نابلس - خاص قُدس الإخبارية: أزالت بلدية نابلس البسطات من السوق الشرقي، في المدينة، فجر اليوم، وسط انتشار كثيف للأجهزة الأمنية الفلسطينية.
وقال مراسلنا، إن الأجهزة الأمنية الفلسطينية أطلقت قنابل الصوت، خلال عمليات الإزالة التي نفذتها جرافات بلدية نابلس، وأشار إلى أن الباعة في المنطقة أعلنوا رفضهم للقرار.
وخلال عمليات الإزالة، اعتقل عناصر من الأجهزة الأمنية الفلسطينية الزميل الصحفي مجاهد طبنجه، خلال تغطيته للحدث، كما قالت عائلته لمراسلنا، كما منعت صحفيين آخرين من التغطية، وفقاً لزملاء من الميدان.
"شبكة قدس"، تواصلت مع بلدية نابلس المسؤولة عن منطقة السوق الشرقي، للحصول على توضيح حول اعتقال الزميل طبنجه، وقالت العلاقات العامة في البلدية إنها "لا تعلم عن اعتقاله وستتواصل مع الجهات المختصة لمعرفة التفاصيل".
وأضافت أن إزالة البسطات من منطقة السوق الشرقي تم "تنفيذاً لقرار قضائي"، حسب وصفها.
من جانبه، قال ممثل نقابة الصحفيين في نابلس جعفر اشتية في حديث مع "شبكة قدس"، أن عناصر من القوة الأمنية المشتركة التي غطت عملية إزالة السوق اعتقلوا الزميل طبنجه، وتجري النقابة حالياً اتصالات لمعرفة التفاصيل والإفراج عنه.
وحول تفاصيل ما جرى في المنطقة، أوضح أحد الباعة في السوق: "أبلغنا قبل 4 أيام أنه سيتم طردنا من السوق، لأن صاحب المجمع كسب قضية في المحكمة، والبلدية أقرت له بأنه يجب أن لا نبقى في المكان".
وتابع: "طلبنا مهلة 48 ساعة حتى نستطيع حل الموضوع، الليلة حضروا بقوة عسكرية وجرافات ودمروا المكان"، وأكد أن "المشكلة الأكبر التي تواجه الباعة في المنطقة، هو أين البديل الذي ستتوجه له لتوفير لقمة عيشها؟ أنت كمسؤول يجب أن توفر البديل".
وأضاف في حديث لمراسلنا: "لنا عائلات وأطفال ونحتاج للعمل، نناشد المسؤول الذي نفذ القانون أن يجد لنا البديل المناسب في المكان المناسب، بأسرع وقت ممكن، لو نظرت إلى كل أصحاب البسطات معظمهم من أصحاب الحاجات الخاصة والنساء وكبار السن".
وقالت نعمة مصطفى، صاحبة بسطة في السوق في لقاء مع "شبكة قدس": "أعمل مع شقيقتي في السوق، في البداية بعد حرق السوق تم جرف البسطات، ثم عدنا للعمل بعد أن اضطررنا لأن نتداين كي نعيد بناء البسطات، ولم يقل لنا أحد من المسؤولين حينها لا تعيدوا بناء البسطات".
وعن معاناتها بعد هدم السوق: "عندي 15 شخص مصدر رزقهم البسطة التي أعمل فيها، فش واحد بفوت حبة بندورة على الدار، إذا أنا ما فوتها، المصاري اللي بطلعها من البسطة بحطهم في الأكل، ما اللي دخل ثاني، الليلة أجينا قعدنا صاروا يضربوا علينا قنابل الغاز والصوت، وضربوا ولد صغير".
من جانبها، قالت أم ثائر خيزران احدى العاملات في السوق: "البسطة كلفتني 20 ألف شيقل، وهي تعيل 3 عائلات"، وفي رسالة للمسؤولين: "كلهم تاعين مقاعد وكراسي ومصالح، اللي اله مصلحة بعمل".
ورداً على إعلان البلدية أن الهدم تم بناء على قرار قانوني: "لم يعطونا عقد ولا شيء، هم من عمل لنا العرايش والبسطات، كنا ندفع رسوم ولم يكونوا يدفعوا لصاحب الأرض، هذه المرة السادسة التي نتعرض فيها لكارثة من هذا النوع، لماذا تركونا نبني ونعمر ما دام هناك قرار بإزالة السوق".
وأضافت في لقاء مع مراسلنا: "حسبي الله ونعم الوكيل في كل أحد له يد في هدم المجمع"، حسب وصفها.
وفي سياق متصل، اعتبر مدير العلاقات العامة في شرطة نابلس أمجد فراتحة أن "المنطقة المقام عليها السوق الشرقي هي أرض خاصة وليست حكومية وقرار الإزالة جاء من البلدية".
وتعليقاً على من يربط بين الحريق الذي اندلع في السوق قبل شهور وعملية الإزالة، قال فراحته لشبكة قدس: "لا أعتقد أن بين الحدثين أي علاقة، الحريق لم يكن مفتعلاً بل اندلع بفعل تماس كهربائي في أحد الأعمدة، وهذا ما كشفته كاميرات المراقبة".