رام الله - خاص قدس الإخبارية: تشهد الضفة والقدس المحتلتين في الفترة الأخيرة ازديادًا في العمليات الفردية التي ينفذها مقاومون فلسطينيون بطابع فردي بعيدًا عن العمل الفصائلي المنظم، إلى جانب اشتداد عمليات إطلاق النار اليومية ضد حواجز وأهداف الاحتلال.
وخلال 3 أسابيع شهدت الضفة والقدس 5 عمليات بطابع نوعي أوقعت إصابات وقتلى في صفوف جنود الاحتلال ومستوطنيه، وشهدت تنوعًا في الأدوات بين إطلاق النار والطعن والدهس، إلى جانب التنوع الجغرافي للعمليات.
ومع تتالي هذه العمليات، حذر وزير حرب الاحتلال بيني غانتس، من "موجة عمليات" جديدة تستهدف الجنود والمستوطنين، مطالبًا جنوده بزيادة "اليقظة" على الحواجز في الضفة المحتلة، بعد عملية الدهس على حاجز جبارة قرب طولكرم، فجر اليوم، التي أدت لإصابة جندي بجروح خطيرة.
في السياق، يقول الكاتب والمحلل السياسي عماد أبو عواد إن العمليات الفردية يطلق عليها الاحتلال تسمية "الذئب المنفرد" في إشارة للمنفذين، إذ أن هذه العمليات جاءت كنتيجة لواقع الضفة المحتلة في ظل غياب العمل الفصائلي في ضوء استمرار السلطة بالقيام بدورها الحالي.
ويضيف أبو عواد لـ "شبكة قدس" أنه "لا يمكن فصل العمل الفردي عن الجو الفكري فالغالبية العظمى من منفذي هذه العمليات ليس لهم انتماء تنظيمي غير أن غالبيتهم يتبنون فكر المقاومة بالرغم من المظاهر العامة التي يتم فيها الإشارة لهذا الجميل من ملابس أو شكل عام وما شابه".
ويرى الكاتب والمحلل السياسي أن السنوات الأخيرة تشهد حالة من عدم الهدوء أو "الهدوء خادع" كما يصفه "الشاباك"، فما يجري حاليًا يندرج في إطار موجة من العمليات إذ تم تنفيذ 5 عمليات في 3 أسابيع وهو مشابه للحالة التي عليها الضفة والقدس منذ عام 2015.
وبحسب أبو عواد فإنه ومنذ عام 2015 كان هناك 7 موجات من العمليات وشكل بعض العمليات ضمن هذه الموجات مفاجأة للاحتلال على صعيد التنفيذ والثمن الذي دفعه فيها وكانت ذات بعد مؤلم في ساحة الضفة والقدس.
وعن تطور العمليات الفردية، يذكر قائلاً: "المقاومة تطور نفسها وهي حالة طبيعية، حيث كانت العمليات الفردية في بدايتها عفوية وعشوائية وبكميات كبيرة وأقل تأثيرًا، أما اليوم فعددها أقل وتأثيرها أكبر وهو ما يعكس التطور في طبيعة الاستهداف والمكان".
وبشأن ارتفاع وتيرة العمليات، يوضح أبو عواد أن العمليات ستشتد في أحيان وستهدأ في أحيان أخرى، غير أن هناك شعورا فلسطينيا داخليا أن الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية وصلت إلى المرحلة الأسوأ منذ عقود طويلة وهناك شعور بأن مواجهة الاحتلال فقط هي من تحافظ على النسيج الداخلي للمجتمع الفلسطيني.
ويرجح الكاتب والمحلل السياسي أن تتجه الضفة والقدس خلال الفترة المقبلة نحو تنفيذ المزيد من العمليات في ضوء الواقع الحالي، إضافة إلى انسداد الأفق السياسي وتحويل السلطة إلى ما يشبه جسما بلديا في ضوء تدخل الاحتلال في شتى مناحي الحياة اليومية.
خشية إسرائيلية
من جانبه، يؤكد المختص في الشأن العبري عمر جعارة أن الاحتلال يخشى من جبهة الضفة المحتلة أكثر من خشيته من جبهة إيران أو حزب الله إذ لا يريد بأي حال من الأحوال أن تتحول هذه المنطقة إلى قطاع غزة جديد كما يتحدث مسؤوليه.
ويقول جعارة لـ "شبكة قدس" إن هذه العمليات الفردية تتم بشكل معتاد من خلال الأسلوب غير أن اللافت للنظر هو تنوع العمليات الـ 5 الأخيرة في وقتٍ قصير عبر الطعن والدهس وإطلاق النار، وهو ما يخشاه الاحتلال خلال الفترة المقبلة.
وبحسب المختص في الشأن العبري فإن ما يجري حاليًا في ساحة الضفة هو نتاج لسياسات الاحتلال من التحكم في حياة الشعب الفلسطيني والانتهاكات المتصاعدة وعدم قبول الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة بأية حلول سياسية.
ويشير جعارة إلى أن الاحتلال يطلق على هذا النوع من العمليات "انتفاضة الآحاد" في إشارة إلى أن منفذيها فرديين، عدا عن كون منفذوها لا سجل أمني قديم لديهم وغالبًا هم غير خاضعين لمراقبة الاحتلال المباشرة وهو ما يسهل تنفيذ العمليات.