير.  

وعليه، ولكي لا نحدث فجوة بين رفاهية التنظير والممارسة؛ أدعوك إلى إعادة كتابة تاريخ فلسطين، راجية منك النزول إلى الأسفل، والحوار والاستماع إلى الطلبة والطالبات، لأنهم/ن من يكتبونه بسلوكهم وفكرهم النضالي، وتحديهم لمنظومة الاحتلال القمعية.

ليس لدي ما أختم به سوى نشيد معهد العلم المفدّى... دُم بِعـز وسَـــلامْ... أنتَ بالأرواح تُفـــدى أيَها السَــامي المَقامْ... فاغْرُسنْ ما شِئْتَ فِينـا مِـنْ مَبادِيكَ الحِسـانْ... واجْعَل التَوحِيـدَ فينـا فَلْنَـعِشْ عَيْشَ الأَمَـانْ.

هند، 

خريجة بكالوريوس وماجستير من جامعة بيرزيت

 

#بيرزيت #جامعة_بيرزيت