فلسطين المحتلة - خاص قُدس الإخبارية: ناقشت الحلقة الجديدة من برنامج المسار الذي يبث عبر شبكة قُدس الإخبارية، سياسة التقييدات الحجب والإسكات على مواقع التواصل الاجتماعي، واستهداف المحتوى الفلسطيني والصفحات الفلسطينية.
وقال محمد الأطرش منسق حملة فيسبوك يحجب القدس، إنه خلال السنوات الاخيرة، لوحظ ارتفاع الانتهاكات الرقمية بحق المحتوى الفلسطيني، "في الوقت الذي أصبحت فيه هذه المنصات جزءا من عمل الصحفيين، خاصة عبر منصة فيسبوك والمنصات التابعة لشركة ميتا، حيث بتنا نواجه إشكالية واضحة".
وأوضح الصحفي الأطرش، أنه تعرض سابقا للحظر والتقييد واحدة منها نشره صورة لشهيد من أقاربه ارتقى قبل سنوات وكذلك ترويجه لفيلم، قائلا: ما حدث معي يحدث مع عدد كبير من الفلسطينيين وخاصة العاملين في القطاع الإعلامي.
وأضاف: وجدنا أن هناك استهدافا غير مبرر للمحتوى الرقمي الفلسطيني، على الرغم من محاولاتنا المتكررة في التواصل مع فيسبوك ومراسلته بجهود شخصية كصحفيين، في ما يتعلق بسياق كتابة الأخبار، وكانوا يدعون أن ما يحدث خطأ وأنهم بصدد مراجعته، ولكن ما يحدث فعليا أن ما يجري سياسة واضحة وممنهجة لدى فيسبوك، في ظل وجود ازدواجية واضحة في التعاطي مع هذا الموضوع.
وبحسب الأطرش، فإن المحرض الإسرائيلي يصول ويجول عبر مواقع التواصل الاجتماعي رغم ما يكتب الإسرائيليون من تحريض ضد الفلسطينيين، بينما أي فلسطيني ينشر أي كلمة أو صورة لشخص يتم حظره وتقييد حسابه دون فهم السياق الذي جاءت فيه.
وأوضح: لدينا أدواتنا في حملة فيسبوك يحجب القدس، ونعمل على أربع مسارات بالتوازي؛ الإعلامي والسياسي والقانوني والميداني، وكان هناك تفاعل كبير وواسع وسنستمر في العمل ضمن المسارات الأربعة.
وأكد الأطرش في حديثه، إلى "حاجتنا كفلسطينيين إلى العمل سويا بما يشمل جميع الجهات ذات العلاقة الرسمية وغير الرسمية، خاصة وأن جهود الحكومة في هذا الصدد لا تحمل جدية عالية، ويفترض على الحكومة الفلسطينية الدفاع عن الحقوق الرقمية الفلسطينية، ولدينا اليوم فراغ يجب أن يعبأ".
وقال إياد الرفاعي منسق مركز صدى سوشال، عن المركز وثق نحو 600 انتهاك فقط من قبل منصات فيسبوك وإنستغرام وواتس آب، مشيرا إلى أنه تم تسجيل عديد الانتهاكات عبر منصات التواصل الاجتماعي الأخرى بحق المحتوى الفلسطيني، ولكن هذه الانتهاكات تركزت عبر منصة فيسبوك نظرا لأنه الأكثر استخداما.
وأضاف: سياسات منصات التواصل الاجتماعي هي ترجمة لسياسات الاحتلال، والتضييق الذي يتم بحقنا كفلسطينيين نابع من ضغوطات الاحتلال الإسرائيلي، التي بدأت عام 2005 بعد موجة عمليات الطعن في حينه، حيث تنبه الاحتلال لأهمية منصات التواصل الاجتماعي في تشكيل رأي عام جماهيري، وكانت هناك اتصالات واجتماعات مكثفة بين الاحتلال وفيسبوك تبعها تضييق على المحتوى الفلسطيني الذي بات سياسة عامة تمت ترجمتها بشكل فج ومباشر على الرواية الفلسطينية، بحيث يسعى فيسبوك إلى خلق تغيير بنيوي على الخطاب الرقمي الفلسطيني.
وأردف الرفاعي: يريد فيسبوك التحكم بما يجب أن يتحدث به الفلسطيني، وما يحدث يتعدى مجرد الحديث عن منصة اتصال حديث أو عالم رقمي موازي، ليدخل في صناعة الرواية الفلسطينية وصناعة الوعي لجيل كامل يتعرض للتعبئة السياسية والوطنية والثقافية عبر هذه المنصة، مقابل إعطاء مساحة كبيرة للرواية الإسرائيلية.
وأوضح منسق صدى سوشال، أن فيسبوك لديه قسم معني بالسياسات بالشرق الأوسط من خلال عدد محدود من الموظفين، في حين هناك فريق خاص يعمل من داخل دولة الاحتلال وهو ما يثير الشبهات حول معايير فيسبوك.
وأكد، أن أي خطوات ضغط ومناصرة لها دور فعال، ورسالتنا واضحة، إذا سكتنا اليوم سنسكت للأبد، وسنكون مستقبلا أمام معضلة ليست بسيطة، ونحن بحاجة إلى تشبيك الجهود، واستثمارها بجدية واهتمام كبيرين.
من جانبه، قال نديم ناشف مدير مركز حملة، إن الموجودين في شركة فيسبوك يراقبون المضمون وهناك لعبة "قط وفار"؛ كلما تخطينا القيود الجديدة على المصطلحات يعاود فيسبوك ويحدث خوارزمياته.
وأضاف: لدى الأمريكيين هناك عقلية 11 سبتمبر التي لم تنته وإدارة المحتوى لا تقتصر على الموضوع الفلسطيني فحسب بل لها سياقات ثقافية، وكانت هناك قبل أسابيع تسريبات لأكثر من 4000 اسم، معظمهم من الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا، التي هي مناطق ثقافة إسلامية، ومن ضمن كل القائمة هناك اسمان لإسرائيليين فقط مقابلة أكثر من 55 اسما لفلسطينيين.
ويرى ناشف، أن فيسبوك لديها تشابك مصالح مع الاحتلال؛ تشابك تكنولوجي، علاقة اقتصادية كسوق من حيث الاعلانات والربح وغيره، وعلاقات سياسية بالمستويات العليا لدى الاحتلال.
وقال ناشف: تجاربنا تبين أن مجرد ذكر واحدة من الكلمات المفتاحية الخاصة بمعايير فيسبوك يتم اتخاذ إجراءات بحق المستخدم أو الصفحة بغض النظر عن السياق الذي جاءت فيه، في حين لا يتم التعامل بذات الطريقة مع الاحتلال والمحتوى الإسرائيلي.
وأكد، أن ملاحقة المحتوى الإسرائيلي بحاجة إلى جهد كبير جدا مقارنة مع المحتوى الفلسطيني، وهناك حرب روايات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وأكد تامر الأطرش، مستشار وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن الوزارة اجتمعت مع كل الأطراف الفلسطينية المعنية بالخصوص، وهناك جهد كبير يبذل بالخصوص، وكانت الحكومة كانت قد عقدت اجتماعات رسمية مع إدارة فيسبوك تحدث خلالها اشتية، وأشار إلى أن توثيق الانتهاكات لحقوق الإنسان والانتهاكات الجسيمة بحق الفلسطينيين تدخل ضمن إطار تتعرض فيه للتضييق والحجب من إدارة فيسبوك، ويريدون أن يمنعونا من توثيق هذه الانتهاكات.
وقال: كانت هناك مطالب صريحة بالحصول على معلومات من إدارة فيسبوك مثل تقديم حالات ونماذج ودائما نواجه بمحاولة للمراوغة والتهرب من تقديم إجابات موضوعية.
وأشار، إلى أنه تم تشكيل لجنة وزارية لتعزيز الرواية الفلسطينية تتكون من وزارات الثقافة والعدل والمالية والخارجية وممثلين عن القطاع الأهلي والمجتمع المدني والقطاع الخاص، لها دور يمكن أن تلعبه في اتجاه أن يستمر الصوت الفلسطيني والرواية الفلسطينية بأن تكون حاضرة على ألسنة العالم.
وأردف: هناك لجنة أخرى لها علاقة بالحقوق الوطني الفلسطينية لرصد الانتهاكات وإعداد خطط عمل ودراسة الخيارات لمواجهة هذه القضية وطرحت عدة خيارات، من بينها إمكانية حجب موقع فيسبوك في فلسطين، وهذا يعتمد على مصادر الإنترنت لدينا وهنا ندين التغول الحاصل في السوق الفلسطينية من الشركات الإسرائيلية التي تقدم خدمات الاتصالات في المناطق الفلسطينية.