إذا نظرنا الى ما يجري في الضفة الآن فإن أول ما يلفت نظرنا هو تصريحات قادة الاحتلال، وهي تحدد حقيقة ما يجري، فقد نشر عدد من محللي المواقع والقنوات العبرية مؤخراً توقعاتهم حول الأحداث الأخيرة التي شهدتها الضفة الغربية، حيث شهدت الضفة عدة عمليات وشهداء خلال الأسابيع القليلة الماضية وتوقعات الاحتلال بتصاعد العمليات المسلحة وعمليات إطلاق النار
واضح من العمليات الأخيرة أن منفذو العمليات يوما بعد يوم وعملية بعد عملية، باتوا يستمدون قدراً أكبر من الشجاعة، وأنهم يستفيدون من الأخطاء السابقة، ويفكرون بطرق ووسائل جديدة دون أن يتمكن أمن الاحتلال من رصد خطتهم.
ما تزال المبادرة الفردية تأخذ حيزاً كبيراً من عمل المقاومة، وما زالت هذه الظاهرة تتسبب بقلق كبير لدى قيادة العدو، لصعوبة عمل إجراءات استباقية ضدها، مع ملاحظة أن الفصائل الفلسطينية تبذل جهوداً كبيرة لتطوير العمل المقاوم في بيئة صعبة وقاسية
عملية نابلس امس تؤشر أنّ هناك مقاومة تنمو في ظروف مستحيلة، فنحن أمام عملية بحاجة لرصد، إعداد، ولعل أفضل ما يميز هذه العملية بجانب استنزاف قدرات العدو، هو الهجوم على كبرياء وسطوة جيش الاحتلال الإسرائيلي.
العمل المقاوم بالضفة خلال الفترة الأخيرة يلقي بظلاله السلبية على الواقع الأمني الإسرائيلي، وزيادة حدة المخاوف من استمرار وتطور العمليات الهجومية، فردية كانت أو منظمة، في ظل ما تمثله الضفة الغربية من أهمية استراتيجية على مختلف الأصعدة: الأمنية والعسكرية، فضلا عن السياسية.
ما حصل في العمليات الاخيرة، بدد الرهان الصهيوني على توقف العمليات، وكشف انه يمكن تجاوز التنسيق الأمني بين أجهزة الأمن الصهيونية وأجهزة أمن السلطة الفلسطينية وعدم قدرتها بالسيطرة الكاملة على الوضع الأمني ومنع حصول عمليات جديدة.
نوعية عملية نابلس عبر اختيار الهدف ومكان التنفيذ يبرهن عن تطور في أداء المقاومين من نواحي التخطيط والدقة في التنفيذ وتحديد الهدف، وهذا ما ظهر من خلال نجاح العملية وحجم الخسائر وانسحاب المنفذين.
عملية نابلس تدل على وعي وانتقال إلى مستوى جديد في جعل المقاومة هادفة من وراء عملياتها بالتركيز على جنود العدو وجسمه العسكري ومستوطنيه الذين يمارسون الإرهاب والقمع والاعتقالات والعدوان على أبناء الشعب الفلسطيني.
قد يكون في ظل الملاحقة الأمنية والتنسيق المشترك بين الاحتلال والسلطة ظهر توجيه مدروساً بمتطلبات المرحلة ونواقصها، فظهرت الخلايا الفردية وتطورت إلى الخلية المكونة من عدة أفراد وهذا بدا واضحا في العمليات الأخيرة.