رام الله - خاص قدس الإخبارية: تصاعدت عمليات إطلاق النار التي ينفذها مقاومون في مناطق الضفة المحتلة تجاه جنود الاحتلال بشكل شبه يومي وفي أكثر من مدينة وبلدة خاصة بالتزامن مع عمليات الاعتقال.
وباتت عمليات الاقتحام اليومية التي يقوم بها جنود الاحتلال لا تمر إلا بمواجهات وعمليات إطلاق النار بشكل مكثف تجاههم من قبل المقاومين لا سيما في مناطق شمال الضفة التي تشهد تصاعداً ملموساً على صعيد العمليات وظهور المقاومين بسلاحهم.
وكشفت القناة 12 العبرية النقاب عن لقاء جمع رئيس الشاباك الجديد رونين بار بالرئيس محمود عباس في رام الله، تم خلاله بحث منع حركة حماس من تعزيز مكانتها ونشاطها في الضفة، لا سيما بعد المشاهد التي خرجت لمقاومين مسلحين محسوبين على الحركة خلال جنازة القيادي في الحركة ووزير الأسرى الأسبق وصفي قبها.
ويتفق محللان في الشأنين السياسي والإسرائيلي على أن الاحتلال متخوف وقلق للغاية من تصاعد هذه العمليات وعلى وجه الخصوص في مناطق شمال الضفة التي تتميز بأنها مناطق تماس مع المناطق المحتلة عام 1948 وهو ما قد يدفع نحو عودة العمليات مستقبلاً.
في السياق، قال الكاتب والمحلل السياسي ساري عرابي إن الاشتباكات على المستوى الشعبي والجماهيري هي حالة معتادة في الضفة إذ أن الاحتلال لا يقتحم مدينة أو بلدة إلا ويواجه مواجهة فلسطينية، لكن على الصعيد المسلح فهناك تصاعد وإن كان يسير ببطئ منذ عام 2014 إلا أنه لم ينقطع وهناك بروز لظاهرة المطاردين.
وأضاف عرابي لـ "شبكة قدس": "منذ عام 2014 وإلى الآن والضفة تشهد حالة مقاومة قد لا تكون واسعة إلا أنها لا تنقطع، لكن هذه الساحة تواجه ظروف صعبة كونها محتلة، ولا بد أن تمتلك دورها وتسعى لاسترداد الدور المقاوم الذي كانت تلعبه في السابق".
ويعتقد الكاتب والمحلل السياسي أن بعض الأسباب والتي منها الانقسام الفلسطيني لم يعد لها تأثير على انتشار العمل المقاوم المسلح مع فقدان السلطة لصورتها ومصداقيتها أمام الحاضنة الشعبية والجهمور خصوصاً مع استمرار سياسات الاحتلال في الاستيطان والتهويد، وعدم وجود أفق سياسي للسلطة.
ورأى عرابي أن تمتد الحالة الحالية المسلحة إلى ما يشبه نموذج الانتفاضة الثانية "الأقصى" هو أمر صعب في المنظور القريب، مستدركاً: "لكن ستبقى حوادث الاشتباك مستمرة ولن تنقطع مع الاحتلال إلى جانب أنها قد تتمدد لمدن أخرى ولكن هذا لا يعنى أن الأمر سيتحول لانتفاضة".
ويؤكد الكاتب والمحلل السياسي على أن الظرف الحالي مقلق لحد كبير بالنسبة للاحتلال الذي يحذر مراراً من أن الهدوء مخادع، أما السلطة فقلقة هي الأخرى لأن وجودها مرتبط بحالة الهدوء القائمة.
من جانبه، قال المختص في الشأن الإسرائيلي حسن لافي إن تكرار هذه الحوادث وزيادة وتيرتها يؤشر إلى أن الضفة تغلي وأن الاستقرار والهدوء سطحي مع وجود سخط شعبي فلسطيني في ظل الاستيطان والتهويد والحواجز في الضفة وهو ما قد يتطور إلى حالة مواجهة عسكرية.
وأضاف لافي لـ "شبكة قدس": "تكرار حوادث إطلاق النار يؤشر لوجود بنية تحتية للمقاومة قد تنجح في تنفيذ عمليات أكثر دقة وخطورة ضد المستوطنين وجيش الاحتلال في الضفة وهو ما قد يؤدي إلى نموذج يحتذى به في الضفة الأمر الذي يضع قرابة مليون مستوطن في خطر".
واستكمل قائلاً: "ما يجري يعكس ضعف التنسيق الأمني ووجود عقيدة فلسطينية في صفوف الشباب ترفض الهدوء، إذ أن ما جرى في جنين من إقالات لبعض المسؤولين الأمنيين في السلطة مؤشر واضح على القلق من انتشار السلاح في مناطق شمال الضفة المحتلة التي باتت مركز للمقاومة".
وعن إمكانية عودة العمليات داخل الأراضي المحتلة، علق لافي قائلاً: "هذا الموضوع وارد بقوة وتكرار عمليات إطلاق النار من قبل المقاومة وزيادة البنية التحتية لها في شمال الضفة وضعف التنسيق الأمني والاقتراب الجغرافي من مناطق الداخل يساعد في عودة العمليات النوعية في العمق الإسرائيلي لكن يجب أن تتوفر الظروف الميدانية لذلك".