شبكة قدس الإخبارية

تهديدات الفصائل للاحتلال وانتقاد مصر.. الأسباب والدوافع؟!

file_2021-12-07_104106
يوسف أبو وطفة

غزة - خاص قدس الإخبارية: حذرت الفصائل الفلسطينية، يوم أمس الإثنين، الاحتلال الإسرائيلي، عبر بيانات منفصلة، من التلكؤ في الالتزام بالتفاهمات التي تلت معركة سيف القدس في مايو الماضي، والتي تتمثل في تخفيف الحصار وإعادة الإعمار. وكان من اللافت هذه المرة توجيه اتهام مباشر من خلال مصدر قيادي في حركة حماس، للسلطات المصرية، بالتراجع عن الوعود التي تعهدت بها للفصائل.

وبحسب مصادر "شبكة قدس" فإن الفصائل الفلسطينية اتفقت مؤخرا على بدء التصعيد خلال الأسابيع القادمة، ومنح مهلة حتى نهاية شهر ديسمبر/ كانون أول الجاري، من أجل منح فرصة لتنفيذ التفاهمات وتخفيف الحصار، وهو ما يعني سحب الذرائع من الاحتلال والوسطاء على حدٍ سواء.

وترفض غالبية الفصائل فكرة التهدئة طويلة الأمد سواء كانت لـ 5 سنوات أو أكثر من ذلك على اعتبار أنها غير منطقية في الحالة الفلسطينية ومن شأنها أن تنعكس سلبًا على واقع المقاومة وتعاطيها مع التطورات الميدانية في فلسطين.

ويتفق محللون في الشأن السياسي والعسكري خلال حديثهم لـ شبكة قدس، على أن تحذيرات الفصائل جاءت نتيجة تباطؤ الاحتلال والوسيط المصري في تنفيذ ما تم التعهد به سابقًا.

في السياق يقول المختص في الشأن العسكري رامي أبو زبيدة إن هذه التصريحات تكشف عن تعنت الاحتلال ودور الوسيط في تحمل جزء من مسؤولية هذا التلكؤ، إضافة إلى أن توالي بيانات الفصائل يعكس انسجامًا واضحًا بينها.

ويضيف أبو زبيدة لـ "شبكة قدس": المقاومة منذ معركة سيف القدس أخذت قرارا بأن ما بعد سيف القدس ليس كما قبلها، ورأى المختص في الشأن العسكري أن المقاومة قدمت الكثير من التسهيلات للوسيط عبر ضبط الميدان من أجل تنفيذ التفاهمات لكن لم تحدث أي انفراجات، عدا عن تعطل عملية الإعمار والوضع الإنساني الصعب في غزة.

ويعتبر أبو زبيدة أن التهديد باستخدام القوة والتصعيد وربطه بما يجري في الضفة والقدس واستمرار الحصار يحمل رسالة أن الخيارات قد تتراوح ما بين الفعل العسكري أو الفعل الشعبي كخطوة ابتدائية، إذ أن المقاومة تمتلك القدرة على التهديد.

ويستكمل قائلاً: "قد يسهم التهديد في التأثير على حسابات الاحتلال وإعادته إلى طريق كسر الحصار والتأثير على الوسطاء وإجبارهم على التحرك الجدي فيما يتعلق بحصار القطاع من منطلق أن أي مماطلة أخرى لن تكون في صالح استمرار حالة الهدوء".

ونوه المختص أبو زبيدة إلى أن المقاومة ارتأت أن تدق ناقوس الخطر حاليًا في ظل سعي أطراف إقليمية ودولية لتكريس حالة من الهدوء في غزة.

ويعتقد أن المقاومة قد تستغل انشغال الاحتلال بما يجري على جبهة إيران وملفها النووي في مفاوضات فيينا في النمسا من أجل تحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب وكسر حلقات جديدة من حلقات حصار القطاع المتواصل منذ عام 2006.

أما الكاتب والمحلل السياسي ساري عرابي فيرى أن التوقيت جاء بعد قرابة 7 أشهر على انتهاء حرب غزة الأخيرة والتي لم يتغير بعدها على صعيد الحياة المعيشية في القطاع أي شيء، فتعامل مصر وخطابها اختلف كثيرًا عما كان عليه في أوج المعركة.

ويقول عرابي لـ" شبكة قدس": "كان يفترض أن يقال هذه الكلام (تحذيرات الفصائل) قبل هذا التوقيت لكن الأمر متعلق بطبيعة الفلسطينيين في القطاع واضطرارهم لمصر، إضافة إلى أن التصريحات المبكرة قد تتطلب خطوات سياسية وميدانية تصل إلى مستوى اندلاع مواجهة".

وأتبع قائلاً: "مصر ليست معنية برفع الحصار عن قطاع غزة وهي تعمل وفق تحالفات استراتيجية مع الولايات المتحدة وإسرائيل وعلاقتها بالقطاع ليست تحالفاً وهي تقوم بدورها وفق ما يتطلب التحالف الاستراتيجي مع الأطراف المذكورة".

وعن الانتقاد الذي وجهته حماس لمصر يذكر عرابي قائلاً: "الانتقاد بهذه الصورة يعود إلى سببين الأول هو سؤال الشارع الفلسطيني لها عن الأفق ومتطلبات الحياة اليومية، والسبب الآخر قد يكون مرتبط بطريقة تعاطي النظام المصري مع الرؤية التي قدمتها حماس وهو ما يشير إلى أن الحركة استفزت من الرد المصري إذ بات واضحًا أن القاهرة تمارس الضغط والابتزاز بحق قطاع غزة".

#حماس #المقاومة #تصعيد