دمشق - خاص قدس الإخبارية: شنت دولة الاحتلال الإسرائيلي خلال الأعوام الماضية عشرات الغارات داخل سوريا، كان آخرها الخميس 14 أكتوبر 2021. ويوم أمس السبت أُعلن عن اغتيال مسؤول ملف الجولان في الحكومة السورية الأسير المحرر مدحت الصالح، وقد أثيرت تساؤلات حول أسباب عدم الرد سوريا على هذه الاعتداءات المتكررة.
وعلى الرغم من ازدياد أعداد الغارات المنفذة ومناطق أهدافها، إلا أن النظام السوري لم يرد على أي عدوان إسرائيلي باستثناء بعض صواريخ الدفاع الجوي المضادة للغارات.
وفي حديثه لـ "شبكة قدس"، يقول الصحفي السوري المتخصص بالشؤون الإسرائيلية خالد خليل "إن النظام السوري لم يرد على الغارات الإسرائيلية عندما كان يتفرد بقراره السيادي، فكيف الحال الآن في ظل وجودٍ أجنبي متعدد أبرزه روسيا وإيران"، على حد وصفه.
وينوّه خليل إلى أن الغارات الإسرائيلية لا تقصد النظام السوري على وجه الخصوص، وإنما تستهدف التموضع العسكري الإيراني على أرض سوريا، مع وجود بعض الاعتداءات التي تستهدف القواعد العسكرية للنظام كنوع من رسائل التحذير لمنع الإيرانيين من استنساخ تجربة حزب الله في جنوب لبنان.
بعد عام 2011، تعزز الوجود العسكري الروسي في سوريا كحليف مباشر للنظام السوري، وفي مايو 2018 نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، أن روسيا و"إسرائيل" توصلتا إلى تفاهم يقضي بضرورة إبقاء إيران وحزب الله بعيدين عن الحدود الشمالية لـ "إسرائيل" مع سوريا.
من جانبٍ آخر، يرى الكاتب والباحث د. عادل سمارة أن العديد من الحروب تجري داخل الأراضي السورية، وأنها لا تستطيع مواجهة الكيان المحتل وحدها، موضحًا أن أي احتلال أو اعتداء على أراضي أي دولة يتم وسط صمتٍ من الدول الأخرى أو بمشاركتها.
وتعليقًا على ما يصرّح به النظام السوري من أنه سيرد في الوقت والمكان المناسبين، يعقّب سمارة، في حديثه لـ "شبكة قدس"، "إن لجوء سوريا إلى التصريح بالرد في الوقت المناسب أفضل من القول إنها سترد وحسب، لأنها حين لا ترد تفقد مصداقيتها، الأهم أنه هل بوسع سوريا الرد على الكيان الصهيوني وقوى أجنبية تحتل بعضًا منه؟"، بحسب وصفه.
ويختتم سمارة قوله: "علينا أن نضع في الاعتبار دائما القاعدة الأساسية: هل النظام الذي نتحدث عنه وطني أم لا؟ إذا كان رأينا أنه وطني، فتكون الإجابة أن أهل مكة أدرى بشعابها، ومن هو في المعركة أعرف بظروفه، وإذا كان النظام تابعًا أو في شبهة، نكون أكثر جرأة على نقده."
لكن وبحسب الكاتب والمحلل السياسي ماجد عزام فإن عدم استهداف الاحتلال المباشر للنظام السوري يقع في صلب التفاهم الروسي- الإسرائيلي، الذي يصفه بـ "حمايةً للغارات الإسرائيلية"، مع موافقة روسية على قصف أهداف للتموضع الإيراني أو مواقع للنظام تستخدمها إيران.
ويقول عزام، في حديثه لـ "شبكة قدس"، إن الأنظمة العربية فشلت في إعداد القوة واستثمار مصادرها كما ينبغي، وأن النظام السوري لم يرد على أي عدوان إسرائيلي حتى قبل "الثورة"، مستدركًا: "هذا في حال افترضنا وجود نية وإرادة حقيقية للرد على الاعتداءات الإسرائيلية."
ويقرأ الكاتب الفلسطيني في عدم وجود أي تصعيد سوري ضد العدوان الإسرائيلي، "أن حلفاء النظام لا يريدون التصعيد مع "إسرائيل"، خشية من أن يطيح هذا التصعيد بالنظام السوري نفسه."