القدس المحتلة - خاص قُدس الإخبارية: كشفت القناة "13" العبرية، يوم أمس، أن بلدية الاحتلال في مدينة القدس تروج لبناء 10 آلاف وحدة استيطانية في منطقة مطار قلنديا شمال المدينة.

وبدأت دولة الاحتلال الإسرائيلي بالتخطيط لإقامة مشاريع استيطانية، على أراضي المطار، منذ سنوات، بهدف خلق فصل بين التجمعات الفلسطينية شمال القدس المحتلة عن المدينة.

أقيم مطار قلنديا أو ما كان يعرف باسم (مطار القدس الدولي)، خلال فترة الاحتلال البريطاني لفلسطين، ولاحقاً استخدمته السلطات الأردنية، وبعد احتلال 1967 سيطرت "إسرائيل" عليه واستخدمته في رحلات داخلية، وأعلنت عن ضمه إلى حدود بلدية القدس في عام 1981، وبعد انتفاضة الأقصى عام 2000 قررت إغلاقه وأقامت على أراضيه حاجز قلنديا.

في فبراير 2012 قررت بلدية الاحتلال تحويل المطار إلى منطقة صناعية، وتم تجميده بفعل ضغوط سياسية دولية، وفي عهد الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، قرر وزير الاستيطان في حكومة الاحتلال يوآف غالانت استئناف المشروع الاستيطاني على أراضي المطار.

وقال الخبير في شؤون الخرائط والاستيطان، خليل التفكجي، أن المشروع الاستيطاني في المنطقة يندرج في إطار مشروع "القدس الكبرى" الإسرائيلي، ويهدف لإنهاء قضيتي القدس ومطار قلنديا بشكل نهائي، وأوضح أن المشروع سيقام على مساحة 10 آلاف دونم.

وأضاف في حديث مع "شبكة قدس"، أن بلدية الاحتلال بدأت منذ شهور بإقامة بنية تحتية لبناء المشروع الاستيطاني، بينها نفق يربط المستوطنات خارج حدود بلدية الاحتلال في القدس مع المستوطنات في الداخل، لإقامة "القدس الكبرى"، وفق التوصيف الإسرائيلي.

وقال إن الاحتلال يخطط لربط مستوطنات "كوخاف يعقوب"، و"بيت إيل" وغيرها من التجمعات في شمال القدس وقرب رام الله، مع المستوطنات في القدس المحتلة.

ومن بين الأهداف الاستراتيجية للمشروع، وفقاً لتفكجي، هو فصل التجمعات الفلسطينية في كفر عقب وقلنديا وغيرها، عن القدس المحتلة.

وحول النفق، أوضح: العمل في النفق يتم تحت الإنشاءات الاستيطانية وسيربط المستوطنات مع بلدية الاحتلال في القدس.

وأكد أن الاحتلال يعمل لإلغاء مطار القدس، باعتبار أنه يتعامل مع القدس كعاصمة له، لذلك فإن إلغاء المطار ضمن هدف استراتيجي هو منع إقامة دولة فلسطينية والقول إنه لا توجد إلا قدس واحدة وهي تحت السيطرة الإسرائيلية.

وفي سياق متصل، قال الخبير في الاستيطان جمال جمعة، إن المشروع "القديم" ويهدف لهدم أحد المعالم التاريخية في محافظة القدس، وهو مطار قلنديا، ومساحة الأراضي المحيطة بالمطار واسعة، وهي المساحة الوحيدة التي بقيت فارغة من الاستيطان في المنطقة.

واعتبر أن المشروع الاستيطاني في المطار يشكل "حائطاً استيطانياً"، بين القدس والمناطق المحيطة بها في الضفة المحتلة.

وأضاف لشبكة قدس، أن المشروع يندرج ضمن عملية ربط لحلقة مستوطنات حول القدس، ويأتي في سياق مشاريع بنية تحتية يقوم بها الاحتلال في أنحاء الضفة لتأسيس نظام فصل بين الفلسطينيين والمستوطنين.

وأشار إلى أن الاحتلال يعمل حالياً على إقامة نفق يمر من أسفل حاجز قلنديا، يربط المستوطنات التي تقع ضمن الكتلة المعروفة إسرائيلياً باسم "بنيامين"، مع التجمعات الاستيطانية في القدس، وستكون جزء من شبكة المستوطنات المحيطة بالقدس، لإحكام الحلقة على المدينة.