غزة - متابعة قدس الإخبارية: يشهد قطاع غزة منذ عدة أيام تحليقًا مكثفًا لطائرات الاستطلاع والطائرات بدون طيار تزامنًا مع استمرار حالة الهدوء وعدم وجود أية إرهاصات لقرب حدوث جولة تصعيد قريب مع الاحتلال الإسرائيلي.
وتصاعدت وتيرة التحليق المكثف للطائرات في القطاع في أوقات غير محددة وعلى مستويات منخفضة جعلت السكان يلاحظون وجود تحليق غير اعتيادي مشابه لذلك الذي يسبق جولات التصعيد أو المعارك التي تخوضها المقاومة الفلسطينية.
ولا يعتمد الاحتلال على نوع واحد من الطائرات المسيرة في عملية رصد القطاع بل على عدة أنواع منها "راكب السماء" و "سكاي لايت" بالإضافة إلى الطائرات المأهولة والتي تحتوي على ضباط من مخابرات الاحتلال ووحداته الخاصة.
وخلال الأيام الأخيرة كثفت المقاومة الفلسطينية من تجاربها الصاروخية عبر إطلاق دفعات شبه يومية تجاه بحر غزة الذي تحول إلى ميدان للرماية بالنسبة لها من أجل تطوير القدرات استعدادًا لأي معركة قريبة مع الاحتلال الإسرائيلي.
وبالتوازي مع ذلك، فقد أطلقت المقاومة الفلسطينية طائرة مسيرة بدون طيار زعم الاحتلال تمكنه من إسقاطها وهي في طريق عودتها، بالتزامن مع معلومات عن نقل الاحتلال رسالة للمقاومة عبر الوسيط المصري لطلب الهدوء وعدم تصعيد الأوضاع.
وفي السياق، قال الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي سعيد بشارات تعليقًا على التحليق المكثف لطائرات الاحتلال: "كما هو معروف تم إقرار الميزانية في كيان العدو "إسرائيل" قبل أيام، وهذه الميزانية أُقر خلالها قانون الترتيبات، وهو عبارة عن الخطة التي ستسير عليها الوزارات في تنفيذ ما عرضته من خطط عمل".
وأضاف بشارات في حديثه لـ "شبكة قدس": "من ضمن الوزارات التي حصلت على نصيب - "مزرعة أسود" من الميزانية، وزارة الجيش والاذرع الأمنية، وفور حصول غانتس على حصته، سارع كوخافي إلى أخذ المال وتوجه إلى الكرياه وبدأ فورًا العمل".
وبحسب المختص في الشأن الإسرائيلي فإن "هذا العمل انصب على تنفيذ خطة تنوفا التي بقيت في درج مكتبه طوال 3 سنوات من عُمر الشلل السياسي الذي ضرب الكيان، والآن حان الوقت لتنفيذ الخطة، سواء ما يتعلق بهيكلية الجيش، أو رواتب المُتقاعدين والنظاميين والدائمين وغيرهم".
واستكمل قائلاً: "الخطة تحتوي أيضاً على برنامج عملياتي تدريبي وحقيقي، وهي مكونة من صناعة جيش يملك كم هائل من المعلومات، هذه المعلومات تحتاج عمل متواصل على مدار الساعة لجمعها من سماء وأرض غزة ومن الساحات الأخرى، لبناء ما اسماه بالبنك الالكتروني للمعلومات اللازمة لساعة الصفر، كوخافي في لحظة جلوسه مرتاحًا في الكرياه، أصدر تعليماته إلى كافة أذرع الجيش بالنزول إلى الميدان في خطة تدريب مُكثفة ومتواصلة".
ووفقاً لبشارات "فقد صدرت الأوامر للاحتياط للمشاركة في التدريبات دون تأخير، وكذلك أخرج كل المعدات القديمة والحديثة لتمارس التدريب في الميدان، ربما فعل ذلك أخذًا بتوصيات يتسحاك بريك من خارج الجيش، ولأن خطة تنوفا تتكون من عنصر الحرب والأذرع مُتعددة المجالات أو الابعاد، لذلك كل الجيش بكافة أذرعه العسكرية والأمنية تشارك اليوم في المُناورات وبكافة المُعدات، ولا تركز فقط على قطاع غزة لوحده بل أيضاً تعمل في الساحات الأخرى التي تعتبرها المؤسسة العسكرية ساحات استراتيجية".
واعتبر أنه لا يوجد شيء عبثي عند الاحتلال من كثافة الطيران في سماء غزة، إذ أن ما يجري اليوم هو أن الميزانية حولت لكوخافي لتنفيذ خطته تنوفا، وتنوفا قائمة على جمع أكبر كم هائل من المعلومات اللازمة لأي مواجهة قادمة على غزة، وذلك يحتاج لمناورات كثيفة جداً في دولة الاحتلال بحيث لم يبق أحد من الاحتياط ومن الجنود العاديين في بيته.
ولم يستبعد بشارات أن يكون الطيران المكثف مرتبط بالبحث عن الجُنود الأسرى، مستكملاً: "ربما الاحتلال في عجلة من أمره لأن الأسرى يؤثرون على الروح داخل الجيش، ربما لدى الاحتلال معلومات مُعينة عن شيء مُعين".
