بغداد - قُدس الإخبارية: كشفت مصادر إعلامية، عن عملية خداع تعرض لها المشاركون في المؤتمر الذي عقد في مدينة أربيل بإقليم كردستان، شمال العراق، يوم الجمعة الماضية، ودعا إلى تطبيع العلاقات مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.
ونقلت صحيفة "العربي الجديد"، عن مصادر في بغداد وصفتها بأنها "رفيعة"، أن المدعوين للمؤتمر في أربيل تم إبلاغهم أنه يعقد حول "حوار الأديان الإبراهيمية والدعوة إلى التقريب والسلام ونبذ الإرهاب والتطرف"، من دون ذكر دولة الاحتلال الإسرائيلي أو قضية التطبيع.
وأضافت أن رئيس قوات الصحوة العشائرية، وسام الحردان، وشيخ يدعى "أبو محمد" من من نينوى ومقيم في أربيل، وشخصيات أخرى مثل سعد عباس وعامر الجبوري، وموظفة في وزارة الثقافة تدعى سحر الطائي، شاركوا في الدعوة المؤتمر.
وكشفت نقلاً عن مصدر أمني عراقي، أن "تمويل المؤتمر بالكامل وتنظيمه حصل من قبل مركز (اتصالات السلام)، ومقره نيويورك، أما رئيسه فيهودي من أصل عراقي يدعى جوزيف رود، شارك في المؤتمر".
وأكد أنه "جرى إيقاع وخداع عدد غير قليل من الشخصيات للحضور، وهو ما يفسّر صدور أكثر من 40 بياناً لاحقاً، تضمنت الإعلان عن التبرؤ من المؤتمر والانسحاب من البيان الختامي والتوضيح بشأن المؤتمر ومخرجاته".
وقالت نقلاً عن مصادر مطلعة على المؤتمر، إن "عدد الحضور تناقص فيه خلال ساعته الأخيرة، من 203 أشخاص إلى أقل من مائة شخص".
وفي ختام المؤتمر ألقت الموظفة في وزارة الثقافة العراقية، سحر الطائي، البيان الختامي: "نطالب بانضمامنا إلى اتفاقيات إبراهيم"، في إشارة إلى اتفاقيات التطبيع التي وقعتها الأنظمة في البحرين، والإمارات، والمغرب مع دولة الاحتلال.
وجاء في البيان: "نحن أيضاً نطالب بعلاقات طبيعية مع إسرائيل، وبسياسة جديدة تقوم على العلاقات المدنية مع شعبها بغية التطور والازدهار، لا يحق لأي قوة، سواء أكانت محلية أم خارجية، أن تمنعنا من إطلاق مثل هذا النداء".
ولاحقاً، أصدر مجلس القضاء الأعلى في بغداد، مذكرة إلقاء قبض بحق ثلاثة من المشاركين في المؤتمر. وأدانت الرئاسة والحكومة العراقية وعديد القوى السياسية المؤتمر وأكدت على رفض العراقيين للتطبيع، وقال المتحدث باسم حكومة إقليم كردستان، جوتيار عادل، إن "الإقليم ملتزم بالإطار العام للسياسة الخارجية العراقية، والمؤتمر لم يُمثّل من قبل إقليم كردستان. إن موقف الإقليم من إسرائيل والقضية الفلسطينية مرتبط بالدستور العراقي".