مناورة درع القدس تأتي في الذكرى 34 لانطلاقة حماس ليرى العدو والصديق كيف طورت حماس قدراتها العسكرية، وانتقلت من الحجر والسكين الى البندقية والعبوة إلى أن أصبح لديها اليوم قوات عسكرية ووحدات نخبة، ومقاتلون بحريون وبريون، وأسلحة متطورة كالطائرات المسيّرة المتفجرة، وصواريخها تصل العمق الصهيوني وباتت قوة فاعلة ومؤثرة، وخصماً حقيقياً للاحتلال الصهيوني في الحروب والمعارك على غزة،
مناورة درع القدس تأتي متواصلة مع نتائج وتبعات معركة "سيف القدس" التي تقول أنّ القدس باتت أبرز محدد لفعل وسلوك المقاومة، ولم يعد ممكناً للاحتلال التفرد والاستفراد بالقدس وبأهلها، وأي اعتداء مستقبلي على المدينة والمسجد الأقصى سيحرك المقاومة ويعيدها للاشتباك، وهذا تحول نوعي غير المسبوق الذي يرسم خريطة فلسطين من البحر الى النهر بحماية ورعاية المقاومة.
امتازت حماس وكتائبها بتماسك بنيانها التنظيمي، ورؤيتها المتزنة، وثقل فعالياتها على الأرض، مما حفر لها مكانة بقلوب الفلسطينيين، وبوّأها موقعاً ريادياً في حقل العمل المقاوم، وجعل منها لب المعادلة الكفاحية في السعي نحو التحرر والاستقلال.
هذه المناورات رغم سنوات الحصار الخانق وضعف الإمكانات، إلا أن المقاومة نجحت في تطوير البنية العسكرية لقواتها لتصبح نظاماً متكاملاً من حيث القيادة الموحدة والأدوات والوحدات العملياتية واللوجستية الداعمة، ومن حيث الخطط الدفاعية والهجومية، ستركز مناورة درع القدس على عدد من السيناريوهات الدفاعية التي تجهز وتدرب عليها مقاتلي المقاومة لمواجهة أي عدوان صهيوني على قطاع غزة عبر استثمار كافة الإمكانات والوسائل الموجودة بهدف التصدي للعدو والحيلولة دون تحقيق أهدافه وهو نوع من الأعمال القتالية الرئيسية التي يتم اللجوء إليها للدفاع وصد العدو وإيقاع أكبر خسائر ممكنه به.
هذه المناورة تحمل رسالة واضحة للعدو الذي يهدد ويتوعد، ويبني خططه على إضعاف المقاومة وتجزئتها أن المقاومة رجالها وابطالها وصواريخها وكل قدراتها ما زالوا حيث هم حاضرون ومتأهبون فالتلميح وإظهار القوة يستخدم دائما بهدف الردع، والردع لإجبار العدو للرضوخ لشروط المقاومة وليس شرطا أن تقود المناورات العسكرية للحرب او انها تشير لقربها، ولو أنها تحمل في طياتها سمات التهديد والوعيد، هي تأتي لتقول للاحتلال أن يكف عن استعراض العضلات والتهديد والوعيد لان المقاومة اليوم باتت اقوى من أي وقت مضى.
أيضا بقدر ما تحمل هذه المناورات من رسائل القدرة على إيلام من يفكر بإيلام غزة ومقاومتها، فإنها بالقدر ذاته تتضمن رسائل داخلية لطمأنه شعبنا الفلسطيني أن مقاومته قوية وقادرة على حماية مصالحه، خصوصا في ظل الحصار والحديث عن حلول غير مقبولة.
وهي تؤكد أن تطور وتصاعد الأداء العسكري المؤثر للمقاومة يمضي قدما بصورة تربك حسابات العدو الصهيوني، وتجعل قادة جيش الاحتلال يعدّون للألف قبل أية عملية عسكرية يُقْدِمون عليها لعلمهم بقدرة القسام وتأثير فعله.