فلسطين المحتلة - خاص قُدس الإخبارية: شهدت الجامعات الفلسطينية مؤخرا، مظاهر عنف وصلت حدّ مقتل شاب طعنا أمام الجامعة العربية الأمريكية في جنين، بالإضافة إلى اتخاذ عدد من الجامعات قرارات بتعليق الدوام فيها على خلفية الأزمات بين الحركات الطلابية.
وقالت لينا ميعاري رئيسة نقابة العاملين في جامعة بيرزيت والأستاذة في دائرة العلوم الاجتماعية في جامعة بيرزيت، إنه يجب النظر إلى مؤسسات التعليم العالي كجزء من المنظومة المجتمعية التي تؤثر على ما يحدث اليوم في الجامعات.
وأضافت ميعاري في لقاء مع برنامج المسار الذي يبث عبر شبكة قُدس، أن بإمكان بعض مؤسسات التعليم العالي كالجامعات أن تحافظ على هامش وحيز للاختلاف.
وترى ميعاري، أن القيم الإيجابية للمنظومة المجتمعية من التضامن والتآلف والمشروع الوطني التحرري، بدأت يتلاشى بعد أوسلو، وجزء منها انعكس على التفتت المجتمعي في ظل غياب مشروع وطني جامع، وبالتالي بدأت تغلب وتنتشر مظاهر العنف على كل المستويات بدءا من السلطوي وصولا إلى الجامعات.
وأردفت: هناك العديد من الظواهر التي تكثفت بعد مقتل نزار بنات على يد الأجهزة الأمنية، وكلها بالإمكان النظر لها وكأنها مؤثر في الصورة الكلية الحاصلة، ومن المهم جدا أن نقرأ قراءة تحليلية وتفصيلية الجامعات في أوج المشروع التحرري حيث شهدت خلافات كثيرة وصلت إلى حد استخدام العنف بين الكتل الطلابية، والأمر ليس غريبا، ولكن المقلق هو وصولها إلى حالاتها القصوى، بعد أن كان بالإمكان السيطرة عليها سابقا بسبب المرجعيات المجتمعية التي كانت قادرة على التوفيق بين المتخاصمين.
وتضيف: الأمور اليوم أصبحت مختلفة قليلا عن السابق، وهناك ظواهر من الاستقواء وفرض القوة، بعيدا عن الحوار والرؤى، وهو أمر مقلق خاصة في الجامعات. موضحة، أن جامعة بيرزيت لا تزال تحافظ على هامش اختلاف مختلف عن بقية الجامعات، "وهذا الهامش مبني على إرث الجامعة والعمل النقابي والطلابي القوي والواعي فيها، وكذلك إدراك إدارات الجامعة لأهمية الحفاظ على الجامعة بعيدا عن التدخلات والإملاءات الخارجية.
وبحسب ميعاري، فإنه "مع التحولات التي حدثت على جميع مفاصل المجتمع، تأثرت جامعة بيرزيت بها، وعلى الرغم من التنوع في وجهات النظر وحرية الاختلاف، إلا أن هناك مظاهر للملاحقات الأمنية لنشطاء وطنية من فصائل وكتل مختلفة، كما أن هناك وجود لطلبة يعملون كعناصر أمن".
وأكدت، أنه "من المهم جدا الحفاظ على هامش الاختلاف الموجود، لأنه في ظل غيابه سنصل لحالة من الدمار، ولا يمكن الحديث عن قدرة الجامعات على إنتاج معرفة نقدية وتحررية في ظل وجود بيئة مادية محكومة سلطويا، كما أن إشكالية خصخصة مرافق الجامعة وتحويلها لبيئة غير صالحة للتعليم وإنتاج المعرفة أمر إشكالي، ومن المهم القول إن بيرزيت لها خصوصية، وهناك هامش من حرية الاختلاف من المهم الحفاظ عليه".
وتعقيبا على الأحداث الأخيرة في الجامعة، أكدت، أن لدى كافة مكونات الجامعة قناعة بأنه في حال عدم وجود بيئة عادلة ومنصفة بإمكانها محاسبة المسؤول عن أي خلل أو خروقات فهذا سيؤدي بالجامعة إلى الدمار.