نابلس - خاص قُدس الإخبارية: "معاناة" يومية، يعيشها طلاب مدارس قرية اللبن الشرقية جنوب نابلس، في الطريق إلى المدرسة حيث ينتشر جنود الاحتلال وميليشيات المستوطنين، الذين يخططون لإجبارهم على ترك مدارسهم والاستيلاء عليها.
تقول الصحفية أحلام دراغمة، إن "حرب الاحتلال" على مدارس اللبن الشرقية، بدأت منذ سنوات طويلة، وأشارت إلى أن مدارس القرية المشتركة مع الساوية تقع على الطريق الواصل بين محافظتي رام الله ونابلس، حيث تمر مركبات المستوطنين المحمية من قوات الاحتلال.
وأضافت في لقاء مع "شبكة قدس": "بشكل دائم تتمركز دورية لجيش الاحتلال، قرب المدرسة، وفي الفترة الماضية أجبرت الطلاب على المرور بطريق أخرى طويلة، ومنع إكمال عملية إصلاحها، ومنذ أسبوع تكررت الاعتداءات بشكل يومي، واندلعت المواجهات على مدخل البلدة".
منذ أسبوع يحضر مستوطن قرب مدرسة البنات ويصور الطالبات ويقوم بممارسات أخرى استفزازية، تقول أحلام، ويزعم أن زوجته تعرضت للرشق بالحجارة وقد حضرت مجموعة أخرى من المستوطنين لمساندتهم في عدوانه على الطلاب، وأجروا حفلة استفزازية في المكان وحاصروا مدرسة البنات، وتم إخلائها لاحقاً بمساعدة من الأهالي.
وأكدت أحلام أن الاحتلال يخطط لإجبار الطلاب وأهاليهم على إخلاء المدارس، وكشفت أن المستوطنين نشروا على مواقع التواصل الاجتماعي أنهم ينوون تغيير اسم مدرسة البنات إلى "بروكلين اليهودية"، بعد الاستيلاء عليها، تزامناً مع تحريض مواقع مقربة من جيش الاحتلال مثل "0404" على القرية وطلابها.
وحاول جيش الاحتلال إغلاق مدرسة الذكور أكثر من مرة، كما تروي، وأصدر أكثر من قرار عسكري بذلك لكن الأهالي والمجلس القروي ووزارة التربية كانوا يحضرون ويفتحون المدرسة ويمنعون إغلاقها.
وعن تأثير القمع المستمر على نفسية الأطفال والطلاب، تقول: "من المؤكد أن ما يجري من اعتداءات يؤثر بشكل سلبي على نفسية الأطفال، خاصة الطلاب الذين يلتحقون بالصفوف الأولى من المدرسة، ونسمع ذلك من أطفال العائلة، الذين باتوا يخافون الذهاب للمدرسة بسبب انتشار قوات الاحتلال والمستوطنين".
وأشارت إلى أن الأوضاع الحالية من استمرار إغلاق المدرسة لأيام، يؤثر أيضاً بشكل كبير على الوضع التعليمي للطلاب والطالبات، وقالت: "يوجد أيضاً تقصير من الأهالي، في الأسبوعين الماضيين تعطلت المدرسة لعدة أيام، وهذا له انعكاس خطير على الوضع التعليمي، في حال استمر".
وأضافت: "المجلس القروي ينزل بشكل دائم إلى الشارع لمساندة الطلاب، والأهالي لهم مشاركة جيدة، ووزارة التربية وتحضر بالإضافة للخارجية لتوثيق الانتهاكات، لكن لا توجد حماية فعلية للطلاب والطالبات، قبل سنوات حصلت اللبن الشرقية على مشروع لبناء مدرسة للطالبات في داخل البلدة، لكن توقف بسبب عملية نصب، ثم عادوا لإكماله لكنه توقف مجدداً بسبب مشاكل في العمل".
وأكدت على حاجة قضية مدارس اللبن الشرقية لتفعيلها على وسائل التواصل الاجتماعي، وأشارت إلى أن حضور النشطاء الأجانب قبل جائحة "كورونا" وتوثيق الانتهاكات كان يجبر الاحتلال على تقليل الاعتداءات.
وقالت: "المدارس موجودة في هذه المنطقة منذ الأربعينات، قبل قيام دولة الاحتلال، ولا أفضل خيار نقلها إلى داخل البلدة".