الخليل - خاص قدس الإخبارية: أثار قيام وزارة الإعلام الفلسطينية في رام الله بإبلاغ إدارة إذاعة علم في مدينة الخليل بأنه "يمنع عليها الحديث في مواضيع سياسية أو اقتصادية"، بحجة أنها "إذاعة تعليمية" تتبع لجامعة، تساؤلات حول أسباب هذه الخطوة.
وبحسب إذاعة "علم" فقد تم إبلاغهم شفويًا بأن قرار تحويل الإذاعات الجامعية لتعليمية صدر بالفعل عن رئاسة الوزراء وتمت المصادقة عليه، إلا أن تنفيذه ما زال قيد الدراسة، ولم يتم تعميمه على الإذاعات بناء على هذا الأساس، وأن إبلاغهم بالأمس من مديرة دائرة في وزارة الإعلام بالقرار ما هو إلا خطأ فردي".
وتفاعل صحافيون ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي مع الحدث بصورةٍ لافتة رافضين القرار الشفوي الصادر عن وزارة الإعلام، لكون الإذاعة تعمل بمنهج مهني وتغطي الملفات الفلسطينية الداخلية على كافة الصعد بما في ذلك الشق السياسي والاجتماعي.
في السياق، كتبت مديرة الإذاعة عرين أبو شرار: ""إذاعة علم" من الخليل، التي شُهِد لها بالمهنية والجرأة في الطرح اليوم تبلغنا من وزارة الإعلام بقرار أن تُحَوّل الإذاعة برامجها لبرامج تعليمية فقط حكولنا ممنوع السياسة والاقتصاد بس تعليمي قالوا " الإذاعة تابعة للجامعة"".
من جانبه، كتب محمود نواجعة منسق حركة المقاطعة الدولية: "كنت أحد الضيوف المتكررين على إذاعة علم مع محمد الأطرش، وكان للإذاعة من الجرأة أن تطرح المواضيع الحساسة والمهمة والتي تنتقد السلطة بشكل واضح، ولا ترضخ لضغوطات رأس المال وتتناول كل قضية وطنية وتفرد لها مساحة واسعة، تتحلى بمهنية عالية وبجمهور واسع، وبطاقم رائع! تحاول وزارة الإعلام اسكاتها في اعتداء واضح على حرية الرأي والتعبير بحجة أن الاذاعة تابعة للجامعة، وكأن الجامعات تنسلخ عن مجتمعها وقضاياه وليست جزء منها! موقف الوزارة مخزي ومعيب وعليها بالتراجع عنه".
أما مهند قفيشة فكتب: "عملت ضمن طاقم اذاعة علم لمدَّة قاربت السنة وشهرين كَـ "مراسل ومقدم برامج اذاعية" وحظيت برفقة زملاء مهنيِّين لأبعد الحدود وإدارة مميَّزة تعلم خبايا العمل الاعلامي بأخلاقياتِه ومهنيَّته ومصداقيَّته".
وأضاف: "استغربت جدًا عندما سمعت بأنَّ وزارة الاعلام أبلغت إدارة الاذاعَة بأن تحوِّل برامجها لبرامج تعليميَّة فقط ومنع بث البرامج السياسيَّة والاقتصاديَّة بسبب أن الاذاعة تابِعة لجامعة الخليل كما ادَّعوا".
واستكمل قائلاً: "مشكلة كبيرة بأنَّ الجهة المسؤولة عن المؤسسات الاعلاميَّة هي طرف في محاربَة مؤسَّسة إعلاميَّة ومهنيَّة كبيرة يشهد لها الجَميع في أنحاء الوطن الفلسطيني ومستغرِب جدًا من ترك الوزارة لمؤسَّسات إعلاميَّة أخرى تقدم هُراء إعلامي بدون رقابَة ولا حتى محاسَبة رغمَ علمهم الكامِل بمحتواه".
أما المختص في الشأن العبري رازي نابلسي فكتب متضامنًا: "إذاعة علم بالخليل، كانوا يتواصلوا معي كثير بفترة وكُنت اطلع عندهم. كان دايمًا، عندي شعور انهم إذاعة مش كثير منتشرة، إسمها "مش تريند" زي ما يُقال، بس بنفس الوقت كُل مُقابلة كُنت احس انه فيها شباب بدها تشتغل، بدها تعمل وبدها تتقدّم رغم الإمكانيّات. وهذا، السبب اللي خلّاني احاول وينتا بقدر اقول آه وقد ما يمكن أقل اعتذر".
واستطرد قائلاً: "امبارح، السُلطة ووزارة التعليم التابعة لها، اللي بدل ما تهتم تشوف ليه فلسطين خرجت من التصنيف العالمي لجودة التعليم، أبلغوا إدارة الإذاعة بضرورة تكون برامجها فقط تعليميّة. أولًا، بهاي اللحظة تأكّدت انه شعوري صحيح، وإنُّه في ناس بالإذاعة بدها تشتغل وعم تشتغل رغم الإمكانيّات. وثانيًا، لو في وزارة تعليم فلسطينيّة حقيقيّة، كان لازم تقول: فلسطين، قضاياها السياسيّة، هو أساس كُل تعليم إنسانيّ سليم، ومش تستغل كلمة "تعليم"، لإعدام معنى العلم في السياق الفلسطيني كُل التضامن، مع إذاعة علم، مع التعليم الحقيقيّ ومش التجهيل المُسمّى زورًا تعليم".
في ذات السياق، كتب الصحافي جهاد بركات: "يقوم الزملاء في راديو علم بجهد كبير في معالجة مواضيع لا تناقشها كثير من إذاعات البلد التي يربط مدراء بعضها علاقات مصلحية بالمسؤول الفلاني أو العلاني، علاقات تمنع من أن يكون في إذاعاتهم نقاش حقيقي لهموم الناس السياسية والاقتصادية والاجتماعية".
واستطرد قائلاً: "بعضهم يختار أسلوب "الله يسعدك" عند حوار مسؤول، وهذا ما يراد للإعلام في وقتنا هذا، يا مسؤول "الله يسعدك" ويا مواطن الله يعينك اصبر واسكت هل ما تتعرض له إذاعة علم محاولة أخرى للسيطرة على الفضاء العام".
وتساءل بالقول: "لماذا يسمح للإذاعات والتلفزات التابعة للجامعات تقديم برامج ترفيهية بعضها لا يليق بجامعات عريقة، ويمنع على راديو علم العمل في التغطية السياسة الاجتماعية الاقتصادية، ويطلب كنها الاقتصار على البرامج التعليمية".
من جانبه، كتب الإعلامي أكرم الجرجيري قائلاً: "يبدو أن مفهوم الحكومة للإذاعة التعليمية، هو تحديد ماذا يجب أن يقال في هذه الإذاعة، فمثلاً لا تتحدث يا Mohamad Alatrash بالسياسة أو بالاقتصاد أو بالقانون، و إدارة الإذاعة عليها أن تصمت وتضبط الإذاعة للتحدث عن أي شيء بعيد عن كل المواضيع المذكورة أعلاه، وعلى مهندسي الصوت أيضاً أن تكون أغانيهم "أ ب بوباية، قلم رصاص ومحاية، الوزارة بتكتب على اللوح، وإحنا نعيد وراها".